[الاختيار عند القراء]
ـ[شريف بن أحمد مجدي]ــــــــ[04 Mar 2007, 01:42 ص]ـ
منقوووووووووووووووول
[الاختيار عند القراء]
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا،من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادى له، وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله_ صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا. أما بعد ...
فالقراءة مبناها علي الاختيار وهذا ما عليه العلماء وسلف الأمة، ولا يدل ذلك علي أن يقرا كل أحد باختيار من عنده فالمسألة لها ضوابط وشروط، وها نحو نتناول هذه الضوابط والشروط وعدة جوانب أخري.
ولمعرفة حقيقة هذه القضايا، نذكر تعريف الاختيار ثم نتحدث عن مراحل نشأة القراءات وغيرها ...
قال الراغب في مفرداته:
خير
- الخير: ما يرغب فيه الكل، كالعقل مثلا، والعدل، والفضل، والشيء النافع، وضده: الشر.
والمختار في عرف المتكلمين يقال لكل فعل يفعله الإنسان لا على سبيل الإكراه، فقولهم: هو مختار في كذا، فليس يريدون به ما يراد بقولهم فلان له اختيار؛ فإن الاختيار أخذ ما يراه خيرا، والمختار قد يقال للفاعل والمفعول." ا. هـ بتصرف
والاختيار عند القراء: اختيار القارئ لوجه من مسموعاته والاقتصار عليه
قال نافع: قرأت على سبعين من التابعين فما اجتمع عليه اثنان أخذته، وما شك به واحد تركته حتى ألفت هذه القراءة. وقرأ الكسائي على حمزة وغيره، فاختار من قراءة غيره نحوا من ثلاثمائة حرف، وكذا أبو عمرو على ابن كثير، وخالفه في نحو ثلاثة آلاف حرف اختارها من قراءة غيره. " ا. هـ القواعد والإشارات في أصول القراءة 1/صـ2
وقال د/ محمد بن عبد العزيز الخضيري في محاضرته في علوم القرآن:
" الاختيار: وهو أن يختار القارئ من بين مروياته أو الرواي من بين مسموعاته أو الآخذ عن الراوي من بين محفوظاته وكل واحد من هؤلاء مجتهد في اختياره. ولعنا نمثل بمثال يتضح به هذا الأمر ولو بشكل يسير مثلاً في سورة الروم قال الله - سبحانه وتعالى- " اللهُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا
وَشَيْبَةً " الروم: 54 هذه كلمة: ضعف فيها قراءتان: " اللهُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن ضَعْفٍ "، والثانية " من ضُعْفٍ " وهكذا في سائر الآية في كل موارد الضَعف والضُعف في الآية فكلمة ضعف بالفتح هذه قراءة حمزة اتفق الرواة كلهم عن حمزة بقراءتها ضَعف وهي رواية شعبة عن عاصم يعني: ما رواه شعبة عن عاصم رواها بفتح الضاد قال: ضَعف وهي طريق عبيد بن الصباح عن حفص عن عاصم فسمينا هذا طريقاً وسمّينا ما ذكره شعبة أو ما جاء به شعبة عن عاصم رواية، وسمينا ما جاء عن حمزة قراءة." ا. هـ
قال الشيخ عبد الرازق إبراهيم موسى تحت عنوان " تعريف الاختيار:
"الاختيار في القراءات: هو اختيار بعض المرويّ دون بعض عند الإقراء والتلقي لأنّ كلّ قارئ من الأئمة وغيرهم، يأخذ الأحرف القرآنية من عدد من الشيوخ ويحاول قدر جهده أن يتلقى على أكبر عدد منهم، فصاروا يجوبون الأقطار بحثاً عن النقلة الضابطين لكتاب الله يأخذون عنهم، ويتلقّون منهم ولكن القارئ إذا أراد أن يقرئ غيره من الطلاب فإنّه لا يُقرئه بكلّ ما سمع، بل هو يختار من مسموعاته فيُقرئ به ويترك بعضاً آخر فلا يُقرئ به.
والسبب في ذلك: أنّه يراعي أولاً: الترجيح بين الروايات، ويختار أشهرها وأكثرها رواة، ويتجنّب ما شذّ به واحد، كلّ ذلك حسب علمه في ذلك، وما بلغه وما بلع أهل مصره، فهذا نافع المدني يقول: قرأت على سبعين من التابعين فما اتفق عليه اثنان أخذته، وما شذّ فيه واحد تركته .. وذلك لأنّ ورشاً قرأ عليه بما تعلّم في بلده ـ أي بلد ورش ـ فوافق ذلك رواية قرأها نافع عن بعض أئمّته فتركه على ذلك.
ومن هنا يظهر لنا أنّه لا دخل للرأي وللقياس في القراءات، فإذا وجدنا أحداً يقول: هذا اختيار فلان فلا نفسّر هذا بأنّه استحسان منه أو تدخّل من القراء بقياس قراءة على قراءة أخرى حاشاهم الله من ذلك فقد أجمعوا على منعه وحرمته كما سبق." ـ تأمّلات حول تحريرات العلماء للقراءات المتواترة ص26ـ
¥