تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[تأملات في أنواع القراءات (ملخص بحث)]

ـ[أمين الشنقيطي]ــــــــ[03 Dec 2006, 10:49 ص]ـ

تأملات في أنواع القراءات:

نظراً لأهمية معرفة أنواع القراءات في دراسة كتب القراءات، وخاصة لمن يطالعها لأول وهلة، حاولت في هذه العجالةأن أتبين معه بعضاً من أنواع القراءات التي قد تصادفه وقت القراءاة في كتب القراءات العشر القديمة قبل عصر ابن الجزري. وتسهيلا لذلك تساءلت عن أنواع هذه القراءات؟ كم عددهذه الأنواع؟ أمثلتها من بعض كتب القراءات والتفسير.

فكان الجواب: أنواع القراءات على سبيل التفصيل: من العلماء من يرى أنّها ستة أنواع هي: (المتواتر، والمشهور، والآحاد، والشَّاذ، والموضوع، والمُدْرج)، ذكرها (السيوطي في الإتقان 1/ 236، 243).

ونظرا لمعرفة الكثيرين بمعنى المتواتر والمشهور، فسيكون التأمل في الآحاد، والشاذ، والموضوع،والمدرج.

1 - الآحاد هو في اللّغة: جمع أحد؛ بمعنى الوحدة، والانفراد، والغرابة (الصحاح للجوهري) مادة (وحد).

الآحاد اصطلاحاً عند المحدثين على ثلاثة أقسام: هي الغريب وهو ما لم يثبت إلا من طريق واحد، والعزيز وهو ما روي من طريقين، أو ما رواه اثنان فقط، والمشهور عنهم ما رواه أكثر من اثنين في جميع الطبقات السند، ولم يصل إلى حد التواتر.

و قد ألف الإمام مسلم بن الحجاج كتابا سماه (المنفردات والوحدان)،وهو كتاب ألفه في تفرد رجل بالرواية عن رجل آخر حين الخلاف على ذلك بين الأئمة الناقدين، وفي تفرد رجل عن غيره فيما يراه مسلم دون غيره من اقرانه، (المنفردات والوحدان للإمام مسلم/5)، (نخبة الفكر وشرحها نزهة النظر /47)، (تدريب الراوي للسيوطي /1/ 247).

(معجم مصطلحات الحديث /131)،

والآحاد على ماجاء في كتاب المنفرادات والوحدان لها أمثلة كثيرة في كتب القراءات، منها على سبيل المثال قول ابن مجاهد: ((وروى خارجة عن نافع .. ولم يروه غيره)) (السبعة 179 - 181).

ومثالها أيضا قراءة: (يورثها) الأعراف:128،جاء في السبعة: عن هبيرة عن حفص عن عاصم (يُوَرِّثهَا) مشدَّدة الراء، (ولم يروها عن حفص غير هبيرة)، وهذه (وهو غلط)، (شاذة) لمخالفتها للمتواتر والمشهور وجميع القراء بضم الواو وكسر الراء. (ولم يروها عن حفص غير هبيرة)، وهي في (جامع البيان 2/ 66).وفي (علل القراءات للأزهري 1/ 228)، (مختصر شواذ القراءة /45).وفي التقريب والبيان: (التقريب والبيان / 304).

الآحاد اصطلاحا عند الأصوليين هو: ما فقد شروط المتواتر المتقدمة، أو أحدها، سواء كان رواته واحداً، أو عدداً فيعمّ المشهور. (الإحكام للآمدي 2/ 47).

وفي اصطلاح القراء: (القراءة التي صحّ سندها، وخالفت رسم المصحّف أو العربيّة، أوأحدهما، ولم تشتهر الاشتهار المذكور آنفا). وهذا التعريف يعدّ الآحاد من (القراءة المشهورة) و (القراءة المقبولة)، (القراءات وأثرها في التفسير والأحكام لبازمول 1/ 146).

ومن التعريفات مايعدها من (القراءة غير المقبولة): أي التي صحّ سندها، أوضَعُف؛ ولاوجه لها في العربيّة، وإن وافقت الرّسم (القراءات وأثرها في التفسير والأحكام لبازمول 1/ 146).

أو يعدها من (القراءة غيرالمشهورة): أي القراءة التي اختل فيها شرط من شروط الآحادية المشهورة. وقد جمع هذا النوع من القراءات أي (القراءات الآحادية)، الواردة في كتب السنة، الدكتور أحمد المعصراوي في كتاب سماه (القراءات الواردة في السنة).

من أمثلة (القرءاة الآحادية المشهورة) من كتب القراءات وغيرها قراءة (مِنْ أَنْفَسِكُمْ) أي بفتح الفاء وكسر السين، ففي المصباح بفتح الفاء محبوب عن أبي عمرو، وفي التقريب والبيان بفتح الفاء محبوب والرؤاسي كلاهما عن أبي عمرو، وأيضاً عن رويس عن يعقوب، وهي في المتواتر (من أنفسكم) التوبة/128.قرأ بها ابن عباس وابو العالية ومحبوب عن أبي عمرو. (البحر المحيط5/ 121).

ومثال (القرآءة الآحادية غير المشهورة) في غير كتب القراءات العشر، قراءة (والذَّكَرَوَالْأُنْثَى) وهي المتواتر: (وما خلق الذكر والأنثى) الليل/3.وهي قراءة ابن مسعود، وهي في (صحيح البخاري في المناقب/3742)

مثالها في كتب القراءات العشر: قوله تعالى: (إلا قليلا)، جاء في المستنير: بالرفع عن عبد الوارث عن أبي عمرو، كذافي المصباح؛ وكذلك في التقريب والبيان: وقال: ((وهذا مخالف للمصحف))، وافقهم في البستان.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير