تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[رأيي في تلاوة الشيخ عبدالباسط .. وشيء من هموم التلاوة واللغة؛ لأبي عبد الرحمن الظاهري]

ـ[إبراهيم الحميضي]ــــــــ[10 May 2007, 03:29 م]ـ

رأيي في تلاوة الشيخ عبدالباسط .. وشيء من هموم التلاوة واللغة

كتبه أبو عبدالرحمن بن عقيل الظاهري

مقال منشور في جريدة الجزيرة يوم الخميس 23/ 4/1428 وفيه بعض الفوائد واللطائف. على أني لا أتفق مع الكاتب الكريم في بعض الأمور التي ذكرها.

الشيخ عبدالباسط بن محمد بن عبدالصمد -رحمه الله- من أحلى المقرئين صوتاً بإطلاق وأطولهم نفساً .. إلا أن لي بعض الملاحظات على تلاوته بعد قليل إن شاء الله، ولهذا نُسي، واستبدل به ذوو التلاوة المجودة منذ الشيخ الحذيفي إلى شبابنا حفظهم الله .. ولد رحمه الله سنة 1346هـ- 1927م، وتوفي سنة 1409هـ- 1988م، وهو شيخ المقرئين المصريين، ورئيس نقابة قراء ومحققي القرآن الكريم في مصر، وعضو المجلس الأعلى الإسلامي، وكان والده من أكراد العراق .. حفظ القرآن ولم يتجاوز العاشرة من عمره - فليعتبر شباب العصر-، وأتقن القراءات السبع ولم يتجاوز أربعة عشر عاماً (1).

قال أبو عبدالرحمن: ولا تزال ترتبط ذكرى تلاوة عبدالباسط بذهني ووجداني في صغري أيام الراديو الفيلبس الكبير الذي نشغله على البطارية، ويستفتح بصوته الإذاعات؛ فكنا نصغي إليه عند وجبة الفطور قبل الذهاب إلى المدرسة، وهكذا تستقبلنا نوافذ المربع بالرياض إذا زرناه في العطلة، حيث يسكن بعض أصدقاء الوالد -رحمه الله- في غرف بالمربع؛ فلا تسمع إلا صوت عبدالباسط بأعلى ارتفاع من صوت الراديو؛ وكان أخي عبدالله -رحمه الله- مشهوراً في شقراء بالإجادة المطابقة لصوت عبدالباسط عبدالصمد مع انقطاع قليل في النفس، كما كان يقلد المنشاوي، ومحمد رفعت، ومحمود خليل الحصري، وأبوالعينين شعيشع .. وكان الوالد -رحمه الله- يذهب به إلى مرقده في الموعد المحدد على الرغم منه؛ لأنه يقضي الليل في تحريك مفتاح الراديو يميناً وشمالاً يتحرى كل إذاعة تستفتح بتلاوة أحد هؤلاء .. وأمثل القراء المصريين المشهورين تجويداً المنشاوي، ومحمد محمود الطبلاوي، ومحمود خليل الحصري، ومحمد رفعت، وأبوالعينين شعيشع .. ذكرتهم على الترتيب في الإجادة، والطبلاوي طويل النفس، متقن للتجويد بلا تكلف، موفق في نطق الحروف من مخارجها .. إلا أنه مثل أكثر المقرئين -إذا لم تكن أشرطته مدبلجة .. أي محذوفة السكتات- لا يقف للدعاء والاستعاذة والتسبيح عند آيات الترغيب والترهيب والتقديس؛ فيفوته أجر ذلك، ولكن المستمع لن يغفل عن ذلك؛ لأن تلاوته تقتضي الخشية، وهذه خصيصة له وحده بينهم، والحصري دونه في التجويد ولم يرزق حلاوة صوت، وأبوالعينين أحلاهم صوتاً، ويضارع الطبلاوي في طول النفس؛ إلا أنه يقف كثيراً عند كل آية أو جزء من آية وإن لم يكن فيها ما يقتضي التسبيح أو الدعاء أو الاستعاذة؛ بسبب تكلفه في رفع الصوت؛ فيأخذ نفساً طويلاً، وقد يخفض الصوت؛ فلا تكون تلاوته على وتيرة واحدة .. ويشترك مع محمد رفعت في أنهما يميلان إلى التحزين ولا تتبين تلاوتهما أحياناً؛ فهما أكثر تكلفاً في التجويد والتحزين .. إلا أن محمد رفعت أحلى صوتاً، وأقرب إلى التحزين شبه الطبيعي إلا في تلاوة له لسورة (اقتربت الساعة)؛ فقد تكلف التحزين .. والطبلاوي يراعي النبر العروضي أحياناً وهو إظهار التعجب والإنكار والتساؤل .. الخ .. والملاحظ على عبدالباسط رحمه الله ما يلي:

1 - أنه ينبغي التثبت من القراءات التي يقرأ بها؛ فإنه قرأ في سورة الغاشية (بمضيطر) بضاد معجمة بعد الميم، ولا تعرف هذه القراءة عن أحد، وإنما ورد في قراءة لا يعتد بها نقلا إشمام الصاد زاياً، وهذا الإشمام (2) (مع عدم إمكانه) لا يقتضي النطق بالضاد.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير