[أشكل علي إنكار الإمام الشوكاني لتواتر أسانيد القراءات]
ـ[عبد الحي محمد]ــــــــ[11 Nov 2006, 11:19 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
مشايخي الفضلاء:
قال الشوكاني في فتح القدير ــ في تفسير سور النساء في قوله تعالى (واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام):
( ... وقرأ النخعي وقتادة والأعمش وحمزة "والأرحام" بالجر. وقرأ الباقون بالنصب. وقد اختلف أئمة النحو في توجيه قراءة الجر، فأما البصريون فقالوا: هي لحن لا تجوز القراءة بها. وأما الكوفيون فقالوا: هي قراءة قبيحة. قال سيبويه في توجيه هذا القبح: إن المضمر المجرور بمنزلة التنوين، والتنوين لا يعطف عليه. وقال الزجاج وجماعة بقبح عطف الاسم الظاهر على المضمر في الخفض إلا بإعادة الخافض كقوله تعالى "فخسفنا به وبداره الأرض" وجوز سيبويه ذلك في ضرورة الشعر، وأنشد: فاليوم قربت تهجونا وتمدحنا فاذهب فما بك والأيام من عجب ومثله قول الآخر: تعلق في مثل السواري سيوفنا وما بينها والكعب بهو نفانف بعطف الكعب على الضمير في بينها. وحكى أبو علي الفارسي أن المبرد قال: لو صليت خلف إمام يقرأ "واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام" بالجر، لأخذت نعلي ومضيت. وقد رد الإمام أبو نصر القشيري ما قاله القادحون في قراءة الجر فقال: ومثل هذا الكلام مردود عند أئمة الدين، لأن القراءات التي قرأ بها أئمة القراء أثبتت عن النبي صلى الله عليه وسلم تواتراً، ولا يخفى عليك أن دعوى التواتر باطلة يعرف ذلك من يعرف الأسانيد التي رووها بها، ولكن ينبغي أن يحتج للجواز بورود ذلك في أشعار العرب كما تقدم، وكما في قوله بعضهم: وحسبك والضحاك سيف مهند وقول الآخر: وقد رام آفاق السماء فلم يجد له مصعداً فيها ولا الأرض مقعدا وقول الآخر: ما إن بها والأمور من تلف وقول الآخر: أكر على الكتيبة لست أدري أحتفي كان فيها أم سواها فسواها في موضع جر عطفاً على الضمير في فيها، ومنه قوله تعالى "وجعلنا لكم فيها معايش ومن لستم له برازقين". ... )
(ولا يخفى عليك أن دعوى التواتر باطلة يعرف ذلك من يعرف الأسانيد التي رووها بها)
فكيف توجيه هذا الكلام
أحسن الله إليكم؟
ـ[الجكني]ــــــــ[11 Nov 2006, 05:21 م]ـ
الإمام رحمه الله متبع رأي ابن الجزري رحمه الله،وهو القول ب "صحة السند " حيث قال رحمه الله بعد أن ذكر الأقوال في المسألة،قال رداً على الإمام النويري رحمه الله عندما قال -النويري-عن صحة السند:"إنه قول حادث مخالف لإجماع الفقهاء والمحدثين وغيرهم من الأصوليين والمفسرين"علّق الشوكاني بقوله:" وأنت تعلم أن (نقل} مثل الإمام الجزري -كذا-وغيره من أئمة القراء لا يعارضه نقل النويري لما يخالفه،لأنا إن رجعنا إلى الترجيح بالكثرة أو الخبرة بالفن أو غيرهما من المرجحات قطعنا بأن نقل أولئك الأئمة أرجح وقد وافهم (كذا ولعله: وافقهم) عليه كثير من أكابر الأئمة حتى أن الشيخ زكريا الأنصاري لم يحك في غاية الأصول إلى شرح لب الأصول "الخلاف لما حكاه الجزري وغيره عن أحد سوى ابن الحاجب0انتهى: نيل الأوطار:2/ 238
أما قوله رحمه الله:"الكثرة" و"الخبرة بالفن" فليست من الأدلة العلمية،وإنما يستأنس بها،وما عدا ذلك من المرجحات ‘فياليته ذكرها حتى نعلمها 0وعدم حكاية الأنصاري أيضاً ليست دليلاً لأن قصارى جهده أنه "متبع"لابن الجزري فهو قول واحد لا غير0والله أعلم
ـ[د. أنمار]ــــــــ[12 Nov 2006, 09:19 ص]ـ
اغتر الشوكاني كغيره بالاكتفاء بتلك الأسانيد التي في كتاب ما من كتب القراءات كالتيسير أو الروضة. ولو كلف نفسه عناء البحث والجمع في معظم ما كتب من الكتب القديمة لا الحديثة لاختلف رأيه.
كم يريد الشوكاني للإقرار بالتواتر؟
10 أم أقل أم أكثر؟
معظم التعاريف تقول جمع ... دون تحديد
إذن إليكم هذا المثال ليكون عبرة وعليه فقس بقية القراءات
نعم من القراء العشرة لم يقرأ بالجر إلا حمزة
لكن إليك أسماء من عزيت لهم هذه القراءة
ابن مسعود
ابن عباس
الحسن البصري
الأعمش
قتادة
مجاهد
إبراهيم النخعي
المطوعي
أبو رزين
يحيى بن وثاب
طلحة بن مصرف
الأصفهاني
الحلبي عن عبد الوارث
أبان بن تغلب
أبو إياس هارون بن علي بن حمزة
فمعظم هؤلاء إلى عهد حمزة وكذا من بعده كانت أسانيدهم متصلة، لكن بعد ذلك اكتفى العلماء بأسانيد العشر اكتفاء بالبعض عن الكل، ونسبة القراءة لواحد منهم لا يعنى انفراده بين الأمة بالقراءة تلك بسنده المنفرد إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
ومن يكابر في ذلك إنما يشهد على نفسه بالجهل العريض وقلة المعرفة بأصول القراءات
ثم قضية أخرى، وهي نسبة ما قيل لابن الجزري, فتلك قضية تحتاج مزيد بحث وإيضاح
فإني أؤكد وجوب التفرقة بين ما تواتر من فرش الأحرف وأصول القراءات وبين تحرير تلك الأصول مما لا يستلزم إلا صحة السند، وهذه دقيقة قد تخفى على الكثيرين.
¥