[نظرات في كتاب "الإرشاد لابن غلبون]
ـ[الجكني]ــــــــ[22 Mar 2007, 01:17 ص]ـ
نحمد الله سبحانه وتعالى على أن وصلنا هذا الكتاب القيم في القراءات،وجزى الله خيراً من كان السبب في إرشادنا إليه ودلنا عليه،الأخت الكريمة "نورة "0
ومنذ أن أخذت منه نسخة إلكترونية بدأت في قراءته،وسأحاول هنا – حسب ما يسمح به الوقت – أن أقدم بعض ما يتراءا لي أثناء مطالعته لعرضه على المشايخ وأهل التخصص لمدارسته والاستفادة مما عندهم فيما يصعب علي فهمه،وأول ما بدأت به:
الكشف عن "الطريقين " اللتين أخذهما ابن الجزري منه ونسبهما إليه،وهما:
1 - طريق ابن مروان عن ابن سيف عن الأزرق عن ورش 0
2 - طريق أحمد بن صالح عن الحسن بن الحباب عن البزي 0
هذا:وقد لا حظت التالي:
1 - أما الطريق الأولى طريق ابن غلبون عن شيخه ابن مروان فهي "إجازة " لا "رواية " فإنه قال:"أخبرني " ولم يقل "قرأت بها،مع أن الإمام ابن الجزري رحمه الله قال:"قرأ عبد المنعم على ابن مروان (جميع القرآن ")
2 - لم يقع نظري على الطريق الثانية فيه فلعلها سقطت من النساخ،والله أعلم 0
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[22 Mar 2007, 01:28 ص]ـ
السلام عليكم مولانا الحبيب الجنكي حفظه الله تعالى
هل ما ذكرته سيادتكم من الفرق بين أخبرني وقرأت فيه نص أم استقراء لفضيلتكم فإن كان فالرجاء إرفاق موضوع مفصل عن مفاتيح الألفاظ التي تداولها أهل المصنفات في القراءات وإصطلاحتهم الخاصة فهي خير معين على فهم المراد وتقبل وافر الاحترام والتقدير
ـ[الجكني]ــــــــ[22 Mar 2007, 03:57 م]ـ
أخي الكريم: أيمن صالح شعبان:وعليكم السلام ورحمة الله وبعد:
أولاً أشكر لك عباراتك اللطيفة في حق أخيك؛وإن كنتُ لستُ ما تقول،ولكن نسأل الله القبول 0
الحق يا أخي لم أقم باستقراء المسألة المشار إليها وإنما أخذت ذلك من نصوص بعض العلماء في ما وقفت عليه عنهم في كتبهم حيث وجدتهم قد (فرّقوا) بين "الإجازة:الرواية" وبين "التلاوة:القراءة "،وهذه بعض نصوصهم لعلك يا أخي أو أي أحد من المشايخ يصحح لي إن كنت أخطأت في فهم مرادهم:
1 - قال الإمام الداني رحمه الله:"000لأنه يجوز أن يكون روى ذلك كله على اختلافه عن عاصم (سماعاً) في أوقات مختلفة،وأخذ عنه (أداء) في عرضات مختلفة على حسب ما نقله عن سلفه وسمعه من أئمته 0اهـ (جامع البيان:90)
2 - وقال أيضا:" وسمع حمزة قراءة الأعمش ولم يقرأ عليه،قال:وكانت هذه الحروف التي يرويها حمزة عن الأعمش (أخذاً) ولم يبلغنا أنه (قرأ) عليه القرآن من أوله إلى آخره0اهـ:95
3 - وقال في موضع آخر مبيناً خلاف العلماء في حكم "السماع " و"العرض ": وهذا الذي حكاه جرير وابن نمير و"التلاوة" و"السرد "سواء لافرق بينهما وذلك عند من جعل "السماع " الذي هو قراءة العالِم للمتعلم و"العرض " الذي هو قراءة المتعلم على العالم واحد (كذا:ولعلها:واحداً)،فأما من فرّق بينهما ف "السماع " عنده أقوى من العرض وأعلى عند (أكثر) العلماء 0اهـ96
4 - قال مكي رحمه الله:"وربما ذكرت بعض نوادر رواية محمد بن إسحاق المسيبي عن نافع،وليس هو عندي (قراءة) بل "رواية" اهـ التبصرة:180
وهذا قد رواه الداني بسنده قال:حدثنا فارس عن عبد الباقي قال: أهل المدينة على قراءة المسيبي وإن كان قليل الأصحاب في "التلاوة" لأنه لم يمكّن من نفسه،وأخذ القراءة عنه "رواية " خلق كثير0اهـ (جامع البيان:46
5 - قال المالقي رحمه الله:"ذكر الحافظ – يعني الداني – إسناد قراءة أبي بكر عن عاصم فقال في "الرواية": حدثني 000اهـ
وقال أيضا مواصلاً:وقال في "القراءة" لما ذكر الصريفيني:"قرأت 000
ثم قال في آخر المبحث: "فظهر أن هذا الطريق لم تتصل فيه "التلاوة" 0اهـ
وقال:"وأما قراءة ابن عامر فقال في التيسير:"و"رواها" الأخفش عن ابن ذكوان " ثم شرح المسألة وخلص إلى:"فحصل من هذا كله أن "التلاوة " متصلة في جميع الطرق إلا طريق أبي بكر المتقدم "اهـ
وقال أيضاً:"أسند الحافظ – الداني – كل واحدة من القراءات في التيسير "رواية " و"قراءة " وجعل "سند " "الرواية " (غير) سند "القراءة" إلا في قراءة –رواية – حفص فإنه جعل سند الرواية والقراءة واحداً عن شيخه أبي الحسن بن غلبون عن الهاشمي عن الأشناني عن عبيد الله بن الصباح عن حفص عن عاصم 0
انظر:الدر النثير:1/ 96 - 100
5 - وقال الشيخ الصفاقسي رحمه الله بعد كلام طويل: " انظر كيف قال – الداني – في نقل القصر "حدثنا " وقال في المد "وقرأت " وأكد ذلك بقوله:وبه آخذ،،قال:
"والتحديث " بالقراءة يفيد ثبوتها ولا "يبيح " القراءة بها بخلاف "القراءة " فإنه يفيد الثبوت وإباحة القراءة بها،لهذا نجدهم يجمعون بين "التحديث " و "القراءة" فيقول من تعرض منهم لإثبات القراءة "حدثني فلان بقراءته لفلان ثم يقول "وقرأت بها " القرآن كله على فلان 00اهـ المراد منه،غيث النفع:354 (حاشية سراج القارئ
ولو تتبع أحد المسألة لربما يجد كثيراً من ذلك،والله أعلم،وآسف جداً على الإطالة 0
تنبيه:
رجعت في كلام الداني إلى جامع البيان،طبعة دار الكتب العلمية،كتب على غلافها:تحقيق الحافظ المقرئ محمد صدوق الجزائري،وله الشكر على إخراجه الكتاب من عالم المخطوطات إلى عالم المطبوعات،وعليه "العتب " في عدم إصلاح الطبعة ومراجعتها بعد الطبع فقد ملئت خطأً كثيراً وتحريفاً0
¥