تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[القول المحمود في سيرة عاصم بن أبي النجود]

ـ[الدكتور عمار أمين الددو]ــــــــ[29 Jul 2007, 02:26 م]ـ

القول المحمود

في سيرة عاصم بن أبي النجود

بقلم الدكتور عمار أمين الددو

رئيس قسم المخطوطات

في مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحابته أجمعين،

وبعد.

فإن القَصْدَ من هذه الكلمةِ كَشْفُ النِّقَاب عن جَوَانِبَ مُشْرِقَةٍ من حياةِ رَجُلٍ من أَهلِ اللهِ وَخَاصَِّتهِ ([1])، وَمِن أَشَْرافِ هذه الأُمَّةِ المباركة ([2])، تابعي جليل، ومقرئ فذّ نبيل،هو أبو بكر عاصم بن بهدلة أبي النَجُود الأسدي، مولاهم،الكوفي،الحنّاط ([3]).

نشأ عاصم في مدينة الكوفة، حاضرة العلم والعلماء آنذاك، فاختلف منذ نعومة أظفاره إلى علماء عصره؛ فدرس علوم العربية التي هي مفتاح العلوم، و سمع الحديث الشريف و اشتغل في روايته، وتعلمّ علم القراءات وصار رأساً فيها، وقد شهد له العلماءُ من أبناءِ عصرهِ، بِعُلُوِّ كَعْبهِ وتمكّنه من هذه العلوم، وهذه بعض أقوالهم:

مكانته بين علماء العربية:

روى يحيى بن آدم عن الحسن بن صالح قوله: ((ما رأيت أحداً أفصحَ من عاصمٍ؛وكان إذا تكلَّمَ كادَ يدخله الخُيلاءُ)) ([4]).

وقال تلميذه أبو بكر شعبة بن عياش: ((كان عاصم نحوياً، فصيحاً، إذا تكلّم مشهورَ الكلامِ)) ([5])

وقال ابن الجزري: ((جمع بين الفصاحة والإتقان والتحرير والتجويد .. )) ([6])

وَأُثِرَ عن عاصمٍ قولُهُ: ((مَن لَمْ يُحْسِن مِنَ العَرَبِيّةِ إِلاّ وَجْهاً واحداً؛لم يُحْسِن شيئاً)) ([7]).

مكانته بين أهل الحديث:

قال عبد الرحمن بن أبي حاتم: ((سألت أبي عنه فقال: صالح ٌ، وهو أكثرُ حديثاً من أبي قيسٍ الأَوْدي، وأشهرُ منه، وأحبُّ إليَّ منه)) ([8]).

وقال الذهبي: ((… قلت: وثّقه أبو زرعة وجماعةٌ، وقال أبو حاتم: محلّه الصِدْقُ .. )) ([9]).

مكانته بين القرّاء:

قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: ((سألت أبي عنه،فقال: كان رجلاً صالحاً، قارئاً للقرآن، وأهلُ الكوفةِ يختارون قراءَتَهُ، وأَنا أَختارُ قراءَتَهُ، وكان خَيِّراً ثِقَةً…)) ([10])

وقال عبد الله أيضاً: ((سألتُ أَبي عن حمّادِ بن أبي سُليمان، وعاصمٍ، فقال: عاصمٌ أَحَبُّ إِلينا، عاصمٌ صَاحِبُ قرآنٍ، وحمّاد صاحبُ فِقهٍ)) ([11])

وقال أحمد بن عبد الله العِجلي: ((عاصمٌ صاحِبُ سُنّة وقراءةٍ للقُرآنِ، وكان ثِقَةً، رَأْساً في القِراءةِ)) ([12])

وقد روى ابنُ سِوَارٍ البغدادي، بسنده عن أبي إسحاق السَّبِيعي قوله: ((ما رأيت رجلاً، كان أقرأ للقرآنِ من عاصمٍ ما استثنى أحداً … وقول أبي إسحاق السَّبِيعي حُجّةٌ لأنّه من أَجِلاّء التابعين، لَقِيَ ثلاثةً وعشرينَ رجلاً من أصحابِ رسولِ اللهِ، صلى الله عليه وسلم)) ([13]).

وقال ابن الجَزَرِيّ: ((وهو الإمامُ الذي انتهت إليه رئاسة الإقراء بالكوفة بعد أبي عبد الرحمن السلمي في موضعه، جمع بين الفصاحة والإتقان، والتحرير،والتجويد، وكان أحسن الناس صوتاً بالقرآن)) ([14]).

شيوخه:

تتلمذ عاصم على عدد كبير من علماء عصره، ذكر المِزِّيُّ منهم خمسةً وعشرين شيخاً، وإنّ أوّل من يستحق الذكر منهم الصحابيان الجليلان، الحارث بن حسّان البكريّ، وأبو رمثة رفاعة بن يثربي، رضي الله عنهما، فقد أدركهما، وروى عنهما، وبفضلهما نال لقب التابعي ([15]).

ومن شيوخه أيضاً: الأسود بن هلال، وحميد الطويل، وخيثمة بن عبد الرحمن، وذكوان السمّان، وزرّ بن حبيش الأسدي، وزياد بن قيس المدني، وشِمر بن عطية، وشهر بن حوشب، وعبد الله بن حبيب السّلَمي، وعكرمة مولى بن عبّاس،و مسعود بن مالك الأسدي، ومصعب بن سعد بن أبي وقاص … وغيرهم كثير ([16]).

تلاميذه:

أما تلاميذ عاصم فهم لا يحصون، كما يقول ابن الجزري ([17])، ثم إنّ تقصّي أخبارهم ليس من مقاصد هذه الكلمة، التي ترمي إلى إضاءة جوانب من حياته، لذا حسبنا أن نشير إلى أن المِزّي قد ذكر أربعين منهم، نذكر منهم:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير