[قصيدة أبي الحسين الملطي (ت377) الرائية في التجويد التي عارض بها قصيدة الخاقاني (ت325هـ)]
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[27 Feb 2007, 08:20 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
كنت أشرت في مشاركة سابقة إلى طبعات قصيدة أبي مزاحم الخاقاني المتوفى سنة 325هـ في التجويد، والتي تعد أقدم المصنفات في التجويد بحسب ما ظهر للباحثين، وقد أشرت في أثناء الموضوع إلى قصيدة أبي الحسين الملطي المتوفى سنة 377هـ الرائية التي عارض بها قصيدة أبي مزاحم الخاقاني لاستحسانه لها، وإعجابه بها. وذلك في موضوع قصيدة أبي مزاحم الخاقاني (ت325هـ) في التجويد وتحقيقاتها. ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=7192)
وقد رغب الأستاذ الدكتور غانم قدوري الحمد نشر قصيدة الملطي في الملتقى لقلة من اطلع عليها من القراء، ولندرتها، فرأيت تلبية لطلبه، وإفادة للإخوة القراء الذين يعنون بمثل هذه الموضوعات أن أنشرها في موضوع مستقل. وقد نقلتها من تحقيق الأستاذ عزير شمس وفقه الله في كتابه (روائع التراث) من ص108 حتى ص 112
http://www.tafsir.net/vb/images/uploads/6_3003645b21f2ce08a7.jpg
وقد نقلتها كما هي مع خفاء كلمتين في قافيتي البيتين 38 و 52، وقد وضعت بين قوسين [] ما رأيته أولى في ثنايا كلام أبي عمرو الداني رحمه الله. وها هي القصيدة ومعها تقديم أبي عمرو الداني بين يديها وختمه لها.
بسم الله الرحمن الرحيم
قال عثمان بن سعيد (1): لما بلغ أبا الحسين محمد بن أحمد بن عبدالرحمن الملطي المقرئ قول أبي مزاحم في الإقراء وحسن الأداء عارضه بقصيدة عملها في هذا المعنى على عروض تلك وقافيتها، ومعانيها، وزاد عليه أشياء أغفلها، وأصولاً أضرب عنها، غير أن فضل قصيدة أبي مزاحم في الإتقان والجودة وتهذيب الألفاظ وتقريب المعاني لا تخفى على من تأمل القصيدتين، وأنشد الشعرين ممن له أدنى فهم، وأقل تمييز، فضلاً على من خص من ذلك بحظٍّ وافرٍ، ومن عليه منه بنصيب كامل.
وقد رأينا أن نكتب في آخر كتابنا هذا قصيدة أبي الحسين، ونختمه بها لغرابتها، وقلة وجودها عند من يشار إليه بالتصدير، ويعرف بالإقراء، مع محل قائلها من الدين، وموضعه من العلم، رحمة الله عليه ورضوانه.
ذكر قصيدة أبي الحسين الملطي ومن أنشدناها عنه
أنشدنا أبو مروان عبيدالله بن سلمة بن حزم المكتب لفظاً من كتابه، وأبو محمد إسماعيل بن رجاء بن سعيد العسقلاني من حفظه، قال: أنشدنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن عبدالرحمن الملطي بعسقلان لنفسه في القراء، وهي هذه:
أقولُ لأهلِ اللُّبِّ والفضلِ والحِجْرِ =مقالَ مُريدٍ للثَّوابِ وللأجْرِ
وأَسألُ ربي عَونَهُ وعَطاءَهُ=وصَرْفَ دواعي العُجْبِ عَنِّىَ والكِبْرِ
وأَدْعُوهُ خَوفاً راغِباً بِتَذَلُّلٍ=لِيَغْفِرَ لَيْ ما كانَ مِنْ سَيّئِ الذِّكْرِ
وأَسأَلُهُ عَوناً كما هُو أَهْلُهُ=أَعُوذُ بهِ مِنْ آَفةِ القولِ والفَخْرِ
إِلَهي بِذاكَ العِزِّ والجُودِ والبَها=أَجِرْني من الآفاتِ والقُبْحِ والشَّرِّ
وأَطْلِقْ لِساني بالصَّوابِ فإِنَّهُ=كَلِيلٌ، فإِنْ أَطْلَقْتَهُ فُزْتُ بالغَفْرِ
وهَبْ ليْ خُشُوعاً في التَّمَنِّي وخَشيَةً=ونُطْقاً فَصِيحاً بالتَّواضُعِ والفِكْرِ
فإِنَّ الذي يتلو الكتابَ يُقِيمُهُ=على لَحْنِهِ يَحْظى بفائدةِ الأَجْرِ
فيا قَارئَ القرآنِ فاطْلُبْ ثَوابَهُ=وكُنْ طائِعاً للهِ في السِّرِّ والجَهْرِ
10 - وإِيَّاكَ أَنْ تَبْغِي بِهِ غَيْرَ أَجْرِهِ=وأَحْكِمْ أَدَاهُ، واجْتَهِدْ تَحْظَ بالقَدْرِ
عليكَ بِقَصْدِ المُقْرئيْنَ أُوليْ النُّهَى =فَخُذْ عنهمُ لَفْظاً يَزِيْنُكَ إِذْ تَدْري
وكُنْ طالِباً تَبْغِي إِقامَةَ سُنَّةٍ=فَقُلِّدْتَها عنْ سادةٍ مِنْ ذَوي السِّتْرِ
وأَقْرانِها عَنْ سَبعةٍ ذِي فَصاحةٍ=ولُبٍّ ودِيْنٍ، ذلكَ الصادقُ المُقْرِيْ
وإِيَّاكَ والتقليدَ مَنْ لَيس يَتَّقِيْ=ولا عِنْدَهُ خُبْرٌ مِن النَّصْبِ والجَرِّ
لأَنَّ الذي لا يَعْرِفُ اللَّحْنَ أَشْكَلَتْ=عليهِ حُرُوفٌ في التِّلاوةِ بِالنُّكْرِ
فَدَعْهُ وكُنْ ما شِئْتَ تَبْغِي زِيادَةً=ولو نِلْتَ ما نالَ الفَصيحُ من اليُسْرِ
فَذُو الحِلْمِ لا يَنْفَكُّ عَنْ حَزْمِ رَأْيِهِ=وذو الجهلِ لا يَنْفَكُّ مِنْ شِدَّةِ الغِرِّ
¥