تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[(الدليل المبين على المقاربة بين القراء والمحدثين)]

ـ[أمين الشنقيطي]ــــــــ[28 Apr 2007, 01:12 ص]ـ

[(الدليل المبين على المقاربة بين القراء والمحدثين)]

مقدمة

الحمد لله الذي أنزل الكتاب على نبيه الأمين، ويسره للذكر فقال ولقد يسرنا القرآن للذكر .. وأصلي وأسلم على أفضل الخلق محمد بن عبد الله، أرسله الله رحمة للعالمين ومبلغا للدين .. فأتم الله به النعمة على العالمين، ثم أثني بالصلاة والسلام على آل بيته الطيبين الطاهرين، وعلى صحبه الغر الميامين، وعلى من تبعهم، وسار على نهجهم إلى يوم الدين وبعد: فقد اطلعت على مشاركة أخي الدكتور أحمد الضاوي حفظه الله، وعنوانها: (القراءات القرآنية ومنهج المحدثين في التوثيق)، وأسجل بهذه المناسبة شكري وتقديري له على طرحه المنهجي الدقيق والواقعي والمتوازن، والذي قال في بعضه: ((كنا نأمل أن يُعنى الإخوة الكرام باكتشافعناصر التقاء القراءات و منهج المحدثين في التوثيق، لنبين بالبرهان العلمي أن القراءات القرآنية موثقة توثيقا علميا يندر أن تجد نصا يمتاز بذلك. كما كان الهدف أن نبين أن المنظومة الإسلامية شاملة ومتكاملة، وهو عنصر قوة المنظومة الإسلامية في مختلف تجلياتها، إننا إذ نقوم بذلك نقدم الدليل العلمي على وثوقية النص القرآني لمن يحتاج لدليل، وتزكية لإيمان المؤمنين حيث يصبح إيمانهم مؤسسا على العلم و المعرفة، فذلك التحصين العقدي، وعمل العلماء في هذا الاتجاه صيانة للمبتدئين، ودعم للمؤمنين، ودفع للمبطلين، وقربة لله رب العالمين)).

كما أشكر إخواني من أهل القرآن والقراءات وعلومها، أولئك الأفاضل الذين ورد فيهم قوله صلى الله عليه وسلم ((إن أفضلكم من تعلم القرآن وعلمه))،صحيح البخاري، فهم من تصدروا لإقراء القرآن وقراءاته المتواترة سبعية كانت أوعشرية من لدن القرون الأولى وحتى عصرنا اليوم فكان لهم الفضل والشرف المزيد.

*وفي طليعة ماأبشر به إخواني المحتشدين على مائدة القرآن الكريم في هذه الملتقى المبارك عثوري على الدليل الصريح الذي يؤكد نجاح مااستغرقنا فيه جهودنا وأوقاتنا بالتعليق والتوجيه والمداخلة فيه لنفي أو إثبات إمكانية المقاربة بين القراء، والمحدثين في أسانيدهم وقواعدهم ومصطلحاتهم وتراجمهم.

*وحين فزت بهذا الدليل هذه الليلة ولله الحمد حيث طالعته عند الإمام البقاعي الشافعي رحمه الله، في كتابه الضوابط والإشارات لأجزاء علم القراءات، فرحت فرحا شديدا بشيئين، فرحي بوجود الكتاب بعد أن فقدته بين الكتب، وفرحي بهذا الدليل النفيس.

*وإليكم إخواني الكرام هذا الدليل، الذي سأبدأ به ثم ألخص بعض ماذكره الإخوة أثناء مداخلاتهم في المشاركة من نفي لهذه المسألة الهامة ذات الاتصال بعلماء الحديث ومصطلحاتهم وتراجمهم.

*وقد قسمته إلى قسمين وخاتمة فيها بعض المطالب والتوصيات:

1 - قسم فيه الدليل على العلاقة والمؤخاة الشديدة بين العلمين ومصطلحاتهم.

2 - قسم فيه جملة من أدلة نفي بها بعض المداخلين هذه المقاربة.

(1) الدليل على العلاقة والمؤخاة الشديدة بين العلمين ومصطلحاتهم:

يقول الإمام البقاعي الشافعي رحمه الله، في كتابه الضوابط والإشارات لأجزاء علم القراءات" ((الكلام في علم القراءات ينحصر في وسائل ومقاصد، من ضمن الوسائل سبعة أجزاء أولها السند، وعلم العربية، والوقف والابتداء، والفواصل ومرسوم الخط، والاستعاذة والتكبير، وتنحصر المقاصد في جزاين الأصول والفرش)). بتصرف بسيط /21.

وقال أيضا: ((الإسناد وهو أعظم مدارات هذا الفن والمعول عليه فيه))./24.

وقال كذلك شارحا وسيلة الإسناد عند القراء: ((بيان توقف العلم عليها أما على الإسناد فلأن القراءة سنة متبعة ونقل محض، فلابد في إثباتها من صحتها، ولاطريق إلى ذلك إلا بالإسناد، وستأتي الإشارة إليه من كلام شيخنا علامة زمانه شمس الدين ابي الخير محمد بن محمد ... بن الجزري رحمه الله .. نظما ونثرا، ولاريب أن ذلك يتوقف على علم الحديث)) السابق/31.

قلت:يقصد بالنظم قوله فكل ماوافق وجه نحوي ...

وبالنثرقوله في النشر: كل قراءة وافقت العربية ولوبوجه ...

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير