تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[رسم المصحف من خلال ثلاثة مواقف متباينة]

ـ[محمد عز الدين المعيار]ــــــــ[31 Oct 2007, 03:33 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

يطلق رسم الصحف فيراد به:"أوضاع حروف القرآن في المصحف ورسومه " مما ارتضاه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وانتهى إلينا على الصورة المعروفة للمصحف التي ترجع في أصلها الى عهد النبي صلى الله عليه وسلم نفسه، ثم جمع المسلمين عليها من بعده الخليفة الراشد الثالث عثمان بن عفان رضي الله عنه.

وإذا كان رسم المصحف قد جاء مخالفا في بعض رسومه لما تواضع عليه علماء اللغة العربية من قواعد الهجاء والإملاء مستقلا بنفسه وفق قواعد حصرها علماء الرسم، فإن ذلك لم يمنع من اختلاف العلماء قديما وحديثا حول مدى الالتزام بالرسم القرآني أو عدمه، وراح كل فريق يدافع عن اختياره الذي ارتضاه ملتمسا له كل ما يستطيعه من أدلة وبراهين مما لايتسع له مثل هذا الموجز وحسبي هنا - أن أختصر المسافة عبر أيسر الطرق وأقربها الى الهدف المنشود وذلك من خلال ثلاثة مواقف متباينة واحد يقول إن رسم المصحف توقيف و آخر يقول:رسم المصحف اصطلاح وثالث يقول بالتوفيق بين المذهبين.

يتبع ..

ـ[أحمد شكري]ــــــــ[31 Oct 2007, 10:30 ص]ـ

حياك الله أخانا الكريم وأهلا بك في الملتقى فقد لحظت أن هذه مشاركتكم الأولى فيه

وبانتظار تتمة الكلام

ـ[محمد عز الدين المعيار]ــــــــ[31 Oct 2007, 10:55 ص]ـ

مذهب "الجمهور " أن رسم الصحف توقيفي، ولهم على ذلك حجج وأدلة منها:

1 - أن النبي صلى الله عليه وسلم كان له كتاب يكتبون الوحي، وقد كتبوا القرآن كله بهذا الرسم وأقرهم عليذلك ومن حاول العبث منهم فضحه الوحي كما معلوم

2 - أن كتابة القرآن على الهيئة المعروفة سر من الأسرار خص الله به كتابه الحكيم دون ساءر الكتب السماوية فهي أمور لاتدرك إلا بالفتح الرباني

3 - ان الخليفة الراشد الأول أبا بكر الصديق رضي الله عنه كتب القرآن بهذا الرسم في صحف بإشراك الصحابة ورضاهم، ولم يخالف في ذلك أحد منهم، ثم حذا حذوه في ذلك عثمان رضي الله عنه في خلافته على ملإ من الصحابة وبرضاهم أيضا، وسار من جاء بعدهم على منوالهم من جاء بعدهم من التابعين وتابعيهم دون أن يخالفوهم في شئ من ذلك

وحيث إن الإجماع قد انعقد على تلك الرسوم، فلا يجوز العدول عنها إلى غيرها لأن الإجماع حجة كما هو مقرر في علم الأصول

ـ[محمد عز الدين المعيار]ــــــــ[02 Nov 2007, 01:51 ص]ـ

أحيي الأخ الدكتور أحمد شكري تحية إسلامية طيبة وأعتذر له عن عدم انتباهي لتحيته الكريمة من قبل

ـ[محمد عز الدين المعيار]ــــــــ[02 Nov 2007, 02:21 ص]ـ

ذهب عدد غير قليل من العلماء إلى أن رسم المصحف اصطلاحي ولا مانع من مخالفته وممن قال بذلك من كبار العلماء القاضي أبو بكر الباقلاني في الانتصار والإمام ابن تيمية في الفتاوي والعلامة بن خلدون في مقدمته

أما القاضي الباقلاني فيرى أن الكتابة لم يفرض الله على الأمة فيها شيء وأن الخطوط إنما هي علامات ورسوم تجري مجرى الإشارات والعقود والرموز فكل رسم دال على الكلمة مفيد لوجه قراءتها تجب صحته وتصويب الكتابة على أي صورة كانت.

وذهب شيخ الإسلام ابن تيمية الى أن اتباع رسم المصحف لا يجب عند أحد من المسلمين ومن ثم فإنه يجوز للمرء كتابة ألفاظ المصحف بالخط الذي اعتاده، لكن متابعة خط المصحف أحسن

أما العلامة ابن خلدون فذهب الى أن الخط العربي لأول الإسلام كان غير بالغ إلى الغاية من الإحكام لمكان العرب من البداوة والتوحش وبعدهم عن الصنائع ومن ثم خالفت خطوط الصحابة في رسم المصحف ما اقتضته رسوم صناعة الخط عند أهله

وممن دعا إلى التخلي عن رسم المصحف من المعاصرين رجاء النقاش الذي كتب في أحد أعداد مجلة الهلال التي كان رئيس تحريرها إذ ذاك تحت عنوان "حرروا القرآن من هذه القيود ":"إن من واجبنا و لا شك أن نحتفظ بالمصحف القديم بخطه المعروف فذلك أثر عزيز من آثارنا لا يجوز أن نهمل في المحافظة عليه ولكن يجب أن تكون لدينا {الشجاعة الدينية} الكافية لكي نطبع مصحفا خاليا من هذه الحروف التي تجعل قراءته صعبة بل ومستحيلة إلا عند المتخصصين .. "

ـ[محمد عز الدين المعيار]ــــــــ[02 Nov 2007, 03:20 ص]ـ

يرى أصحاب هذا الموقف الثالث أن التوفيق بين المذهبين السالفين أسلم وأنجع مثل قول العز بن عبد السلام:إن المحافظة على الرسم العثماني باعتباه أثرا من آثاره النفيسةالموروثة عن السلف الصالح أمر واجب على أن يبقى ذلك في أيدي العارفين،أما عامة الناس فيجب أن يكتب لهم المصحف على الاصطلاحات الشائعة عندهم

وبعد فهذه بإيجاز أبرز المواقف من مسألة رسم المصحف ومن يتتبع أقوال كل فريق سيجد نفسه حائرا بينها أو مرجحا بعضا على الآخر والمطلوب ربحا للوقت والجهد المبذول في مثل هذه الأمور أن يتفضل السادة العلماء بدعم ما يرونه صوابا أو دحض ما يرونه خطأ لكن بالحجج المقنعة وبموضوعية تامة بعيدة عن كل تعصب والله ولي التوفيق

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير