تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[شرح الشاطبية]

ـ[أبو أحمد عبدالمقصود]ــــــــ[08 Sep 2007, 03:05 م]ـ

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد

في أثناء تصفحي على الشبكة وجدت هذا الشرح البسيط للشاطبية فأردت أن يعم النفع بأذن الله علما بأن البيت رقم 31 لم يكن مشروحا فنقلته من الوافي شرح الشاطبية واني أرجو من أصحاب الفضل وأهل العلم أن يستكملوا هذا الشرح على نفس الطريقة وذلك لسهولته والسلام عليكم ورحمة الله

بسم الله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:

خطبة الكتاب

(1)

بَدَأْتُ بِبِسْمِ اْللهُ فيِ النَّظْمِ أوَّلاَ ... تَبَارَكَ رَحْمَاناً رَحِيماً وَمَوْئِلاَ

(بَدَأْتُ بِبِسْمِ اْللهُ) وهذا تيمنا بالبسملة التي بُدِأت بها آيات سور القرآن الكريم، وبُدِأ بها كلام ربنا جل وجلاله.

(فيِ النَّظْمِ) أي هذه المنظومة.

(تَبَارَكَ رَحْمَاناً رَحِيماً) أثنى الإمام الشاطبي -رحمه الله- على الله تعالى بما يليق بجلاله من أسمائه وصفاته، وخيرها "الرحمن" و"الرحيم".

(وَمَوْئِلاَ) أي مرجعا يرجع إليه السائلون بأسئلتهم، وأصحاب الحاجة بحاجاتهم موئل.

(2)

وَثَنَّيْتُ صَلَّى اللهُ رَبِّي عَلَى الِرَّضَا ... مُحَمَّدٍ الْمُهْدَى إلَى النَّاسِ مُرْسَلاَ

(وَثَنَّيْتُ صَلَّى اللهُ رَبِّي) أي بعد ما بدأت بالبسملة ثَنَّيت بالصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم.

(عَلَى الِرَّضَا) أي الذي ارتضاه الله عز وجل لنبوته، أن يكون نبي هذه الأمة.

(مُحَمَّدٍ الْمُهْدَى) أي جعله الله بمثابة الهدية الربانية لهذه الأمة، خير نبي أُرسِل لخير أمة، نزل عليه خير كتب.

(إلَى النَّاسِ مُرْسَلاَ) أرسله الله بهذه الرسالة للناس جميعا، و"الناس" هنا تدل على أن رسالة النبي صلى الله عليه وسلم للناس كافة، قال الله تعالى:" وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ " [سبأ:28].

(3)

وَعِتْرَتِهِ ثُمَ الصَّحَابَةِ ثُمّ مَنْ ... تَلاَهُمْ عَلَى اْلإِحْسَانِ بِالخَيْرِ وُبَّلاَ

? (وَعِتْرَتِهِ) والعِترة هم الأهل والأدنون والعشيرة وذوي القربى، عترة النبي صلى الله عليه وسلم.

? (ثُمَ الصَّحَابَةِ) بشكل عام، ومن السنة أن يقول الإنسان: (اللهم صل على محمد وآله وأصحابه أجمعين).

? (ثُمّ مَنْ تَلاَهُمْ عَلَى اْلإِحْسَانِ) أي من تبِعهم بإحسان، قال تعالى:" وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ " [التوبة:100].

? (بِالخَيْرِ وُبَّلاَ) الوُبَّل مأخوذ من الوابل وهو المطر الغزير الكثيف الذي يروي الأرض.

فهنا يترضى على الأصحاب وعلى من اتبعهم واتبع الخير العظيم الذي جاؤوا به.

(4)

وَثَلَّثْتُ أنَّ اْلَحَمْدَ لِلهِ دائِماً ... وَمَا لَيْسَ مَبْدُوءًا بِهِ أَجْذَمُ الْعَلاَ

? (وَثَلَّثْتُ أنَّ اْلَحَمْدَ لِلهِ) ثم رجع بعد ذلك -رحمه الله- بالحمد، بدأ بالبسملة ثم بالحمدلة.

وسَوَّغ هذا الأمر وعلله بقوله:

? (وَمَا لَيْسَ مَبْدُوءًا بِهِ أَجْذَمُ الْعَلاَ) فيه إشارة إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم: [كل أمر ذي بال لا يُبدأ فيه بالحمد فهو أجذم]، والأجذم معناه المقطوع، وأصيب بالجذام أي المرض الذي يأكل الأطراف ومنهم من قال أنه مرض جلدي.

به: هنا الضمير يعود على الحمد.

أجذم العلا: أي أعلاه مقطوع، والحمد تكون في أعلى الشيء.

(5)

وَبَعْدُ فَحَبْلُ اللهِ فِينَا كِتَابُهُ ... فَجَاهِدْ بِهِ حِبْلَ الْعِدَا مُتَحَبِّلاَ

? (وَبَعْدُ فَحَبْلُ اللهِ) بيان أن كتاب الله هو حبل الله، وقد جاءت في السنة عن النبي صلى الله عليه وسلم: [هو حبل الله المتين، وهو الصراط المستقيم، هو الفصل ليس بالهزل، من تركه من جبار قصمه الله، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله ... ].

الحبل: لغة هو السبب، قال تعالى:" فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاء " [الحج:15].

? (فِينَا كِتَابُهُ) وكأن هذا الكتاب هو سبب رِفعة الأمة وعزتها وكرامتها، وهذا معنى قول الله تعالى:" لَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَاباً فِيهِ ذِكْرُكُمْ " [الأنبياء:10].

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير