[نقد لبحث (فهرس القراءات الشاذة في غاية النهاية لابن الجزري) للدكتور عبدالعزيز الجهني]
ـ[الجكني]ــــــــ[30 Aug 2007, 01:04 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين القائل " إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون " والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على نبينا ورسولنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه وأهل بيته الطاهرين، ورحم الله أئمة الإسلام الذين حفظ الله بهم دينه وخاصة أهل القرآن وخاصة الخاصة منهم: أهل " القراءات " وعنا معهم بمنك وفضلك يا رب يا كريم.
أما بعد:
فقد حمل إلىّ البريد من إنسان أعزّه وأقدّره، - جعل الله له في قلبي مودة واحتراماً، و ممن جعلهم الله تعالى من أهل القرآن والقراءات، أحسبه ممن ينفع الله بهم في هذا العلم – ولا أزكيه ولا نفسي على الله - اللهم اجعلنا من المتحابين فيك– رسالة أتحفني بها من حسن ظنه بي – جعلني الله عند حسن ظنه – وكم كانت رسالة قيمة ومهمة، فهي عبارة عن ثلاثة أعداد من مجلتين علميتين:
1 - العدد الأول من "مجلة الدراسات القرآنية:تصدر عن الجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم وعلومه.
2 - العددان الأول والثاني من المجلد التاسع من " مجلة الدراسات اللغوية: تصدر عن مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية.
وكان أول شيء اطلعت عليه هو العدد الثاني وبالذات البحث الرابع فيه وهو:
"فهرس القراءات الشاذة في كتاب غاية النهاية في طبقات القراء لابن الجزري
كتبه: د/ عبد العزيز بن حميد الجهني
الأستاذ المساعد في كلية المعلمين بجدة
http://www.tafsir.net/images/derasat.jpg
وقد أخذ البحث من الصفحة: 134 – 155 " الصفحتان الأخيرتان فهرس للمصادر والمراجع.
وقد قدّم الباحث مقدمة ذكر فيها مكانة ابن الجزري وكتابه والإشارة إلى أن " غاية النهاية ضم فوائد عديدة تعدّ طرفة نفيسة في الكتاب، ثم عرّف الباحث القراءات الشاذة.
والحق يقال:
إن عنوان البحث مع مقدمته يغريان القارئ بقراءته.
ولكن:
إن من له أدنى علاقة بعلم القراءات لا يكاد ينتهي من قراءة مقدمة البحث إلا ويصطدم بطامات وصاخات "منهجية " حتى إن النفس لتسأل نفسها:
1 - هل وصل بنا الحد بالتلاعب بالقراءت إلى هذا الحد؟
2 - هل هذا البحث أعطي ل " محكمين " من أهل الاختصاص "؟؟؟
3 - وعلى فرض أنه أعطي لمختصين: هل قام كل منهما أو منهم بفحصه فحصاً علمياً فراعوا " المنهجية " وتوقفوا عند المصطلحات العلمية هل هي مطابقة للواقع أم لا؟؟
4 - أين أعضاء هذه المجلة العلمية المتخصصون بالقراءات؟
ما ذا فعل الأساتذة الكرام الذين أرسل إليهم البحث لتحكيمه؟ وهل هم من أهل القراءات رواية ودراية أم ما ذا؟
كفانا محسوبية في تحكيم البحوث؟؟؟
5 - أما كاتب هذه الحروف فيكاد يجزم بأن هذا البحث لم يعط لمحكم يدري ما هي القراءات " الشاذة " والقراءات الصحيحة فضلاً عن أن يعرف الفرق بينهما؟
أن يصل بنا الحال أن " نشذذ " القراءات المتواترة ونكتب أبحاثاً علمية في مجلات علمية مرموقة تضم كادراً لا بأس به ممن يحمل درجة " الأستاذية " فهذا مؤشر خطير يجب علينا أهل القراءات الوقوف أمامه والتصدي له بكل حزم علم وأدب واحترام؛لأن هذه أمانة في أعناقنا نسال الله أن يوفقنا لتأديتها لمن بعدنا على الوجه المطلوب.
أما ما يخص الباحث الفاضل:
أرى أمانة للعلم أن الباحث أساء "علمياً " للقراءات " حيث "شذّذ " (50) خمسين قراءة متواترة صحيحة من مجموع (100) مائة قراءة ذكرها في بحثه من سورة الفاتحة إلى الناس غير ما ذكره في " الأصول " مما سيبين بالتفصيل، وأرى أن أسباب هذا والعلم عند الله تعالى:
1 - عدم اتضاح الصورة في ذهن الباحث بين " الانفراد " و " الشذوذ " حيث جعل كل " انفرادة " قراءة " شاذة " وهذا لا أعلم أحداً من أهل القراءات قال به، وكل أهل القراءات يعلمون ويعرفون أنه لا تلازم بين " الانفراد والشذوذ، وليس كل" انفرادة تعتبر قراءة "شاذة".
¥