[سؤال للدكتور غانم قدوري]
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[06 Jun 2007, 11:50 م]ـ
فضيلة د/ غانم
في حقيقة الأمر هناك موضوع محير لي وهو موضوع " الطاء القديمة "
فقد وجدت ـ تقريبا ـ سائر علماء الأصوات يقولون: بأن وصف الطاء القديمة ينطبق علي الضاد المصرية. ووقت دراستي في كلية علوم القرآن كنت أسمع د/ حسن جبل يردد دائما هذه القضية ـ حتي تخرجت وهو يتحدث في هذا الأمر ـ وكذا فضيلتكم في كتاب " الدراسات الصوتية عند علماء التجويد " وكذا د/ عبد الصبور شاهين، وكمال بشر ورمضان عبد التواب وغيرهم من علماء الأصوات معتمدين علي وصف سيبويه، وحكوا أيضا عن بعض القري تنطق بطريقة وصف القدامي.
((قال د/ عبد الصبور شاهين قائلا:" .. وربما زاد في ثبات الصورة الجديدة تطور آخر حدث للطاء حين فقدت جهرها،فصارت مفخمة مهموسة، لتصبح نظير التاء المرققة المهموسة، وبذلك حدث تبادل في المواقع ـ يقصد بين الطاء والضاد ـ وتعدل في نظام الهجائية العربية "صـ 117
وقلتم في الدراسات الصوتية " .. أن بعض المحدثين ذكر أن الطاء العربية القديمة (الدال المطبقة) لا تزال تسمع في بعض البلدان مثل جنوبي الجزيرة العربية، حيث يقولون (مضر) يريدون (مطر) ... ينطقون بالطاء ضادا مثل التي تنطق في مصر اليوم "صـ 209
وهناك نصوص كثيرة تحمل نفس المعني.
ولكني وجدتُ نصا للإمام برهان الدين إبراهيم بن عمر المعروف بالجعبري (ت 732) شارح الشاطبية وإمام في القراءات. وهو غني عن التعريف.
قال في (عقود الجمان في تجويد القرآن) وهي منظومة نظمها الجعبري في التجويد سنة (724) عدد أبياتها (825).
((والضاد كالظاء وهي كالثا الطا كالتا **والصاد مثل السين لا تنيان)) صـ42 طبعة مؤسسة قرطبة.
والشاهد: الطا كالتا. يعني أن هذه الطاء قديمة أيضا
ومعلوم أن سيبويه ذكر في الحروف الغير مستحسنة في القرآن وفي كلام العرب (الطاء التي كالتاء)
والسؤال: كيف نجمع بين هذه الأقوال؟؟؟؟؟؟؟؟
وهذا سيجرنا فيما بعد لقضية الضاد الظائية. لتشابه الأمرين بالتغير.
والسلام عليكم
ـ[غانم قدوري الحمد]ــــــــ[08 Jun 2007, 06:55 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الأستاذ عبد الحكيم، السلام عليكم
ما تفضلت به حول وصف نطق الطاء أمر مشهور لدى دارسي الأصوات العربية المحدثين، والسبب الذي جعلهم يقولون باحتمال حصول تطور في نطق الطاء هو أن جميع علماء العربية والتجويد المتقدمين وصفوا الطاء بأنها صوت مجهور، وهي من مخرج الدال والتاء، والطاء الفصيحة اليوم مهموسة ومن المخرج نفسه، وإذا أردنا أن نتصور نطقاً للطاء المجهورة لم نجد صوتاً يمثلها غير الضاد التي ينطقها مجيدو قراءة القرآن الكريم، وهي السائدة في نطق أهل مصر وبلاد الشام خاصة، والمحدثون يُعَرِّفُونَ الصوت المجهور اليوم بأنه الصوت الذي يهتز أو يتذبذب الوتران الصوتيان عند النطق به، وعكسه الصوت المهموس.
و يرجح الدارسون اليوم حصول تطور في صفات الطاء، لأن احتمال خطأ سيبويه وعلماء العربية والتجويد المتقدمين في وصف الطاء أمر مستبعد، لأنهم ميزوا بين الطاء العربية الفصيحة المجهورة وطاء أخرى مهموسة غير فصيحة، وهي التي وصفها سيبويه ضمن الأصوات غير المستحسنة، وكذلك ذكرها الجعبري في السياق نفسه، ولكنه قال منظومته "عقود الجمان " (ص 119) في بيان صفات الطاء الفصيحة:
والطاءُ أطْبِقْهُ مُفَخِّمَ جَهْرِهِ قطراَ وطبن طوى أطاع أتانِ
ويبدو لي أنه ليس هناك تناقض بين أقوال الدارسين قدماء ومحدثين، فكلٌّ وصف ما وجد، فكانت الطاء الفصيحة عند المتقدمين مجهورة، وإلى جانبها طاء أخرى لهجية مهموسة غير مستحسنة، وحذروا من انزلاق اللسان إليها، لكن وقع في النهاية ما حذروا منه، والمحدثون حين وصفوا الطاء بأنها مهموسة فإنهم يصفون الطاء كما هي في النطق الفصيح اليوم، ووجدوا أن الوصف القديم للطاء ينطبق على صوت الضاد التي ينطقها مجيدو القراءة، ولا يخلو الأمر من طرافة أو غرابة، لكن الدارسين لم يجدوا تفسيراً آخر للظاهرة، بحسب ما اطلعت عليه.
ولعلي بهذا الإيجاز أجبت على سؤالك أو قاربت، والأمر يحتمل تفصيلاً أكثر، وهو موجود في مظانه، ولعل لدى الإخوة المشرفين أو القراء ما يعزز الجواب أو يصحح بعض ما ورد فيه، والله أعلم.
ـ[رجاء]ــــــــ[08 Jun 2007, 08:56 ص]ـ
فضيلة د. غانم قدوري
السلام عليكم
أرجو أن يتسع صدرك لسؤالي لماذا نفسر مصطلح الاطباق عند المتقدمين بما عرفه به المحدثون؟
وهل كان المتقدمون يراعون في الجهر أمرا غير انحباس جري النفس الذي يميز بدون الة؟
وشكر الله لكم
ـ[د. أنمار]ــــــــ[08 Jun 2007, 11:05 ص]ـ
المحدثون يُعَرِّفُونَ الصوت المجهور اليوم بأنه الصوت الذي يهتز أو يتذبذب الوتران الصوتيان عند النطق به، وعكسه الصوت المهموس.
.
سعادة الفاضل د. غانم سلمه الله وحمى حماه
لكن التعريف القديم للمهموس هو جريان النفس في الحرف، وعكسه هو الجهر أي انحباس النفس في الحرف
أما عن تعريف المحدثين فإن كان الجهر ما سبق، فسيكون الهمس هو عدم اهتزاز أو تذبذب الوترين الصوتيين، أو بمعنى آخر استقرار الوترين ... إلخ وهذا تعريف قاصر إن لم يكن معارضا لما عند القدامى
فلماذا نلقي بالا لتعريف المحدثين إن كان لا يتماشى مع التعريف الأصلي؟
¥