تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[انفرادات القراء العشرة (دراسة تعريفية)]

ـ[أمين الشنقيطي]ــــــــ[13 Dec 2006, 09:22 ص]ـ

(انفرادات القراء العشرة (دراسة تعريفية)،وبآخره ملحق في تعريف الانفرادات للشيخ سلطان المزاحي.

بسم الله الرحمن الرحيم في هذه العجالة، وبعد أن بينت في عنوان سابق على (موقع أهل التفسير) المبارك، عددا من أنواع القراءات التي قد تصادف بعض من يقرأ في كتب القراءات العشر القديمة قبل عصر ابن الجزري. فسأتحدث هنا عن نوع سابع منتشر في كتب القراءات قبل ابن الجزري، ألا وهو (الانفرادات عند القراء، ثم نخلص إلى انفرادات القراء العشرة الواردة في بعض كتب القراءات العشر وشواذها). تعريف الانفردات: الانفراد لغة: من باب الانفعال، وأصل مادته مثلّثة العين والأفصحّ فيه أنْ يكون من باب (نَصَرَ)، يُقال (فَرَدَ)، (فُرُوداً)؛ و (تفرَّدَ)، و (اسْتَفْرَدَ)، و (انْفَرَدَ) (يَفْرُدُ)، بالضم (فَرَادَة) بالفتح، و (اسْتَفَرَدَهُ)، (انْفَرَدَ بِهِ)، واحده (انْفِرَادَة)؛ اسم مرّة، وجمعه (فُرَادَى)، و (فَرْدَى)،فالفرد الوتر، والواحد الذي لم يختلط به غيره، (القاموس المحيط) مادة (فرد)، وفي المعنى الدلالي، تحتمل ثلاث دلالات: دلالة على الكَمِّ، وذلك لأنّ الفَرْدَ: الوِتْرُ (المصباح المنير للفيومي) مادة (فرد)، أو هو نصف الزّوج (القاموس المحيط للفيروز آبادي) مادة (فرد)، ودلالة على انعدام النّظير في الجودة، لأنّ (الفَرَدَ) و (الفُرَدَ) منقطع القرين لا مثل له في جودته (لسان العرب لابن منظور) مادة (فرد)، ودلالة على الانزواء والانقطاع عن مركز التّجمع،ومنه قولهم ((فَرَّد الرجل إذا تفقّه واعتزل النّاس، وظبية فَارِدٌ منفردةٌ عن القطيع، وشجرة فاردٌ متنحّية جانباً)) (لسان العرب لابن منظور) مادة (فرد)، وأيَّا مّا تكن تلك الدلالات، فليس يخفى ماتنطوي عليه من معاني التّوحد، والافتراق، والندرة، والشّذوذ، إذ المعنى اللغوي للانفراد نابع من أصلين، هما: (الشذوذ، والتفرق)، (تاريخ القرآن عبد الصبور شاهين/249) فما فارق ما عليه الباب، وانفرد عنه إلى غيره؛ فهو شاذ، ثم لايتأتّى من مجموعه بعد ذلك؛ تتابع آخر؛ بل يظلّ السّابق على حاله من التّفرق والانفصال الخصائص لابن جني 1/ 96،97). تعريف الانفراد عند المحدثين: هو إذا انفرد الراوي بشيء نظر فيه، فإن كان ماانفرد به مخالفا لما رواه من هو أولى منه بالحفظ لذلك وأضبط كان ماانفرد به شاذا مردوداً الخ. (التقييد والإيضاح للعراقي/103). تعريف الانفرادات عند القراء: ذهب بعض الباحثين إلى أنّها: (القراءات التي تروى عن بعض القراء العشرة بطرق الآحاد فلايقرألهم بها، إلا أنّها تروى عن قراء آخرين بطرق صحيحة، متواترة، فيقرأ لهم بها) (مقدمة تحقيق كتاب إيضاح الرموز للقباقبي/48)،وهوتعريف وحيد، وقفت عليه، وعليه ملاحظات عدة منها: أنّه لا يتضمن مارُوي بطريق الآحاد، ولم يُشر إلى مالم يصحّ سنده منها، ولا إلى ماشذّ وكان بلفظ (انفرد)، وأنّه لايُفهم انفراد بعض رواة العشرة بالشاذ. وإذا كان هذا التعريف الوحيد، أشار إلى ذلك، فأين هي منه؟ ولما كنت خلال دراسة علمية بعنوان (الانفرادات عند علماء القراءات جمع ودراسة) قد جمعت أمثلة كثيرة للانفرادات الواردة عن القراء العشرة خاصة، ووثقتها، تحصّل عندي في (انفرادات القراء العشرة ورواتهم وطرقهم، أمور: أنّ علماء القراءات يعنون (بانفرادات القراء العشرة ورواتهم)، قسمين: *الأول: (الانفرادات المتواترة) والتعريف السابق أشار للمراد بها، أي المنسوب للرواة المعروفين، لكنه غير معروف لنا اليوم في المتواتر، مثاله: كلمة (مُرْدِفِينَ) الأنفال/9، جاء في الشاطبية، وغيرها من كتب القراءات المتواترة عن قنبل عن ابن كثير بفتح الدال، لكنّ الشاطبي في الشّاطبية بالنسبة لقنبل صرّح بعدم تواتر ذلك عنه، فقال: ((وعن قنبل يروى وليس معولا)) (فتح الوصيد في شرح القصيد للسخاوي 3/ 948)، ثمّ أنّه قال بتواتر نفس الرواية عن نافع؛ فقال قبله: ((وفي مردفين الدال يفتح نافع) وقدفصّل ابن الجزري سبب صنيع الشاطبي هذا فقال: ((إن ذُكرت أي: رواية الفتح مع غلطه فيها، فإنّ قراءة الفتح تبقى صحيحة؛ ويُذكر قنبل على سبيل البيان)) (النشر لابن الجزري 2/ 402). *وأشار التعريف السابق كذلك للمنسوب لرواة غيرمعروفين، وهومن

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير