[تواتر القراءات العشر الكبرى عن الإمام ابن الجزري]
ـ[د. أنمار]ــــــــ[24 Apr 2007, 04:13 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد، من نزل عليه الروح الأمين، بالكتاب المبين، ليكون حجة على العالمين، إلى يوم الدين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
وبعد فالسلام عليكم يا أهل القرآن وتحرير القراءات. من أراد الله بكم الخير والمسرات، أن شرح صدوركم لتلقي كتابه عن أهل الله وخاصته من أهل المكرمات، ممن تصدروا للإقراء فتواتر بهم القرآن والقراءات في كل عصر مضى، وكل زمن آت. إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها من جميع المخلوقات.
وإني أنا الفقير المتطفل على موائد أهل القرآن، أشارككم بعض ما توصلت إليه من بحث لطالما شغل ذهني بين الحين والآخر، وها أنا أجدني منساقا للبحث والتنقيب في جزئية مهمة أشكلت على بعض أهل العلم. ألا وهي هل اتصلت أسانيد القراءات العشر بالقراءة الكاملة للنشر عن ابن الجزري رضي الله عنه، أم لا؟.
ورأيت تجزئة البحث إلى عدة أقسام تشمل:
1 - توطئة في تواتر القراءات العشر.
2 - رأي ابن الجزري في الإجازة وأنواع التحمل للقراءات.
3 - أنواع الآخذين عن الإمام
4 - رفع الإشكالات عن الإجازات التي أعطاها ابن الجزري لتلامذته
5 - تواتر النشر في حياة ابن الجزري وإذعان أهل عصره للنشر وإقبالهم عليه وزهدهم فيما سواه
6 - ضرب الأمثلة لبعض الأسانيد المتصلة بالنشر قراءة للعشر الكبرى
7 - خاتمة
==================
1 - توطئة في تواتر القراءات.
بالنسبة للقراءات العشر عموما لا أظن خلافا يقع بين أهل الإسلام في إثبات تواترها، وأنه لم يزل المسلمون يقرؤون بها منذ صدر الإسلام إلى يومنا بل وإلى ما شاء الله.
وبنظرة سريعة للقراءات العشر قبل زمن ابن الجزري نجده قد أثبت بما لا يدع مجالا للشك تواترها من زمن قارئيها إلى زمنه رضي الله عنه كما أوضح في كتابه منجد المقرئين بسرد أسماء عشرات العلماء ممن قرأ بها في كل عصر وإلى عصره.
أما فيما بعد ذلك فهي أيضا متواترة، تجد ذلك بالتأمل في الضوء اللامع، وأسهل منه النظر في كتاب الحلقات المضيئات عند النظر في طبقة ابن الجزري ومن قبل ومن بعده لمعرفة أسماء من وصلت أسانيدهم في الإجازات القديمة والمتداولة.
على سبيل المثال: نجد في طبقة ابن الجزري أسماء 25 قارئا (من ص 377 – 398) معظمهم قرأ بالعشر على مشايخ ابن الجزري ومن في طبقتهم.
وفي الطبقة التي سبقت الإمام 42 قارئا معظمهم قرأ بالعشر
وفي طبقة تلامذته 19 يضاف عليهم 13 من طبقة من يليهم وفيهم من أدرك طبقة ابن الجزري
وللمعلومية فهؤلاء ممن هم على شرط المؤلف باتصال أسانيدهم في الإجازات أو عرفوا بالتأليف في هذا العلم. وإلا فهم أضعاف ذلك بكثير كما هو جلي في تراجم الضوء اللامع. وكما سيمر معنا في سرد أسماء المكملين للقراءة على ابن الجزري وحده بما يقرب من الأربعين وهؤلاء غير الفئة الأخرى من المجازين لكن اتصلت أسانيدهم وعددهم قريب من الـ15 أي لدينا 55 قارئا تحمل القراءة عن الإمام معظمهم بالعشر الكبرى.
==========================================
2 - رأي ابن الجزري في الإجازة وأنواع التحمل للقراءات.
قبل الخوض في إثبات تواتر القراءات العشر الكبرى عن ابن الجزري، والتنقيب في أسانيد المتلقين عنه، يجدر بنا أن نبحث عن رأي ابن الجزري في الكيفية المثلى لنقل القراءات جيلا بعد جيل
قال الإمام ابن الجزري:
" لا يجوز له أن يقرئ إلا بما قرأ أو سمع فإن قرأ الحروف المختلف فيها أو سمعها فلا خلاف في جواز إقرائه القرآن العظيم بها بالشرط المتقدم، (أي أن يكون ذاكرا كيفية تلاوته به حال تلقيه من شيخه مستصحبا ذلك، فإن شك في شيء فلا يستنكف أن يسأل رفيقه أو غيره ممن قرأ بذلك الكتاب حتى يتحقق بطريق القطع أو غلبة الظن فإن لم وإلا فلينبه على ذلك في الإجازة، وأما من نسي أو ترك فلا يعدل إليه إلا لضرورة كونه انفرد بسند عال أو طريق لا توجد عند غيره)
وهل يجوز له أن يقول قرأت بها القرآن كله؟
لا يخلو إما أن يكون قرأ القرآن كله بتلك الرواية على شيخه أصولا وفرشا ولم يفته إلا تلك الأحرف فيلفظ بها بعد ذلك أو قبله أو لا، فإن كان فيجوز له ذلك وإلا فلا.
¥