تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[اهتمام علماء الجزائر بعلم القراءات]

ـ[ابو مريم الجزائري]ــــــــ[26 Apr 2007, 07:13 م]ـ

السلام عليكم و رحمة الله.

الإخوة الكرام، أعضاء و زوار هذا الملتقى المبارك، يشرفني أن أقدم لكم هذه المحاضرة للأستاذ المحقق المهدي بوعبدلي بتصرف يسير عسى أن تنال رضاكم و هي بعنوان:

'' مقتطفات من اهتمام علماء الجزائر بالقراءات''

إن تعلم القرآن الكريم و والقراءات وغيرها من علومه تحظى بمكانة عظمى عند المسلمين في جميع البلاد الإسلامية، و ذلك لأنها من أشرف العلوم وأجلها ولهذا الأمر اهتم الصحابة والتابعون ومن جاء بعدهم وسار على هديهم بهذا العلم لأنه من أفضل الأعمال وأجلِّ القرب يحظى معلمه ومتعلمه بالخيرية في الدنيا والآخرة وذلك لما ورد فيه من أحاديث نبوية تحث المسلمين على صرف العناية إلى خدمته وفي طليعة هذه الأحاديث، حديث عثمان رضى الله عنه الذي قال فيه صلى الله عليه وسلم:» خيركم من تعلم القرآن وعلمه «(البخاري 5027، سنن ابي داود 1454) ولهذا تسابق علماء الإسلام على اختلاف عقائدهم ومذاهبهم في إعطائه الأولوية والأسبقية في دراساتهم و مجالسهم، وكان ما جرى به العمل في جميع البلاد الإسلامية أن أول ما يتلقاه الصبي في مرحلته الأولى من التعلم بالكتاب أو ما يعرف بالمدرسة الابتدائية القرآنية حفظ سور من القرآن، ولا ينتقل الصبي من الكتاب إلى تتبع بقية فنون فروع المعرفة من لغة وفقه وحديث إلا بعد حفظه القرآن عن ظهر قلب وإتقان أحكامه، كما كان علماء القراءات يتشددون كثيراً في السند والروايات، ويشترطون في المتصدرين لتعليم أحكام القرآن إتقان العلوم التي يحتاجون إليها في ذلك رواية ودراية، وتمييز الصحيح من السقيم والمتواتر من الشاذ وما لا تحل القراءة به وما تحل ولما ذكرناه حذر المقرئون التساهل في الاعتماد على الأخذ من الكتب مباشرة، بلغ أصحابها ما بلغوه من الشهرة في بقية فروع المعرفة، واشترطوا الرواية مشافهة عن المقرئ إذ الاعتماد على الكتب مباشرة من دون واسطة الأستاذ لا يخلو من تسرب الغلط والخطأ أو عدم الضبط.

وقد اشتهر في فن القراءات علماء جهابذة يشار إليهم بالبنان كتب لتآليفهم القبول، وانتشرت في البلاد الإسلامية، وهي محل ثقة عند الجميع.

وإن أهم هذه التآليف التي تعد من المراجع الأولى لمقرئي بلادنا، منظومة الإمام أبي محمد الشاطبي الأندلسي (538 - 590) واسم هذه المنظومة "حرز الأماني ووجه التهاني".

وقد تسابق كبار علماء هذا الفن إلى شرحها والتعليق عليها، كالإمام علم الدين السخاوي والإمام أبي القاسم علي بن عثمان الفاصح صاحب كتاب "سراج القارئ المبتدي، وتذكار المقرئ المنتهي" كما اشتهر من هذه التآليف ببلادنا كتاب "إنشاد الشريد" لمقرئ بلاد المغرب العربي على الإطلاق في عهده الإمام محمد بن غازي المكناسي، وتأليف الإمام المقرئ علي النوري السفاقصي التونسي المسمى "غيث النفع في القراءات السبع".

نقتصر على هذه التآليف الثلاثة في فن القراءات التي لا يخلو سند من أسانيد قراء الجزائر من ذكرها واتصالهم بأصحابها، إذ السند في القراءات له أهمية عظمى، إذ يقول أحد العلماء في الموضوع: "فحملة القرآن القائمون بحقوقه نطقاً وعلماً وعملاً أهل الله وخاصته فأكرم بعلم يتصل سنده برب العالمين".

هذه لقطات ذكرناها كتمهيد لموضوع بحثنا الذي نقتصر فيه على استعراض بعض التآليف التي هي كما يدل عليها عنوان المحاضرة وقد اشتهر بعضها عند المعنيين بهذا الفن، حيث نجدها مذكورة في فهارسهم، إلا أن أكثر هذه التآليف في حكم المفقود، ولهذا سأتناول في هذا البحث نبذا من تراجمهم وفقرات من تآليفهم لإعطاء ولو صورة مصغرة من هذه التآليف كنماذج، ولنبدأ بالمقرئ الشهير الشيخ علي الزواوي أحد مشايخ مسند الجزائر و مفسرها عبد الرحمن الثعالبي.

وقد احتفظ لنا التاريخ بتأليف من تآليفه في القراءات وهو بالضبط في الوقف قال ناسخه في ختامه: "كمل بحمد الله وحسن عونه وتأييده وتوفيقه في يوم الاثنين الرابع والعشرين من شهر صفر عام اثنين وثمانين وتسعمائة، وكتبه أفقر عبيده إلى رحمة خالقه أحمد بن عبد العزيز الحاج الزواوي غفر الله له ولوالديه ولجميع المسلمين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم" اهـ.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير