تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[أثر القراءات في تفسير سورة يوسف من خلال البحر المحيط]

ـ[عدنان البحيصي]ــــــــ[11 Jun 2007, 03:10 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

مقدمة:

الحمد لله نؤمن بكتابه المنزل وبنبيه المرسل، والصلاة والسلام على الرسول الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:

القراءات القرءانية، مع كونها تمثل تيسيراً على الأمة بشكل عام، تشكل أيضاً تربة خصبة لتعدد التفاسير وتنوعها، حيث تفتح الأفاق أمام المفسر لاستنباط التفسير من خلال القراءات المتعددة.

ومن أبرز من ظهر في هذا المجال الإمام أبو حيان الأندلسي، من خلال كتابه البحر المحيط، حيث أجاد في توجيه القراءات وتفسير الآيات وفقاً لهذه القراءات المتعددة.

ولقد كلفني فضيلة الدكتور عبد الرحمن الجمل بعرض أثر القراءات على تفسير سورة يوسف من خلال البحر المحيط، وهذا جهد المقل

ترجمت بدايةً للإمام أبي حيان الأندلسي، ومن ثم ذكرت بعض مصنفاته ومن ثم منهجيته في التفسيرية وذلك حتى تكون ترجمته وافية كماحرصت فيه على ذكر مواطن تعدد القراءات التي تؤثر في تفسير السورة، معرضاً عن المواطن التي لا تشكل رافداً لتنوع التفسير، مثل أن تكون اللفظة الواحدة تقرأ بعدة قراءات بمعنى واحد، وذلك حرصاً مني على الموضوعية المرجوة من البحث.

والله تعالى أسأل أن يقبل مني العمل وأن يغفر لي الزلل إنه ولي ذلك والقادر عليه

الطالب عدنان أحمد البحيصي

الباب الأول

ويضم التعريف بأبي حيان و بأهم مصنفاته وبمنهجيته في تفسيره البحر المحيط

أولاً: التعريف بأبي حيان الأندلسي

هو محمد بن يوسف ولد عام 564هـ في بلاد الأندلس، وهو الإمام الحافظ شيخ العربية والأدب والقراءات مع العدالة والثقة، تعلم القراءات السبع في بلده، ثم قدم إلى مصر يكتب ويعلم ويقرئ وقرأ عليه خلق كثير.

قال الذهبي: "مع براعته الكاملة في العربية له اليد الطولى في الفقه والآثار والقراءات واللغات، وله مصنفات في القراءات والنحو، وكان فخر أهل مصر في زمانه، كما نظم القراءات السبع في لامية سماها " عقد اللآليء" خالية من الرموز وجعل عليها نكتاً مفيدة، ونظم قراءة يعقوب وشرح التسهيل شرحاً جليلاً، وألف كتاب ارتشاف العذب من لسان العرب وشرح نحو نصف ألفية ابن مالك في مجلدين، ومن أروع ما كتب تفسيره البحر المحيط في عشر مجلدات كبار، واختصره في ثلاثة سماه النهر، ونظمه في غاية الحسن مع الدين الخير وتوفي سنة745هـ بالقاهرة ودفن فيها " (1)

أما عن مذهبه الفقهي فقد كان مالكياً ثم أصبح شافعياً (2)، وكان سلفي العقيدة، قال عنه الحافظ:" وكان عرياً من الفلسفة بريئاً من الاعتزال متمسكاً بطريقة السلف " وقال:" وكان صدوقاً حجة ثبتاً سالماً في العقيدة من البدع الفلسفية والاعتزال والتجسيم " (3)

كان لنشأته في غرناطة أثر طيب فيه، حيث حلقات العلم في شتى الفنون والعلوم.

وأثر أبو حيان في أولاده، فأبنته نضار كانت شاعرة أديبة فاضلة، وكان أبوها يثني عليها خيراً، وكان حيان ابنه دونها في الأدب والعلم، ولما ماتت نضار كتب أبوها كتاباً أسماه " النضار في المسلاة عن نضار " وكتابه هذا ترجمة لحياتها رحمها الله.

ثانياً: مصنفاته:

له من المصنفات في كثير من العلوم والفنون الكثير، نذكر على سبيل المثال منها:

1. في التفسير: البحر المحيط واختصره في النهر الماد

2. في القراءات: الحلل الحالية في أسانيد القراءات العالية

3. في الفقه: الإعلام بأركان الإسلام

4. في النحو: الهداية في النحو

وغير ذلك كثير، فقد أثرى المكتبة الإسلامية في القراءات بما يربو عن عشرات المصنفات، وفي النحو بما يقارب العشرين وكذلك في الفقه، فرحمه الله وأجزل له المثوبة

ثالثاً: منهجيته في تفسيره البحر المحيط

1. موقفه من التفسير بالمأثور: الإمام أبو حيان من المتمسكين في التفسير بالمأثور، الرافضين للتفسير الباطني، يظهر ذلك جلياً في قوله: " وتركت أقوال الملحدين الباطنية المخرجين الألفاظ العربية عن مدلولاتها إلى هذيان افتروه على الله وعلى علي كرم الله تعالى وجهه وعلى ذريته ... " (1)

وهو من تمسكه بالمأثور، إلا أن للتفسير بالرأي من كتابه نصيب كبير، إذ كثيراً ما يوضح معاني الآيات بأقوال علماء البلاغة والنحو.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير