تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

فهذا كلام طيب من الشيخ عبد الرزاق، ولكن هذه العبارة:" ... وذلك لأنّ ورشاً ... قرأها نافع عن بعض أئمته فتركه علي ذلك "

. أقول: قال ابن الجزري في ترجمة الإمام نافع: الإمام نافع بن عبد الرحمن المدني:" ... وقال الأعشى كان نافع يسهل القرآن لمن قرأ عليه إلا أن يقول له إنسان أريد قراءتك .. " غاية النهاية

وقال الذهبي:"وروى هارون بن موسى الفروي عن أبيه عن نافع بن أبي نعيم أنه كان يجيز كل ما قريء عليه إلا أن يسأله إنسان أن يقفه على قراءته فيقفه عليها وعن الأعشى قال كان نافع يسهل القرآن لمن قرأ عليه إلا أن يسأله ... " معرفة القراء الكبار

ومعني هذا الكلام أن نافعا لا يلزم أحدا بقراءته إلا أن يطلبها، وورش قرأ علي نافع بعدما حصّل نافع القراءة قال الذهبي في ترجمة ورش:

وقال محمد بن عبدالرحيم الأصبهاني المقرئ سمعت أبا القاسم وأبا الربيع وغيرهم ممن قرأت عليه يقولون: إن ورشا إنما قرأ على نافع بعد ما حصل نافع القراءة " فإن كان ورش طلب قراءة نافع، يكون كلام الشيخ عبد الرزاق فيه نظر، وإن كان نافع أقرّه ـ أي تركه يقرأ بما قرأه في بلده ـ فالكلام صواب، ولكن الظاهر أنه قرأ بقراءة نافع قال الداني في جامع البيان:" .. وقرأ علي نافع وختم عليه ختمات كثيرة ثم انصرف إلي مصر وأقرأ بها إلي أن توفي ... "صـ47 وأقرأ بقراءة نافع ولو كان الأمر علي خلافه لبينه لأن الأصل أنه قرأ بقراءة نافع،لا لكون أن هناك نص بذلك من أحد الأئمة. ـ والله أعلم ــ

فإن قال قائل: لم اقتصر الناس علي القراء العشر وتركوا بقية القراءات؟ أليست الأمة آثمة بتركها وتضيعها لبقية الأحرف؟؟

قال د/ الدوسري:" وما ترك من القراءات له أصل في الشرع، وإلا كانت الأمة آثمة بعدم أدائه، وهذا الأصل هو قول الرسول صلى الله عليه وسلم في حديث الأحرف السبعة: " فاقرؤوا ما تيسر منه "، حيث دلّ الحديث على أن نقل جميع حروف القراءات ليس نقل فرض وإيجاب، وإنما كان أمر إباحة وترخيص " انظر جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 1/ 28 ومجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية 13/ 396، وبذلك يظهر وجه علّة الأوجه والروايات التي كان يقرأ بها في الأمصار عن الأئمة السبعة أو العشرة ثم اندثرت، مثال ذلك قول الحافظ أبي العلاء "ت 569 هـ " في مقدمة غايته: " فإن هذه تذكرة في اختلاف القراء العشرة الذين اقتدى الناس بقراءتهم، وتمسكوا فيها بمذاهبهم من أهل الحجاز والشام والعراق " غاية الاختصار في القراءات العشر للحافظ أبي العلاء 1/ 3.، ثم ذكر بعد ذلك رواتهم ومنهم شجاع ابن أبي نصر " 190 هـ " وأبو زيد الأنصاري " ت 215 هـ" عن أبي عمرو البصري " ت 154 هـ "، وقتيبة ابن مِهْران "ت بعد 200 هـ " عن الكسائي "ت189 هـ " وغيرهم، في حين أن روايات هؤلاء وأمثالهم لا يقرأ بها الآن". وانظر نحو هذا المثال في مفردة نافع للداني صـ 6، وقلما تخلوا كتب القراءات في مقدماتها من هذا القبيل

وأما ما يذكر في كتب القراءات على وجه القراءة مع مخالفته للرسم فقد حمله أكثر العلماء على وجه التعليم فحسب، وذلك من أجل الاستفادة في الأحكام الشرعية والأدبية. " انظر التمهيد لما في الموطأ من معاني وأسانيد لابن عبد البر 8/ 292 والقول الجاذّ لمن قرأ بالشاذّ للنويري1/ 75 ولطائف الإشارات لفنون القراءات للقسطلاني 1/ 37. "ا. هـ المنهاج في الحكم على القراءات

وقال د /محمود حوا في كتابه " المدخل إلى علم القراءات

1 - أن الأمة مخيرة في القراءة بأي حرف من هذه الأحرف من غير إلزام بواحد منها، ومن قرأ بحرف منها فقد أصاب، وليس لأحد أن ينكر عليه، بدليل قوله ? (فاقرؤوا ما تيسر منه) وقول جبريل: "فأيما حرف قرؤوا به فقد أصابوا " ا. هـ صـ17

فإن كانت الأمة ملزمة بجميع الأحرف لم تكن هذه الأحرف السبعة من باب التيسير حيث المشقة محققة علي الأمة في المحافظة علي جميع هذه الأحرف.

وهذا يجعلنا نتطرق إلي قضية أخري ألا وهي:

هل تجوز قراءة القرآن بالمعني؟؟

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير