تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وهذا تحامل وقد انعقد الإجماع على صحة قراءة هؤلاء الأئمة وأنها سنة متبعة ولا مجال للاجتهاد فيها ولهذا قال سيبويه فى كتابه فى قوله تعالى " ما هذا بشرا " وبنو تميم يرفعونه إلا من درى كيف هى فى المصحف.

وإنما كان كذلك لأن القراءة سنة مروية عن النبى ولا تكون القراءة بغير ما روى عنه قال ابن مجاهد: إذا شك القارئ فى حرف هل هو ممدود أو مقصور فليقرأ بالقصر وإن شك فى حرف هل هو مفتوح أو مكسور فليقرأ بالفتح لأن الأول غير لحن فى بعض".ا. هـ

وقول ابن مجاهد هذا لا يصح العمل به الآن بعد تصنيف الكتب والتزام القراء بالأوجه المقروءة.

أما قول الزرقاني:" ... أن القراءات توقيفية وليست اختيارية خلافا لجماعة منهم الزمخشرى حيث ظنوا أنها اختيارية تدور مع اختيار الفصحاء واجتهاد البلغاء .. "

المقصود بقوله "وليست اختيارية" يقصد به الكلمات القرآنية الخاصة بكل قارئ وأنها ليست من استحساناته ولكن مما قرأ به النبي ـ صلي الله عليه وسلم ـ حيث اعترض كثير من النحاة علي بعض القراءات من جهة أنها خطأ من القراء قال أبو حيان:" وإنكار هؤلاء فيه نظر، لأن أئمة القراءة لم يقرؤوا إلاَّ بنقل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومتى تطرق إليهم الغلط فيما نقلوه من مثل هذا، تطرق إليهم فيما سواه، والذي نختاره ونقوله: إن نقل القراءات السبع متواتر لا يمكن وقوع الغلط فيه." ولا يظن القارئ أن هذا القول فيه دليل علي منع الاختيار في القراءة فمقصد الزمخشري أن القراء يختارون من تلقاء أنفسهم ولذلك اختاروا كلمات تخالف العربية ـ هذا من وجهة نظره ـ وقد بينا فسادها. وهذا يدلك أن جميع هذه القراءات مما قرأ به النبي ـ صلي الله عليه وسلم ـ ولم يخرج القراء عن هذا ولو في حرف واحد، والاختيار الذي نحن بصدده هو الاختيار من الحروف والأوجه المسموعة عن النبي ـ صلي الله عليه وسلم ـ لا الأوجه المستحسنة في العربية فبينهما بون شاسع.

وقبل الدخول في تفصيل الاختيار ننظر إلي مراحل التلقي ـ أي مرحلة نشأة القراءات ـ:

قال الشيخ /محمود حوا في كتابه المدخل للقراءات:" نشأة علم القراءات:

يمكن تقسيم مراحل تطور علم القراءات إلى المراحل التالية:

المرحلة الأولى: القراءات في زمن النبوة:

وتتميز هذه المرحلة بما يلي:

-مصدر القراءات هو جبريل عليه السلام.

-المعلم الأول للصحابة هو رسول الله ? وهو المرجع لهم فيما اختلفوا فيه من أوجه القراءة.

-قيام بعض الصحابة بمهمة التعليم مع رسول الله ? إما بأمر من رسول الله ? أو بإقرار منه.

-ظهور طائفة من الصحابة تخصصت بالقراءة (القراء) ومنهم سبعين قارئا قتلوا في بئر معونة، كما أن منهم (أبا بكر وعثمان وعلي بن أبي طالب وأبي بن كعب وعبد الله بن مسعود وزيد بن ثابت وأبو موسى الأشعري وأبو الدرداء) وقد قال عنهم الإمام الذهبي: (فهؤلاء الذين بلغنا أنهم حفظوا القرآن – أي كاملا- في حياة النبي ? وأخذ عنهم عرضا، وعليهم دارت أسانيد قراءة الأئمة العشرة) ().

المرحلة الثانية: القراءات في زمن الصحابة رضي الله عنهم:

وتبدأ هذه المرحلة من وفاة النبي ? وحتى نهاية النصف الأول من القرن الهجري الأول تقريباً، وتتميز هذه المرحلة بما يلي:

-تتلمذ بعض الصحابة والتابعين على أئمة القراءة من الصحابة.

-بدأت تظهر أوجه القراءة المختلفة، وصارت تنقل بالرواية,

-تعيين الخليفة عثمان قارئاً لكل مصر معه نسخة من المصاحف التي نسخها عثمان ومن معه، وكانت قراءة القارئ موافقة لقراءة المصر الذي أرسل إليه في الأغلب. حيث أرسل عثمان إلى مكة (عبد الله بن السائب المخزومي) وأرسل إلى الكوفة (أبا عبد الرحمن السلمي) وكان فيها قبله عبد الله بن مسعود من أيام عمر ?، وأرسل عامر بن قيس إلى البصرة، والمغيرة بن أبي شهاب إلى الشام، وأبقى زيد بن ثابت مقرئاً في المدينة، وكان هذا في حدود سنة ثلاثين للهجرة.

المرحلة الثالثة: القراءات في زمن التابعين وتابعي التابعين:

وتمتد هذه المرحلة من بداية النصف الثاني من القرن الأول، وحتى بداية عصر التدوين للعلوم الإسلامية وتتميز هذه المرحلة بما يلي:

- إقبال جماعة من كل مصر على تلقي القرآن من هؤلاء القراء الذين تلقوه بالسند عن رسول الله ? و توافق قراءتهم رسم المصحف العثماني.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير