ثم قال ابن كيسان: فإن قال قائل: المخرج واحد، ولكن الزيادة التي في الراء كالزيادة التي فى النون من الغنة الخارجة من الخياشيم واختلاف هذا المخرج الذي فوقه من وسط اللسان وهو مخرج الشين والجيم والياء وينبغي أن يقال: هذه ثلاثة مخارج أيضا قيل له: ابتداء الشين والجيم والياء من مخرج واحد،وإنما اختلفت هي في أنفسها باستطالة الشين وانبساط الجيم ومد الياء، كما أن الدال والطاء والتاء من مخرج واحد وهي مختلفات في أنفسها للإطباق الذي في الطاء، والجهر الذي في الدال، والهمس الذي في التاء. " أ هـ
قلت: وخلاصة قوله: أن بداءة الحروف الثلاثة (اللام ــ النون ـــ الراء) مختلفة كما ذكر وأما ما ذكره في حروف وسط اللسان والحروف النطعية أن ابتداء هذه الأحرف واحدة وتغايرها فى الصفات فقط بخلاف (اللام ــ والنون ــ والراء) ....
وبعضهم فرق بين الراء المرققة والمفخمة وذكروا أن من العرب من يمكنها من الطرف إذا انكسرت فيحصل الترقيق المستحسن فيها إذ ذاك وعلى تمكينها إلى ظهر اللسان إذا انفتحت أو انضمت فيحصل لها التغليظ المناسب للفتحة والضمة. أ هـ الدر النثير
وقال د/ أحمد نصيف الجنابى ـ في كتابه " الدراسات اللغوية النحوية في مصر منذ نشأتها حتى نهاية القرن الرابع الهجري ـ
" الفرق بين الراء المرققة والمفخمة يشبه بين اللام المرققة والمغلظة أى: أن الراء المفخمة تعد من الناحية الصوتية أحد أصوات الإطباق ولكن الرسم العربي لم يرمز لها برمز خاص يتغير بتغير معنى الكلمة ولهذا يعد كلا من النوعين رمزا صوتيا واحدا. " أ هـ
والوصف العلمي للراء: الراء من الأصوات المتوسطة بين الشدة والرخاوة كاللام في أن كل منهما حرف مجهور.
فلتكوين الراء يندفع الهواء من الرئتين مارا بالحنجرة فيحرك الوترين الصوتيين ثم يتخذ في الحلق والفم حتى يصل إلى مخرجه وهو طرف اللسان ملتقيا بحافة الحنك الأعلى فيضيق هناك مجرى الهواء.
والصفة المميزة للراء هي تكرار طرق اللسان للحنك عند النطق بها " ا هـ المصدر السابق
ولتقريب المسألة: قال د/ جبل " .... مع أن سيبويه حدد مخرجها بأنه من مخرج النون إلا أنه أدخل في ظهر اللسان ... وقد حدد مخرج النون بأنه من طرف اللسان بينه وبين ما يليها من الحنك الأعلى " 4/ 35 4 ــ ......... إلا أن هذا لا يعنى اختلاف بين تحديده لمخرج الراء وتحديد المحدثين , لأنه في حديثه عن اللام إنما ينظر إلى منطقة جريان الصوت، والمحدثون ونحن يقصد ـــ علماء الأصوات المحدثين ـــ ننظر إلى هيئة الأعضاء وعملها عند جريان الصوت بخاصة أنه قال في معرض تفصيل إدغام اللام في الراء نحو: " اشغل رحبة " لقرب المخرجين (أي مخرجي اللام والراء) ولأن فيها انحرافا نحو اللام قليلا وقاربتها في طرف اللسان وهما في الشدة وجرى الصوت سواء وليس بين مخرجيهما مخرج " أ.هـ 452 وكذلك فإنه أكد صفة اللغة العربية صـ 125. المختصر في أصوات اللغة العربية ًًًًًًًًصـ125
فائدة:
اختلافهم في مخارج الحروف يرجع إلى اختلاف طبائعهم في النطق ...... قاله مكي.
اختلافهم في مخارج الحروف يرجع إلى أمرين: 1 ـ توسيع دائرة المخرج أو تضييقه
2ـــ النظر لبداية خروج الحرف أو (بداية صوت الحرف)
ــ بفتح الفاء ــ أو النظر لنهاية خروج الحرف (أى نهاية صوته)
فصل في صفات الراء
حرف الراء حرف مجهور ومن الحروف البينية ومستفلة ومنفتحة مزلقة ومنحرفة ومكررة وإليك بيان هذه الصفات:
الجهر لغة: الظهور قال تعالي " أرنا الله جهرة " أى عيانا ولا تجهر بصلاتك أى: لا ترفع صوتك أى لا تظهر صوتك.
قال سيبويه: الحرف المجهور هو: حرف أشبع الاعتماد في موضعه ومنع النفس أن يجرى معه حتى ينقضي الاعتماد عليه ويجرى الصوت فهذه حال المجهورة في الحلق والفم، إلا أن النون والميم قد يعتمد لهما في الفم والخياشيم فتصير فيهما غنة. والدليل علي ذلك أنك لو أمسكت بأنفك ثم تكلمت بهما لرأيت ذلك قد أخل بهما. الكتاب 4/ 434
¥