الإدغام لغة: عبارة عن الإدخال يقال: (أدغمت الفرس اللجام) إذا أدخله فيه وقيل: إنه من الدغم وهو التغطية يقال: أدغمت الشيء إذا غطيته.
واصطلاحا: إدخال الحرف في الحرف ودفنه فيه حتى لا يقع بينهما فصل بوقف ولا بحركة، ولكنك تعمل العضو الناطق بهما إعمالا واحدا فيكون الحاصل منهما في اللفظ حرفا واحدا مشددا. ويحصل الفرق بين الحرف المدغم، وغير المدغم، من الوجهين:
أحدهما: أن المدغم مشدد وغير المدغم مخفف، فعلى هذا كل حرف مشدد مدغم.
والوجه الثاني: أن زمان النطق بالحر ف المدغم أ طول من زمان النطق بالحرف، أطول من زمان النطق بالحرف غير المدغم بقدر ما فيه من التضعيف كما أن زمان النطق بالحرفين المفككين أطول من زمان النطق بالحرف المدغم." ا. هـ الدر النثير 172
قال صاحب الدراسات اللغوية د/الجنابى: ". ولعل أول من عرّف الإدغام تعريفا يجمع بين وضوح الفكرة ودقة الصياغة " أبو بكر بن مجاهد " حيث قال: " الإدغام تقريب الحرف من الحرف إذا قرب مخرجه في مخارج اللسان كراهية أن يعمل اللسان في حرف واحد مرتين فيثقل عليه " ا. هـ صـ 46
ثم ذكر بعد ذلك تعريف مكي والداني وغيرهم ثم قال: والحقيقة أن تعريف ابن مجاهد هو تعريف جامع مانع كما يقول المناطقة والفكرية وهي التي أيدها علم الأصوات الحديث ا. هـ 47
وأسباب الإدغام: إما تماثل مثل " واذكر ربك " وإما تقارب وتجانس مثل " واصبر لحكم" اختلاف في المخارج فمن جعل اللام والراء من مخرج واحد عنده من التجانس ومن جعل اللام والراء من مخرجين مختلفين عنده من التقارب. والراء من الحروف التي لقيت مثلها وجنسها ومقاربها وهي لا تدغم إلا في مثلها لجميع القراء إلا ما كان من أبي عمرو ويعقوب بخلفهما من طريق طيبة النشر , مثل " واذكر ربك ". فالراء لا تدغم في اللام والنون لأجل التكرار التي في الراء .... قاله ابن الحاجب.
قال د/ جبل " وقد عرفنا أن الراء أخت اللام في المخرج والصفات غير أنها تتميز عن اللام بأنها مكررة ومن أجل هذا التكرار الذى عده سيبويه تفشيا منع إدغام الراء فى اللام
.في مثل " اجبر لبطة " لأن الإدغام يتسبب في فقد صفة التكرار وهي صفة مهمة وفقدها يعد إجحافا كبيرا. وقد فعلوا الشيء نفسه مع الشين فكرهوا إدغامها في مجانسها لأن إدغامها يذهب التفشي ويجحف بالكلام وأما إدغام اللام في الراء إذا تواليا فهو أحسن من بيانها لأنهما من موضع واحد تقريبا مثل" كلا بل ران " في قراءة من لم يسكت علي لام بل. " ا. هـ 127 وأما أبو عمرو ويعقوب نظرا إلي تقاربهما أو تجانسهما مع ثبوت الرواية ولم يعتبروا التكرار مانعا من الإدغام. وقد علل سيبويه إدغام اللام في الراء بقرب المخرجين ولأن فيهما انحراف نحو اللام قليلا وقاربتها في طرف اللسان وهما في الشدة وجري الصوت سواء وليس بين مخرجيهما مخرج." الكتاب 4/ 452
وتدغم النون في الراء، وقد علل سيبويه قائلا: النون تدغم مع الراء لقرب المخرجين على طرف اللسان وهى مثلها في الشدة وذلك قولك: من راشد وتدغم بغنة وبلا غنة. ا. هـ
فائدة: ــ اللام والراء لم تأت واحدة منهما بعد النون الساكنة فى كلمة واحدة. قاله المالقي 454
الحروف التي لا تدغم في مقاربها لزيادة صفتها مجموعة في (ضوي، مشفر) لأجل المد واللين في الواو والياء، والغنة في الميم، والتفشي في الشين، وشبه التفشي في الفاء وهو الانتشار، والتكرير في الراء، وأما إدغامها في مثلها فيجوز لبقاء صفتها مع الإدغام ثم أخذ يعلل ما جاء من من باب الاستثناء .. ا. هـ ًصـ 246
فصل: الراء في الأحرف المقطعة
المقصود بالحروف المقطعة الحروف التي في أوائل السور وقد تحدثت في رسالتي الفاصلة في التقاء الساكنين بما يغني عن الإعادة أما ما أقصده هنا كيفية النطق بالراء ومقدار مده، فمعلوم في الأحرف المقطعة أن ما كان علي ثلاث أحرف ووسطه حرف مد يمد ست حركات وإن كان وسطه حرف لين فيه خلاف وإن كان وسطه حرف غير حرف المد واللين لا يمد مطلقا وهو ألف وأما ما كان علي حرفين فيمد حركتين كأحرف (حي طهر) وهذه الأحرف عند العرب تنطق علي ثلاث أحرف وعلي حرفين أي (راء ــ را) وقد جمع الطيبي في منظومته (المفيد في علم التجويد) الأحرف التي تنطق بحرفين ويجوز نطقها بثلاثة أحرف قال:
¥