تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ذكر أئمة هذا العلم أن الاختيار الذي حصل لم يكن من شخص واحد ولا في وقت محدد ولكن مع الزمن والنظر والتأمل والتدبر في أحوال القراء الأفاضل ومحاولة التمييز بينهم ولو بالشيء القليل، استقرالأمر على هؤلاء دون أن يعني ذلك غمط الآخرين حقهم، ولكن كان عند بعض من لم يختر بعض ما يستدعي التأخر، حيث ذكر الأئمة أن ابن محيصن مثلا كان بدرجة قريبة من ابن كثير، ولكن لاختياره بعض الأوجه البعيدة استبعد، ولعل اليزيدي كذلك، فقد ورد عنه اختيار ضمن الأربع الزائدين على العشرة مما استدعى تقديم تليمذه عليه، ومن يقرأ في سير هؤلاء الأئمة المختارين يجدهم أكفياء عدولا متميزين في العطاء وخدمة كتاب الله، فهنيئا لهم ما حصل، وجعلنا الله ممن يسير على دربهم بإحسان.

أول ما فتحت الموقع وقعت عيني على تعليق الأخ الأستاذ أحمد شكري فأحببتُ أن أهمش على تعليقه وهي فرصة التسليم عليه والدعاء له.

لقد انتشرت واشتهرت أسماء الرواة والقراء على النحو الذي تم عليه لأسباب تاريخية

، وسبب ذلك أن الإقراء كان على اختيار واحد ولا ريب.

وأكثر هؤلاء العلماء المقرئين كانوا يعرفون أكثر وجوه القراءات ولكن القراءة ليست كالكتابة. فقد رأيت مخطوطات لمصاحف مكتوبة كلمة (عتيا) بكسرة تحت العين وبضمة فوقها. وهاتان قراءتان لا يمكن للقارئ إلا أن يختار إحداهما.

فهذه القراءات كلها اختيارات من بضعة خيارات كان يعرفها المقرئون.

وقد أقرأ نافع قالونا بخيار وورشا بخيار

ولا بد أنه قد أقرأ غيرهما باختيارات أخرى.

وكان الاختيار أو القراءة يشيع بين الناس مدة من الزمن ثم يميل الناس إلى سواه لأسباب كثيرة،،

وحين ابتدأ تدوين القراءات على هيئتها الأخيرة نسب ابن مجاهد الاختيارات إلى من شاع بين الناس أنها قراءته.

وإلا فقراءة نافع ما هي إلا مما تعلمه من أبي جعفر وغيره.

ولذلك فقد قال ابن الجزري إنه يجوز الخلط بين القراءات ولا يكره إلا على سبيل الرواية والعلم بالوجوه. وهذا هو الرأي الصواب والله أعلم.

فهل حصل ظلم بالتقديم والتأخير؟ نعم بالتأكيد فقد غيب الحظ نجوما أخفت نورها، وقرب أسماء شاء الله ظهورها.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير