تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

كما أيد بالقراءة الثانية قاعدة حذف خبر لات وابقاء اسمها وهو عكس المشهور فيها.

وهناك قواعد كثيرة استدل بها ابن جني في المحتسب تدل على أثر القراءات الشاذة في النحو العربي مما يدل دلالة أكيدة على أن القراءات لم تكن في عزلة عن النحو ومقاصد النحاة، بل كان لها أثر يتناسب مع القدر الذي ينسب إليها من التقدير والاعتبار، ولهذا نجد انتشار هذه النوع من القراءات في المصادر النحوية واللغوية مما يوصلنا إلى الحقيقة القائلة بأن القراءات الشاذة تظل أقوى أثرًا وأجدر للاستدلال بها من شاهد شعري أو نثري لم يعرف قائله.

وبهذا يتبين أن مواقف النحاة واللغويين من القراءات الشاذة كانت مواقف علمية منهجية تتفق ومواقفهم من سائر الأساليب اللغوية، لأن بعضهم جعلها مصدرًا من مصادر احتجاجه، كما تبين أثر القراءات الشاذة في وضع قواعدهم النحوية وبناء القواعد الصرفية واللغوية التي تكشف عن لهجات العرب وأقوالهم وأشعارهم.

الخاتمة

(نتائج الدراسة)

تتضمن الخاتمة أهم النتائج التي توصل إليها الباحث وتتمثل في الآتي:

1 - إن السبب في تسميتها بالشاذ يعود لشذوذها عن الطريق الذي نقل به القرآن وهو التواتر.

2 - أفادت الدراسة أن القراءات الشاذة يستنبط منها الأحكام الشرعية الفرعية كما ذهب إليه جمهور العلماء.

3 - بينت الدراسة الراجح من اختلاف الفقهاء في حكم التلاوة بالشاذ في الصلاة والذي دار بين البطلان، والصحة والكراهة.

4 - وقفت على اختلافهم في القراءة بالشاذ خارج الصلاة بين المجيز والمانع والمتوسط.

5 - خلصت إلى جواز تعلم القراءة الشاذة وتعليمها وتدوينها للإفادة منها في مجال اللغة والإعراب وبيان التفسير، والأحكام الشرعية الفرعية.

6 - بينت عدم وجود تعارض أو تضاد بين القراءات المتواترة والشاذة بل الأخيرة لا تبتعد كثيرًا عن المتواترة في معانيها ودلالاتها.

7 - وقفت الدراسة على بعض آثارها في التفسير والفقه واللغة، فمن آثارها في التفسير أنها تبين معنى الآية أو توسع مدلولها، أو تزيل بعض الإشكالات الواردة فيها.

8 - بينت أن اختلاف العلماء في استنباط الأحكام منها أدى إلى ظهور آثار عظيمة في الفقه ترتب عليه أحكام فقهية كثيرة، مثل: حكم أداء العمرة، وميراث الأخوة لأم، وعدد الرضعات المثبتة للتحريم وغيرها.

9 - بينت أن القرآن بقراءاته المتواترة والشاذة يعتبر أصلاً أصيلاً للنحو فقد أطبق العلماء على الاحتجاج بالقراءات الشاذة في العربية لأن روايتها أوثق الشواهد اللغوية.

10 - بينت الدراسة الفروق بين الاحتجاج بالقراءة والاحتجاج لها.

11 - إن القراءة الشاذة وإن لم تقبل على أنها قرآن فقد قبلت على أساس أنها أخبار أو تفسير للقرآن.

12 - أكدت الدراسة أن القراءات الشاذة لا يجوز القراءة بها مطلقًا لكن يستفاد منها في التفسير وبيان القراءات المتواترة، وكذلك في بيان الأحكام الشرعية واللغوية وأنه لا يوجد تناقض بين الأمرين بين تحريم القراءة بالشاذ وبين الاستفادة منها في مجال الأحكام.

والحمدلله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

مصادر البحث:

(1) ابن فارس، أبو الحسن أحمد، معجم مقاييس اللغة القاهرة، مكتبة الخانجي، ط3، 1402هـ.

(2) الزبيدي، محمد مرتضى، تاج العروس من جواهر القاموس الكويت، التراث العربي، 1385هـ.

(3) ابن منظور جمال الدين محمد بن مكرم، لسان العرب، بيروت، دار صادر د. ت.

(4) ابن الجزري، محمد بن محمد، منجد المقرئين ومرشد الطالبين، بيروت، دار الكتب العلمية.

(5) القسطلاني، شهاب الدين، لطائف الإشارات لفنون القراءات تحقيق عامر السيد وصاحبه، القاهرة، لجنة إحياء التراث، 1392هـ.

(6) القاضي، عبدالفتاح البدور الزاهرة في القراءات العشر المتواترة من طريقي الشاطبية والدري، بيروت، دار الكتاب العربي ط1، 1401هـ.

(7) الرازي، محمد بن أبي بكر، مختار الصحاح، بيروت، دار مكتبة الهلال، ط1، 1983م.

(8) ابن جني، أبو الفتح عثمان، الخصائص، تحقيق محمد علي النجار، عالم الكتب، ط3، 1403هـ.

(9) السيوطي، جلال الدين عبدالرحمن، الإتقان في علوم القرآن، بيروت، دار الندوة الجديدة، د. ت.

(10) ابن الجزري، محمد بن محمد الدمشقي، النشر في القراءات العشر المتواترة، بيروت، دار الكتب العلمية، د. ت.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير