تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وعلى هذا يكون الهمز السّاكن المتوسّط على ضربين: بنفسه أو بغيره , وتفصيل ذلك ..

1 - الهمز المتوسط بنفسه: وهو إذا ما حُذف من الكلمة اختلّ معناها، ويأتي قبله:

أ- حرف مفتوح- كقوله تعالى: {وَكَأْسٍ} [الواقعة:18].

ب- حرف مضموم- كقوله تعالى: {وَالمُؤْتفكة} [النجم:53].

ج- حرف مكسور – كقوله تعالى: {نبّئْنا} [يوسف:36].

فتبدل الهمزة في الأوّل ألفاً، وفي الثاني واواً , وفي الثالث ياء. () وتكون قراءتها: ((وَكاس، والمُوتفكة، نبَّينا)).

2 - الهمز المتوسط بغيرة: وهو إذا ما حُذف لا يختلّ المعنى، على عكس ما تقدّم. ويأتي على قسمين:

أ- متوسط بحرف: ويكون قبله فتح كقوله تعالى: {فَأْووا} [الكهف:16]. ولم يقع قبله ضمّ ولا كسر. (42)

ب- متوسط بكلمة (43) ويأتي قبله:

ــ فتح , كقوله تعالى: {إلى الهُدَى ائْتِنا} [الأنعام:71].

ــ ضمّ , كقوله تعالى: {وقالَ الملك ُائْتوني} [يوسف:50].

ــ كسر , كقوله تعالى: {الذِي اؤْتمِنَ} [البقرة:283].

حكم الجميع: إبدال الهمزة عل جنس حركة ما قبلها. () فتقرأ: ((الهُدَاتِنا، المَلكُوتوني، الذيتُمِن)).

وقبل أن ننهي الكلام عن الهمز السّاكن يواجهنا سؤال يقول: لِمَ كانت الهمزة السّاكنة تبدل حرفاً من جنس حركة ما قبلها ()، ولم تكن من جنس حركة ما بعدها؟

أجاب عن هذا التساؤل العلامة ابو شامة () رحمه الله بقوله بقوله:" لأنّ ما قبلها حركة بناء لازمة، وما بعدها يجوز أن تكون حركة الإعراب، وحركة الإعراب تنتقل وتتغيّر من ضمّ إلى فتح إلى كسر فأيّ حركة منها تعتبر ولا ترجيح لأحداهنّ على الأخرتين، فننظر إلى ما لا يتغيّر، وهو حركة ما قبلها – فإن قلت: كان من الممكن أن يعتبر كلّ حركة في موضعها. قلتُ: يلزم من ذلك أن تقلب الهمزة مع الضمّ واواً ومع الفتح ألفاً ومع الكسر ياء .. فتخيّل بنية الكلية نحو: (رأس) , يصير عين الكلمة في الرّفع واواً , وفي النصب ألفاً , وفي الجرّ ياءً , وفي ذلك اختلال الألفاظ واختلاط الأبنية، وأيضاً اعتبار الحرف بما قبله إلى قياس اللغة من اعتباره بما بعده؛ لأنّ اعتبار الأوّل أضعف ". ()

ثانيا: المتحرّك: ويُقسم أيضاً على قسمين هما:

- متحرّك قبله ساكن.

- متحرّك قبله متحرّك.

*فالهمز المتحرّك الذي قبله ساكن: يُقسم على قسمين:

أ- متحرّك متطرّف قبله ساكن:

ولا يخلو ذلك السّاكن قبله من أن يكون ألفاً أو واواً أو ياءً زائدتين أو غير ذلك، فإن كان ألفاً فإنه يأتي بعده كلّ من الحركات الثلاث , كقوله تعالى: {جَآءَ، السّفهآءُ، مِنَ السّمآءِ} [الحديد:14،البقرة:13 ,22]. وأمّا إذا كان واواً فإنه لم يرد إلا في حرف واحد , كقوله تعالى: {ثلاثة قرُوءٍ} [البقرة:228]. وإذا كان السّاكن قبل الهمز ياء , فقد وردت في حرفين كقوله تعالى: {وَإنّني بَريءٌ، إنّمَا النسِيءُ} [الأنعام:19،التوبة:37].

فحكم ما قبله ألف: "تسكن الهمزة للوقف ثم تبدل ألفاً من جنس ما قبله فيجتمع ألفان , فيجوز حذف أحدهما؛ للتخلص من التقاء السّاكنين فان قدّر المحذوف الأولى وهو القياس – قصر- لأنّ الألف حينئذ تكون مبطلة من همزة في – مدّ – كألف (تأمر) وإن قدّر الثانية جاز المدّ والقصر؛ لأنها حرف مدّ قبل همز مغيّر () بالبدل () ثمّ الحذف () , ويجوز إبقاؤهما للوقف فيمدّ لذلك مدّاً طويلاً ليفصل بين الألفين، ويجوز التوسط قياساً على سكون الوقف .. فتحصل حينئذ ثلاثة أوجه القصر والتوسط والطول ". ()

فتقرأ حينئذ هكذا: ((جا)) , مع الأوجه الثلاثة.

أما حكم ما قبله (واو) أو (ياء) - زائدتان -:" أن يبدل الهمز من جنس ذلك الحرف الزائد ويدغم الحرف فيه ". () فتقرأ: ((ثلاثة قرُوّ، وَإنّني بَرِيّ، إنّمَا النّسِيّ)).

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير