تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

عطاء بن أبي رباح، وأبا صالح السّمّان،وهما من شيوخه أيضاً، وأبان بن يزيد العطّار، وحفص بن سليمان الأسدي، وهو أشهرهم، وصاحب الرواية المشهورة التي يقرأ الناس بها اليوم عن عاصم، وحماد بن سلمة، وأبا عمرو بن العلاء، والخليل بن أحمد الفراهيدي، وشعبة بن الحجاج، وسفيان الثوري، وسفيان بن عيينة، والمفضل بن محمد الضبي، وسليمان بن مهران الأعمش،و أبا عُوانة، وأبا بكر شعبة بن عياش، ونعيم بن ميسرة .. وغيرهم كثير ([18]).

أما قراءته التي بها اشتهر، وكتب لها القبول بين البشر، فقد أخذها عن شيخه مقرئ الكوفة وإمامها في وقته، العالم الجليل أبي عبد الرحمن عبد الله بن حبيب السلمي، عن علي بن أبي طالب، وعثمان بن عفان، وعبد الله بن عباس، وأُبَيِّ بن كعب، وزيد بن ثابت، رضي الله عنهم، وهم قرأوا على النبي، صلى الله عليه وسلم ([19]).

وقرأ عاصم أيضاً على أبي مريم زر بن حبيش، وقرأ زر على أبي عبد الرحمن عبد الله بن مسعود، رضي الله عنه، وقرأ ابن مسعود على النبي، صلى الله عليه وسلم ([20]).

ثم بعد أن توفي أبو عبد الرحمن السلمي، انتهت الإمامة في الإقراء إلى عاصم، فقرأ عليه خلق لا يحصون، من أشهرهم: أبو بكر شعبة بن عياش،وحفص بن سليمان الأسدي، وروايته هي التي عمت معظم الأمصار والأقطار الإسلامية اليوم، لعذوبتها، وسلاستها، وقوة سندها، وهذا أمر يكاد يتفق عليه القراء، قال بعض من جمع هذه الرواية من القراء: ((والذي حداني على ذلك، أي على جمع رواية حفص عن عاصم، سهولة روايته بالاتفاق، وعذوبتها وفصاحتها على الإطلاق، وهي العمدة الآن في الهند والعراق، والأليق بكثير من الناس أن يعتمدوا رواية حفص؛ لأنه لا يميل شيئاً من القرآن إلاّ (مجريها) في هود، ولا سهّل شيئاً من الهمزات إلاّ (ء اعجمي وعربي) في فصلت … وإذا تأملت رواية حفص عن عاصم وجدته يحرص على الجمع بين اللغات …)) ([21]) ثم أعقب كلامه أبياتاً من الشعر تأكّد أهمية ما ذهب إليه، فقال ([22]):

إذا رمت تيسير القراءات فاعتمد = رواية حفص من قراءة عاصم

له سند في غاية الحسن يرتقي = إلى المصطفى الهادي سلالة هاشم

وهنا يحسن بنا أن نذكر حكاية رواها ابن سِوَار البغدادي بسند متصل عن أبي عمر الدوري،هذه الحكاية تجيب عن سبب الاختلاف الذي وقع بين حفص بن سليمان،وأبي بكر شعبة بن عياش في روايتيهما عن عاصم، وهو أمر يخطر على بال كثير من أهل العلم.

قال ابن سوار: ((أخبرنا أبو عليّ الحسن بن عليّ المُقرِئ،رحمه الله،في كتاب حمّاد بن أحمد قال: حدّثنا القاضي أبو عبد الله الجُعْفيّ بالكوفة،حدّثنا أبو الحسن حمّاد بن أحمد بن حمّاد المُقرِئ،حدّثنا أبو عبد الله بن جعفر بن محمد بن الحسين،حدّثنا غسّان بن صَفْوان الأنماطِيّ ببغداد عن أبي عُمر الدُّوريّ، قال: سألتُ أبا عُمارَة حمزة بن القاسم الأحول الكوفيّ ([23])،وكان من أصحاب حمزة المَعدودِينَ في القراءة،عن سَبَب الاختلاف بين حفص بن سُليمان وأبي بكر بن عيّاش، فقال: على الخبيرِ سَقَطتَ. سألتُ حفصَ بن سُليمان عن ذلك؛ وقُلتُ له:إنّ أبا بكر بن عَيّاش يخالفُك عن عاصم في حروفٍ كثيرة؟! قال أبو عُمارة:وكانت أم حفصٍ تحت عاصم،وعاصمٌ رَبّاهُ مُذْ كان طِفْلاً، فقال: قرأتُ هذه القراءة على عاصمٍ حَرفاً حَرْفاً،ولم أُخالف عاصماً في حرفٍ من كتاب الله تعالى. وأخبرني عاصِمٌ: أنّه قرأ على أبي عبد الرحمن السُّلَمي،وهي قراءةُ أبي عبد الرحمن التي أخذها عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم،عثمانَ وعليّ وزيد بن ثابت، وعامَّتُها عن عليّ بن أبي طالب،رضوان الله عليهم.قال حفصٌ: فَصَحَّحْتُ القراءةَ على عاصِمٍ حتى لم أشُكَّ في حرفٍ منها.

وكان يقرأُ بهذه القراءةِ زَماناً من الدَّهرِ،وكانَ قد قرأ على زِرّ بن حُبَيش صاحبِ عبد الله فاختارَ، بعد أن قَطَعتُ القراءة عليه،من حروفِ عبد الله ([24]) وحروفِ زِرّ هذه القراءة التي علَّمها أبا بكر بن عيّاش.

قال حفص: فلم أُحبَّ الرُّجوع عن قراءةِ أبي عبد الرحمن، فثبتُّ عليها؛ وهي قراءةُ عاصم التي لم يَزَلْ يَقرَأُها.

قال أبو عُمارة:فهذا سَبَبُ الاختلاف بين حفص وأبي بكر بن عيّاش عن عاصم)) ([25]).

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير