غيرها في الوقت الحالي.
1 - مذاهب العلماء في مراتب التفخيم:
1 - المذهب الأوّل: ثلاثة مراتب: المفتوح ثمّ المضموم ثمّ المكسور. والساكن يتبع ما قبله فإن كان بعد فتح فمرتبته مع المفتوح وإن كان بعد ضمّ فمرتبته مع المضموم وإن كان بعد كسر فمرتبته مع المكسور. وهو مذهب المتولّي حيث قال:
ثُمَّ المفخّماتُ عنهم آتِيَهْ ....... على مراتبٍ ثلاثٍ وَهِيَهْ
مفتوحُهَا، مضمومُها مكسورُها ....... وتابِعٌ ما قَبْلَهُ ساكِنُهَا
فَمَا أتَى من قَبْلِهِ من حَرَكَهْ ........ فافرِضْهُ مُشْكَلاً بتلك الحركهْ
- المذهب الثاني: خمسة مراتب وهي: المفتوح الذي بعده ألف نحو {طال} ثمّ الفتوح الذي ليس بعده ألف ثمّ المضموم ثمّ المكسور أمّا الساكن فحكمه مثل المذهب الأوّل أي تابع لما قبله. وهذا فيه نظر لأنّه إن كان تابع لما قبله فلا يكون مرتبة مستقلّة فيكون عدد المراتب أربعة كالمذهب الأوّل مع زيادة المفتوح الذي بعده ألف. وهو مذهب أخذ به الكثير من المعاصرين كالعلامة المرصفي في هداية القارئ والشيخ عبد الرازق إبراهيم موسى في الفوائد التجويدية وغيرهم. وهو مذهب العلامة إبراهيم شحاته السمنودي حيث قال:
أعلاهُ فيه كطائفٌ فصَلّى .... فَقُرْبَةٌ فَلاَ تُزِغْ فظِلاَّ
والمتولّي في السكونِ فَصَّلاَ .... فمثلُ مفتوحٍ ومضمومٍ تَلاَ
ثمّ سكوناً بعدَ كَسْرٍ جَعَلاَ ..................................
- المذهب الثالث: خمسة مراتب كالمذهب الثاني إلاّ أنّ الساكن يكون في مرتبة مستقلّة لا يتبع ما قلبه وهي المرتبة الرابعة مابين المضموم والمكسور وهذا المذهب هو المأخوذ به عند مشايخ الشام وهو مذهب محمود بن سبويه البدوي في كتابه الوجيز والدكتور يحي الغوثاني في كتابه علم التجويد وإليه أشار العلامة المتولّي:
وقيل بل مفتوحها مع الألفْ ....... وبعدهُ المفتوحُ من دون الألِفْ
مضمومها، ساكِنُهاَ مكسورُها ....... فهذهِ خَمْسٌ أتاكَ ذِكْرُهَا
وهو مذهب ابن الجزري على مانقله ملا القارئ والمرعشي. فقال صاحب المنح الفكرية: " وعند المصنّف خمسة ما كان بعده ألف ثمّ ماكان مفتوحاً من غير ألف بعدها ..... ثمّ ما كان مضموماً ثمّ ماكان ساكناً ثمّ ما كان مكسوراً (المنح الفكرية ص33). ونقل هذا الكلام المرعشي في جهد المقلّ ص 155). ولم يقيّد الساكن بكونه تابع لما قبله وهذا يدّل أنّ ابن الجزري يرى أنّ الساكن يكون في مرتبة مستقلّة لا يتبع ما قبله حيث لم يقيّد الساكن باتّباع ما قبله.
- المذهب الرابع: خمسة مراتب ولكن على ترتيب التالي: المفتوح الذي بعده ألف ثمّ المفتوح الذي ليس بعده ألف ثمّ المضموم ثمّ الساكن بعد الكسر ثمّ المكسور. أمّا الساكن بعد الفتح فكالمفتوح الذي ليس بعده ألف، والساكن بعد الضمّ كالمضموم. وهو مذهب الشيخ عثمان بن سليمان مراد صاحب السلسبيل الشافي حيث قال:
أشدُّها المفتوح الذي بعدهُ ألفْ ...... ودونَهُ المفتوح من غير ألفْ
مضمومها وساكنٌ عن كَسْرِ ........ مكسورُها فَخَمْسَةٌ بالحصْرِ
وساكنٌ عن فتحةٍ كفتحةِ ....... وساكنٌ عن ضمّةٍ كضمّةِ
المذهب الخامس: وهي ستة مراتب وقد نقل ذلك الدكتور حامد بن خير الله سعيد شارح كتاب السلسبيل الشافي عن الشيخ محمود علي بسة في كتابه العميد في علم التجويد. وهذه المراتب هي:
المفتوح الذي بعده ألف ثمّ المفتوح الذي ليس بعده ألف ثمّ المضموم ثمّ الساكن الذي قبله فتح أو ضمّ ثمّ الساكن الذي قبله كسر إن كان مطبَقاً أو قافاً ثمّ المكسور مطلقاً والغين والخاء المسبوقتان بكسرٍ أو ياء. (انظر هامش السلسبيل الشافي ص114).
مناقشة الخلاف في مراتب المدود:
أ - لم يختلف العلماء في كون المفتوح أقوى من المضموم والمضموم أقوى من المكسور وقد نقل ابن الجزري هذا القول لابن طحان الأندلسي حيث قال " قال ابن طحان الأندلسي في تجويده: المفخّمات على ثلاث أضرب: ضرب يتمكّن التفخيم فيه وذلك إذا كان حرف الاستعلاء مفتوحاً، وضرب دون ذلك وهو أن يكون مضموماً وضرب دون ذلك وهو أن يكون مكسوراً.انتهى " (النشر 1/ 218).وسبب ذلك أنّ في المفتوح ينفتح الفمّ حيث يجد الصوت منفذاً متّسِعاً فقَوِيَ الصوت بذلك، وفي المضموم تُضمّ الشفتين فيخرُجُ الصوت من منفذٍ ضيّق وهي الفرجة التي تكون بين الشفتين حال الضمّ فينحصر الصوت في ذلك المنفذ الضيّق
¥