تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

13ـ ولئن حققت العلمانية للغرب كسبا في إبعاد الكنيسة عن التدخل في شؤون الدولة بما وقعت فيه الكنيسة من حجر على العقول ومن قبلها حدر على القلوب فإنها في الشرق الإسلامي تحقق للغرب كسبا أكبر في ابعاد المسلمين عن مصدر عزتهم ومجدهم ونهضتهم في إبعادهم عن الإسلام! والغرب كما سنشير عند حديثنا عن التغيير السياسي إن شاء الله ـ يهمه كثيرا أمر الإسلام .. بعد تجربته المريرة خلال الحروب الصليبية .. وقبلها حين طرق أبواب فيينا في وسط أوربا!

وفي مؤتمر للدعوة والدعاة لا نحسبنا بحاجة إلى بيان كيف نشأ فصل الدين عن الدولة في أوربا، وكيف كان ذلك كسبا لها .. وكيف انتقل الداء إلى الشرق الإسلامي وكيف كان ذلك .. لصالح الغرب المسيحي .. لا الشرق الإسلامي ـ فنحسب أن ذلك من بدهيات علم الدعاة!

وهذه العلمانية حرص عليها أعداء الإسلام في مجالات ثلاثة:

التعليم .. الإعلام .. القانون ..

ونشير إلى كل بكلمة

1ـ علمانية التعليم

14ـ كان التعليم أقدم الوسائل للتبشير، ولا يزال أهمها .. ومن هنا كان الحرص على علمنة التعليم .. أي إبعاده عن الدين .. وهو أمر سار في شعبتين:

الشعبة الأولى: تضييق مجال التعليم الديني، وتميعه

والشعبة الثانية: توسع مجال التعليم عير الديني وتعضده

وأعقب ذلك… الاختلاط بين الجنسين في مرحل التعليم.

15ـ أما الشعبة الأولى

فقد كان الحرص عليها شديدا .. لما كان سائدا في الشرق الإسلامي من انتشار التعليم الديني حتى أعداء الإسلام بخطورته على مخططاتهم فصرح بذلك كرومر المندوب السامي لإنجليزي ابان الاحتلال البريطاني لمصر:

إن التعليم الوطني عندما قدم الإنجليز إلى مصر كان في قبضة الجامعة الأزهرية الشديدة التمسك بالدين، والتي كانت أساليبها الجافة القديمة!! تقف حاجزا في طريق أي إصلاح تعليمي (!!) وكان الطلبة الذين يتخرجون من هذه الجامعة يحملون معهم قدرا عظيما من غرور التعصب الديني (!!) ولا يصيبون إلا قدرا ضئيلا من مرونة التفكير والتقدير (!!) فلو أمكن تطوير الأزهر عن طريق حركة تنبعث من داخله لكانت هذه خطورة جليلة الخطر …. [10]

كذلك فلقد كان أهم ما بحث المؤتمر التبشير المنعقد في القاهرة سنة 1906 أمر التعليم في الأزهر فنعى أن باب التعليم فيه مفتوح للجميع، وأن أوقاف الأزهر الكثيرة تساعد على التعليم فيه مجاناً، ودعا في مواجهته إلى إنشاء معهد مسيحي لتنصير الممالك الإسلامية [11].

وقد تم التضييق من التعليم الديني بأكثر من وسيلة

أولا: بالتفرقة الظالمة بين المناصب والمرتبات بالنسبة لخريجي الأزهر وخريجي الجامعات وذلك حتى عهد قريب بالنسبة للمرتبات وحتى الآن بالنسبة للمناصب [12].

ثانيا: بالسخرية المرة اللاذعة بالنسبة للمنتسبين للتعليم الديني في الرسوم وفي النكات وفي التمثيليات والمسرحيات والأفلام السينمائية .. والقصص المكتوبة وذلك بتصوير العالم الديني أو الطالب الديني تصويرا منفرا والإزراء به والازدراء من شأنه وشكله!

ثالثا: امتد التضييق إلى برامج الدين في المدارس العامة أو التعليم العام .. وذلك بالوسيلة السابقة وهي الإزراء بمدرس الدين والازدراء من شأنه وشكله ثم بإقلال أهمية حصة الدين وجعله من المواد التي لا يمتحن فيها الطالب أو يمتحن فيها ولا يرسب!

16 - الشعبة الثانية بالنسبة للتعليم غير الديني

فقد رسمت برمجه خارج الوطن الإسلامي ثم نفذت فيه وهو ما يصرح به أكثر من واحد:

يقول جب وفي أثناء الجزء الأخير من القرن التاسع عشر نفذت هذه الخطة لأبعد من ذلك بانماء التعليم العلماني (غير الديني) تحت الإشراف الإنجليزي في مصر والهند [13].

ويقول الزعيم المبشر زويمر مخاطبا زملائه في مؤتمر التبشير المنعقد بالقدس الإسلامية لقد قبضنا أيها الإخوان في هذه الحقبة من الدهر من ثلث القرن التاسع عشر إلى يومنا هذا على جميع برامج التعليم في الممالك الإسلامية ..

والفضل إليكم أيها الزملاء ..

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير