تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وصارت الماركسية في بصر أتباعها أشبه بالدين تفسر الكون والإنسان والحياة! وتعرض مذهبها في مجال الاجتماع والسياسة والاقتصاد .. وتنطلق من هذا المنطلق المادي محطمة كل أساس روحي!

والتقت مع الغرب على تقديس المادة وعبادتها .. لأنها أخذت عنه ذلك الأساس المادي الجدلي!

وحين واجهت العمل والتطبيق .. أفلست .. واضطرت إلى الخروج على أساسسها المادي الجدلي.

56ـ وفي المادة

اعتدت الماركسية بما تقع عليه الحواس، وأنكرت ما وراء ذلك، لأن ذلك كان المعنى السائد للمادة في القرن التاسع عشر!

واعتبر ماركس الفكر لاحقاً على المادة وتابعاً لها!

وحور لينين التعريف إلى أنها الوجود الموضوعي خارج الذهن ..

وتتابعت الاكتشافات العلمية تكشف الماركسية وتعريها من الثوب العلمي وصارت الماركسية في حرج من أمرها.

وفي سنة 1963 اجتمع أكثر من عشرين عالماً بالاتحاد السوفيتي ليضعوا أسس الماركسية اللينينية فقرروا أن النشاط الذهني أو الفكري خاصة مميزة للمادة وليس شكلاً من أشكال المادة

وقرروا أن التوحيد بين الفكر والمادة في الوقت الحالي يعد من المفاهيم المادة المنحطة ـ ولم يوحد بينهما سوى ماركس ـ!

وفي الأعوام الأخيرة .. خرج رجيه جارودي على الناس بكتابه التحول الكبير في الاشتراكية

فأجرى تحريكاً جديداً في الأساس المادي للماركسية.

فقرر الحزب الشيوعي الفرنسي فصله بعد أن كان يحتل مركز عضو المكتب الساسي وفيلسوف الحزب .. LE GRAND TOURNANT DE SOCIALISME وأعقب ذلك .. رفض الحزب الشيوعي الفرنسي للدكتاتورية البروليتاريا.

وأعقبه في ذلك الحزب الشيوعي الإيطالي!

57ـ وفي الجدل: أخذ ماركس من هيجل مبدأ التناقض ..

أي قيام كل عنصر مادي على نقيضين .. وما استتبع ذلك من تفسير .. للحياة أو للتاريخ ..

وربما كان ماركس مغروراً بعمله المحدود يومئذ بالقرن التاسع عشر الذي كان يقوم على اعتبار الطبيعة قائمة على عنصرين: الطاقة والمادة

58ـ المبدأ في الميزان

في ميزان العلم .. لم تعد الماركسية علما بل أنقض أساسها من العلم فالمادة التي عرفها ماركس وبنى عليها ماديته .. لم تعد هي المادة في القرن العشرين لقد عرف القرن العشرين .. مواداً لا تقع عليها الحواس .. بل أن ما تدركه الحواس من مواد يمثل في العلم الحديث 7% من المواد، ويبقى 93% من المواد لا تدركه الحواس [46]

وبالنسبة لما قال به عن الجدلية من احتواء كل مادة على الشيء ونقيضه فإنها قامت أولا على أساس نظر خاطئ .. باعتبار أن الطبيعة تقوم على عنصري المادة والطاقة ولقد أثبت العلم أن المادة والطاقة شيء واحد

وأن المادة ليست إلا طاقة مركزة

والطاقة ليست إلا مادة ـ .. لكنها تسير بسرعة الضوء!

كذلك ثبت خطؤها من القول باضطراد وجود النقيضين ..

والحق أن الموجود في كل مادة .. هو التكامل والتزاوج وليس التناقض والتنافر وهذا خطأ آخر في النظرة الماركسية.

إن السالب والموجب .. في الذرة والكهرباء والمغناطيس

والأنثى والذكر .. في النبات والحيوان والإنسان

هذا تكامل وتزاوج .. تتم به الحياة .. وتبقى

وليس تنافرا ولا اختلافا ولا تناقضا

وصدق الله العضيم {وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}

المطلب الثاني

الماركسية .. وسيلة

الماركسية والإسلام

59ـ انتصرت الماركسية في واقعها .. فأقامت دولة في روسيا سنة 1917

وكان لها مع الإسلام والمسلمين تكتيكا متغيرا

خطبت ودهم ..

ثم حاربتهم بالسلاح ..

ثم تطورت إلى التبشير ..

وكان لها خارج الاتحاد السوفيتي وسائلها الأخرى. ونشير لها داخل الاتحاد السوفيتي ثم خارجه.

أولا: داخل روسيا

الشيوعية تخطب ود المسلمين.

60ـ بعد الثورة البلشفية أصدر مجلس قوميسيري الشعب البلشفي نداء مواجها إلى الشعوب الروسية من المسلمين كان من بين من واقعه لينين وستالين (في يوم 7 ديسمبر سنة 1917) وقد جاء فيه .. وفي وجه هذه الأحداث الجسام نتجه بأنظارنا إليكم أنتم يا مسلمي روسيا من الشرق ..

أنتم يا من تشقون وتكدحون وعلى الرغم من ذلك تحرمون من كل حق أنتم له أهل

أيها لامسلمون في روسيا

أيها التتر على شواطئ الفولجا وفي القرم

أيها الكرفيز والسارتيون في سبيريا والتركستان

أيها التتر والأتراك في القوقاز

أيها الجبليون في اتحاد القوقاز

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير