تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

من الشرق…!

توطئة

48ـ الغزو الفكري .. من الغرب .. قديم وخطير

لأن تاريخه يمتد إلى تاريخ الحروب الصليبية .. ويمتد بعدها ..

وهو خطير .. بما يحويه من هدف فتنة المسلمين عن دينهم .. التي بالردة والتنصير، وانتهت إلى الاكتفاء بالإبعاد والتغيير ..

والغزو الفكري .. من الشرق .. حديث .. لكنه خطير!

فقد بدأ .. منذ انتصار الثورة البلشفية الشيوعية في روسيا في الربع الأول من هذا القرن لكنه أخطر .. لأنه أشبه بالنار تأكل الهشيم .. ؟!

فهو في وسيلته أشد تدميرا

وفي غايته أشد كفرا ونفاقا .. !

والظروف التي خدمت انتشار الماركسية في بداية الأمر ..

تساعد كذلك على انتشارها في شرقنا الإسلامي

ما لم ينتبه المسلمون .. حكاما ومحكومين!

49ـ والحديث عن الماركسية (( .. ربما يكون أكثر تعقيدا

لأن أكثر الناس لم يفهموه .. بعد كمبدأ!

ولم يفهم أكثرهم كذلك وسائلها الحديثة للتبشير بها!

ومن ثم وجب علينا .. أن نفضحها

كمبدأ .. ثم كوسيلة!

ونشير إلى كل في مطلب!

المطلب الأول

الماركسية .. مبدأ

كيف نشأت الماركسية .. ؟!

50ـ هذا السؤال وارد عقلا ومنطقا .. قبل أن نعرض المبدأ في ذاته .. ذلك أن الإلمام بالظروف التي نشأت فيها الماركسية .. سواء الظروف المحيطة فكريا واقتصاديا .. أو الظروف الخاصة بصاحب المبدأ نفسه كل ذلك يعطي مزيدا من الضوء على السؤال كيف نشأت؟ أو لماذا نشأت .. ؟ ومن ثم وجب أن نعرض لهذه الظروف لنعرف إجابة السؤال.

أولا: ظروف أوربا وقت ظهور الماركسية

51ـ الماركسية نشأت كفكرة أول ما نشأت في أوربا [44]

وأوربا تعاني محن القرن التاسع عشر

تعاني أولا محنة الدين

فالمسيحية كما نادى بها المسيح لم تعد موجودة أصلا .. !

التوحيد فيها ـ وهو أصل كل دين سماوي نزل من عند الله ـ قد انتهى بما زعمه البعض من أن المسيح هو الله!

أو ما زعمه البعض الآخر من أن المسيح إبن الله

أو ما زعمه البعض الثالث من أنه ثالث ثلاثة (الأب والابن والروح القدس)!

والمحبة فيها ـ كأصل كبير جاءت به

قد انتهت ..

فباسم المسيحية تزحف الجيوش الصليبية تحمل الصليب لتقتل وتدمر شعوبا بغير حق إلا أن تقول ربي الله

وباسم المسيحية كذلك .. تذيق بعض الشعوب ويلاتها ..

وباسم المسيحية كذلك تفترق المذاهب .. الكاثولكية، والأرثوذكسية والبروتستنتينية .. وتمضي ليكفر بعضها بعضا، وليحارب بعضها بعضا! وأخيرا .. تنتهي المسيحية إلى مجموعة خرافات

.. صكوك غفران، وقرارت حرمان، وكراسي اعتراف

وحرب على العلم والعلماء لا تفتر ولا تهدأ، ومهادنة بل محالفة للظلمة من الملوك والحكام!

.. فلم يكن غريبا بعد ذلك أن ترتفع الصيحة:

اشنقوا آخر ملك بأمعاء آخر قسيس

ولم يكن غريبا أن تجد الصيحة من يسمع لها .. بل من يسارع إلى تنفيذها!!

52ـ وتعاني أوربا بعد محنة الدين محنة الفكر

محنة الفلسفة المغرقة في الخيال، تدعو إلى المثالية البعيدة عن الواقع وتهتف بها ..

فكان ذلك التطرف إلى الخيال حربا بتطرف آخر إلى الحس والمادة تمثل فيما اعتنقت الماركسية من فلسفة مادية

53ـ وبعد المحنتين محنة الواقع الاقتصادي والاجتماعي

.. فالإقطاع بكل مظالمه يحكم أوربا .. تحميه الكنيسة ويحميه الحكام!

أصحاب المزارع يملكون الإقطاعيات الكبيرة .. وأكثر الناس يعملون فيها عبيدا أو قريبا من العبيد!

وأصحاب المصانع يملكون المصانع الكبرى .. ويستغلون جهد العمال بغير مقابل عادل

وهكذا ينقسم المجتمع إلى طبقتين ..

طبقة صغيرة العدد .. تملك كل شيء وتعيش حياة الترف العامر

وطبقة كبيرة العدد .. لا تملك شيئا ولا تكاد تملك شيئا وتعيش حياة البؤس والشقاء

54ـ فلا غرو بعد ذلك .. أن تجد الصيحة الخبيثة يا صعاليك العالم اتحدوا فأمامكم عالم تغنمونه، وليس عندكم من شيء تفقدونه غير القيود والأغلال [45]

لا غرو .. أن تجد لها آذانا تستمع لها .. وقلوبا بعد ذلك تهواها وتهفو إليها! ولا غرو .. بعد كل هذه الظروف ..

أن تكون الماركسية هي الوريث الشرعي .. أو غير الشرعي .. لحضارة الغرب المتهالكة .. خاصة وأن أساس الحضارتين (إن صحت التسمية) أساسهما أساس مادي واحد!

أساس المبدأ الماركسي

55ـ من مادية فيورباخ، وجدلية هيجل أقام ماركس فلسفته على أساس من المادية الجدلية، وربطها بأربعة قوانين، وفسر تفسيرا ماديا، كما أرجع كل شيء في الاقتصاد إلى هذا الأساس المادي.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير