إن تجزئة شريعة الله ودينه .. قد يكون هو الطريق لهدم الدين كله ومن هنا كانت خطورته .. أنه يتم خطوة .. خطوة .. دون أن يحس الناس ..
ثم إن الدواء المتكامل .. قد ينجد بإذن الله في شفاء المريض
أما بتر الدواء .. فقد لا ينجح في الشفاء .. بل قد يؤدي إلى تفاقم المرض.
82ـ ولقد كان لنا من التاريخ عبرة
إن التتار حين غزوا أرض الإسلام أرادوا أن يقيموا حكما بعضه من الإسلام وبعضه من عندهم أو من شرائع أخرى ..
فقضت يقظة علماء الإسلام ـ بفضل الله ـ على هذه الفتنة .. إذ اجتمعوا فأجمعواعلى رفض ذلك الميثاق الياسق وأفتوا بكفر من قبله .. ومن ثم .. انتهت الفتنة.
ودخل التتار في الإسلام .. بدلا من أن يخرجوا المسلمين من الإسلام!
ومن هنا كان لنا مع كل من الغرب والشرق كلمة ..
كلمتنا للغرب ..
83ـ وهي ليست للغرب وحده .. إنها كذلك .. لصنائعه هنا ممن هم جلدتنا ويتكلمون بلساننا!
إننا لانقبل النقل الأعمى
لأن ذلك ..
أولا ـ ضد طبائع الأشياء .. فإن النبات يأخذ باختيارفيتخير النخيل ما لا يتخيره البرتقال من عناصر التربة .. أفلا يكون ذلك لمن ميزه الله بالارادة والاختيار!
ثانيا ـ ضد الأصالة .. فإن الأمم الأصيلة تستمسك بتراثها .. استمساكها باستقلالها ..
وبغير ذلك تذوب شخصيتها ..
والتاريخ خير شاهد ..
الأمم التي استمسكت بتراثها .. ظلت حية ..
والأمم التي ذابت في الغزاة، ماتت وانمحت شخصيتها
ثالثا ـ لأن ما عندنا خير وأبقى ..
والذين أحسنوا دراسة التاريخ .. والذين أنصفوا من أنفسهم من أبناء الغرب يعلمون أن ما عندهم من خير .. كان نقلا من الشرق الإسلامي .. إبان الحروب الصليبية ومن خلال الأندلس .. وجزر البحر الأبيض المتوسط الإسلامية! لكن المسلمين .. تركوا .. الجواهر في خزائنهم .. وراحوا يتكففون الناس .. فيأخذون فتات الموائد .. من الغرب ومن .. الشرق!!
84ـ وإن الهجمة الأثيمة على قيم الإسلام تسندها السترات العسكرية المحلية في أكثر بلاد الإسلام ..
هذه الهجمة الأثيمة متمثلة في علمانية التعليم والإعلام والقانون
ومتمثلة في إثارة القوميات
ومتمثلة في استخدام المرأة المسلمة مطية لنشر الانحلال ولهدم البيت المسلم من قواعده ..
هذه الهجمة الأثيمة بما يساندها من حكم الدكتاتوريات العسكرية
.. قد انكشف أمرها .. وهتك سترها .. وبدا للناس اثمها وسرها ثم أنه لابد لها من رد فعل
مساو لها في القوة .. ومضاد لها في الاتجاه .. وفعلها بشري
ورد الفعل لها .. بشري .. تسنده قوة السماء .. ومن ذا يهزم قوة السماء .. ؟!
85ـ فليكف الغرب عن حربنا في ديننا
قبل أن يفقد مصالحه الاقتصادية ..
بعد أن فقد أماكنه وقواعده العسكرية ..
وليعلم أن أبناء الإسلام .. إن كفوا عن حربهم في دينهم أقرب إليهم من أبناء ماركس الذين يسحبون البساط من تحت أقدام الغربيين .. في أماكن كثيرة .. ولن يرحموهم .. يوم يسقطون!
86ـ أما كلمتنا للشرق الكافر
ولمن يدينون له .. ممن يحملون أسماء المسلمين أو أسماء العرب فإنها:
أولا: إننا لانقبل اللعبة الأخيرة الحقيرة .. في الفصل بين العقيدة والنظام فالإسلام عقيدة ونظام ..
يعالج الفرد والمجتمع والأسرة
ويعالج شؤون السياسة والاقتصاد والاجتماع
والتخلي عن النظام كالتخلي عن العقيدة سواء بسواء
بل هو تخل عن العقيدة نفسها
لأن من عقيدة الإسلام أن الله هو الحاكم والمشرع كما أنه الخالق والرازق والأخذ بحكم الشرق وشرعه في الاقتصاد أو في غيره ..
معناه التخلي عن جزء من العقيدة أن الله هو الحاكم!
فضلا عن النهي الذي قدمنا عند الحديث عن رفض التجزئة والتفرقة.
وثانيا: إن الحرب بيننا وبين الكفر سجال
ليس فقط داخل ديارنا .. لنطهرها من الكفرة الفجرة
بل كذلك خارج ديارنا .. لنكبح جماح الكفر الذي يستبدل أبناء المسلمين ولنحرر أولئك المسلمين من نير الاستعباد الشيوعي الكافر!
والجهاد في هذه الحالة فرض عين
حتى تتطهر أرض البخاري والإمام مسلم .. وغيرهم وغيرها من أراضي الإسلام .. !
وإن جندنا لهم الغالبون
والحمد لله رب العالمين ..
¥