{وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلا مُتَحَرِّفاً لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ}
75ـ وفي مواجهة أهل الكتاب
فإن الله لا ينهانا عن الذين لم يقاتلونا في دينناولم يخوجونا من ديارنا أن نبرهم ونقسط إليهم ..
لكنه سبحانه وتعالى ينهانا عن الذين قاتلونا في الدين وأخرجونا من ديارنا أن نتولاهم .. أن نعطيهم شيئا من محبة القلب أو نعطيهم شيئا من مساعدة اليمين ومن ثم فإننا أمام أهل الكتاب .. من أهل الغرب أو من غير أهل الغرب
لا نبدؤهم بقتال .. متى كفوا هم عن قتالنا وإخراجنا من ديارنا فإن قاتلونا أو أخرجونا .. فقد أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وأن الله على نصرهم لقدير!
76ـ وعلى الغرب أن يختار لنفسه ..
إما أن يكف عن قتالنا في ديننا .. بحرب عسكرية، أو بحرب فكرية .. وأن يكف عن إخراجنا .. على يده أو على أيدي صنائعه .. فإن فعل فليس في الإسلام ما ينهانا عن بره والإقساط إليه .. وإلا .. فإنه يعرف الأخرى!
أما الشرق الكافر ..
فإننا نبشره من الآن ..
ليس بيننا وبينه غير القتال ..
القتال دفاعا لإخراجه من تسعة أعشار أرضه التي احتلها واغتصبها من أيدي المسلمين ..
والقتال هجوما .. باعتباره عقبة في طريق الدعوة الإسلامية
وليس لنا معه طريق ثان ..
هكذا ..
وبصراحة .. !
وعلى الذين يتولونه .. أن يعلموا أنهم منه ..
وأن قتالهم .. كقتاله فرض .. !
والله متم نوره ولو كره الكافرون
المطلب الثاني
هدف الإسلام
77ـ حديثنا في المطلب الأول كان عن وسيلة الإسلام .. إنه لا يقبل المداهنة وإن قبل المهادنة، ولا يقبل التخاذل وإن وقف موقف الدفاع حينا وموقف الهجوم حينا آخر!
وحديثنا في هذا المطلب عن هدف الإسلام .. إنه لا يقبل التجزئة ولا الترقيع بل لابد أن يكون الدين كله لله .. فذاك هدفه!
أولا: الدين كله لله
78ـ الله خلق الخلق كله ..
فأخضع بعضه جبرا وقسرا .. يسبح بحمده، ويسير وفق ناموسه
وجعل للبعض الآخر الاختيار .. فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر
وأنزل لمن جعل له الاختيار نظاما كاملا لحياته ..
وأنزل مع آخر آيات القرآن {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الأِسْلامَ دِيناً}
فصار الإسلام الذي رضيه لنا هو هذا الدين الكامل ..
نتعبد الله به .. أفرادا
نتعبد الله به .. أسرا
نتعبد الله به .. مجتمعات ـ ويتقرر بناء على ذلك الثواب والعقاب في الآخرة والآخرة خير وأبقى.
79ـ وهو بالنسبة للجميع منهج كامل .. يشمل الحياة كلها ..
حتى ليتناول الانسان في حياته وفي موته ..
في يقظته وفي نومه ..
في عسره وفي يسره ..
يجمل الحكم أحيانا .. ليدع مجالا للاجتهاد في ظل ذلك الخط الرئيسي ويفصل الحكم أحيانا .. حتى لا يدع مجالا للاجتهاد لأحد .. فما يختلف أحد حول الحكم الذي جاء .. لأن حكمة الله .. أن مثل هذا الحكم لا يتغير بتغير المكان أو الزمان
وهو بهذا ..
دواء متكامل .. فيه الشفاء للانسانية من كل أمراضها
وبناء متكامل .. يناسب أجواء البشرية، ويقيها صروف كل تغير قد يرد عليها وهو بهذا ..
لا يقبل التجزئة ولا التفرقة ..
ثانيا: لا تجزئة ولا تفرقة
80ـ مضت حكمة الله .. أن يكون الدين دواء متكاملا، وبناء متكاملا .. ومنهجا شاملا يلف الحياة كلها ..
وهو بهذا لا يقبل التجزئة ولا التفرقة
ووردت النصوص تنهى عن تلك التفرقة ..
وتعتبر تجزئة الدين .. كفرا .. وفتنة .. وجاهلية ..
ـ فقرأنا قول الله:
{أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ .. }
ـ وقرأنا قول الله:
{وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ}
ـ وقرأنا قول الله معقبا على التجزئة
{أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ}
81ـ وأدركنا بفضل الله بعض الحكمة
¥