[15] كتب الأستاذ أنيس منصور في مارس 1976 ـ ربيع الأول 1392 يقول عن أحد المبتعثين إلى الخارج: كان ريفيا متشددا .. عاد أوربيا متفتحا ـ وهذا طبيعي .. كما تغيرت ملابسه وتسريحة شعره، لمعت عيناه وأظافره وجزمته (حذاؤه) ولم تعد تراه متصلب الرأي .. ولا الظهر .. إنما هو مجامل فينحني لهذا أو ذاك وللنساء بصفة خاصة ولا يتمسك بارائه كثيرا، وإنما هذه الاراء يحولها إلى أنواع من العجين تلين وتشكل حسب الظروف وفي كثير من اللباقة والادب .. كان لا يدخن ـ وهو الآن يسرف في ذلك .. كان لا يشرب .. وهو الآن خبير في أنواع الخمور وأنواعها وروائحها وترتيبها قبل وأثناء وبعد الأكل .. !!
[16] الطهطاوي رغم قدمه (1826 ـ 1831) لا يزال مثلا لا يقل عن المثل الذي ضربه أنيس منصور لقد عاد ـ على الأقل ـ بغير العقل الذي ذهب .. عاد يتحدث عن الرقص بأنه نوع من العياقة والشلبنة (أي الاناقة والفتوه) ويتحدث عن المشاعر الوطنية بدلا من المشاعر الدينية ويثير الفرعونية (وغيرها من العصبيات التي قال عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم دعوها فإنها نتنة) ويترك الحديث عن أخوة الإسلام التي تجمع الجميع تحت لواء لا إله إلا الله محمد رسول الله وعلى طريق الطهطاوي قاسم أمين الذي درس في مدرسة الحقوق المصرية ذات المناهج الفرنسية وتخرج في سنة 1881 ثم ذهب إلى فرنسا يستكمل تعليمه العالي ونفس المثل طه حسين!!!.
[17] في تقرير للقس ترد بريدج في مؤتمر لكنوا للتبشير أشار إلى الكلية الإنجيلية (الجامعة الأمريكية بعد ذلك، وإلى الكلية السورية الإنجيلية وإلى كلية الأستانة وكلية المبشرين في كدك باشا ـ كذلك سبق إلى توصية مؤتمر التبشير بالقاهرة إلى إنشاء معهد مسيحي بالمواجهة لأزهر وهو ما نفذ بعد ذلك في صورة الجامعة الأمريكية ويشير معرب كتاب لعبة الأمم إلى أن تسعين بالمائة من قادة حركة القومية العربية الأقحاح هم من خريجي الجامعة الأمريكية ببيروت. ولا تزال هذه الجامعة ناشطة في تقديم مثل هذه الخدمات لدول منطقة الشرق الأوسط).
[18] وفي سلسلة لمؤسسة فرانكلين الأمريكية رسم لأحسن وسيلة للتربية فبدلا من فصل البنين عن البنات يجب أن نعمل على إشراكهم معاً في الأعمال الممتعة ومواقف اللعب وإذا حدث استلطاف بين بعض البنين والبنات فينبغي النظر إليه على أنه نوع من الصداقة (!) وليس غراما أو عشقاً (!)
وفي مكان آخر: إن خروج الفتيات في صحبة الفتيان من الأمور الطبيعية (!) التي يستطيع معظم الآباء تقبلها في الوقت المناسب على أي حال باعتبارها جانب من جوانب النمو الجسمي للمراهق (!)
وفي كتاب آخر فالشوق إلى القبلة أو بعض الغزل الرقيق أو الإنصات إلى قصة فيها تلميحات جنسية كل هذه ليست أموراً شائنة (!!!)
[19] سورة إبراهيم آية 53.
[20] سورة آل عمران آية 132.
[21] سورة الأحزاب آية 45/ 46.
[22] (راجع أمثلة عديدة قدمناها في بحثنا لمؤتمر الفقه الإسلامي الغزو الفكري والتيارات المعادية للإسلام _ ذي القعدة سنة 1396هـ).
[23] الشورى 21.
[24] بحثنا إلى مؤتمر الفقه الإسلامي حول تطبيق الشريعة الإسلامية أو رسالتنا للدكتوراه المشروعية الإسلامية العليا ومؤلفنا شريعة الله حاكمة ليس بالحدود وحدها.
[25] قال ابن أبي ليلى: قال لي عيسى بن موسى وكان ديانا شديد العصبية للعرب .. من كان فقيه البصرة؟ قلت: الحسن بن الحسن قال ثم من؟ قلت محمد بن سيرين قال: فما هما؟ قلت: موليان .. قال
فمن كان فقيه مكة؟ قلت عطاء بن رباح ومجاهد وسعيد بن جبير وسليمان بن بسله قال فما هؤلاء .. ؟ قلت موالي قال:
فمن كان فقهاء المدينة؟ قلت: زيد بن أسلم ومحمد بن المنكدر ونافع بن أرنجيح قال فما هؤلاء.
قلت موالي ـ فتغير لونه ثم قال:
فمن كان أفقه أهل قباء؟ قلت: ربيعة الرأي وابن أبي الزناد ـ قال فما كانا قلت من الموالي ..
فما زال يسأله عن فقهاء اليمن وخراسان والشام .. وهو يجيبه بأسماء من الموالي حتى بلغ فقهاء الكوفة فقال والله لولا خوفه لقلت الحكم بن عقبة وعمار بن أبي سليمان ولكن رأيت فيه الشر فقلت: إبراهيم النخعي والشعبي قال فما كانا قلت عربيان.
¥