تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

قراءة النصوص كـ (الهرمنيوطيقا)، و (السيموطيقا)، وغيرها من المناهج؛ وذلك لأن النصوص القرآنية (دلالتها لا تنفك عن النظام اللغوي الثقافي الذي تعد جزءًا منه يجعل من اللغة ومحيطها الثقافي مرجع التفسير والتأويل) (17).

وقد حاول أبو زيد تسويق نظرته التاريخية للنص القرآني من داخل التراث وذلك بالاتكاء على القول بخلق القرآن عند المعتزلة؛ فهو يرى أن القول بتاريخية النص القرآني فرع عن النظر إلى الأفعال الإلهية وفعلها بالعالم المخلوق المحدث ولهذا فالقرآن (ظاهرة تاريخية من حيث إنه واحد من تجليات الكلام الإلهي) (18)، وهذا الصنيع من أبي زيد مغالطة معرفية؛ فالمعتزلة قالوا بخلق القرآن مبالغة منهم في تنزيه الله؛ لأنهم يرون أن القول بأن القرآن ليس مخلوقاً الحكم له بالقدم وهذا يؤدي إلى تعدد القدماء، فلجؤوا إلى القول بخلقه لتنزيه الله وتقديسه، وفي الوقت نفسه ينسبون القرآن لله على جهة الخلق، ونصوصه عندهم لها قدسيتها، ورؤية أبي زيد مضادة لتلك الرؤية تماماً، فقوله في محصلته النهائية التسوية بينه وبين كلام البشر، وذلك أن هذا المنهج الذي يطرحه أبو زيد لقراءة النص الديني يؤدي – من وجهة نظري – إلى أمرين، أحدهما نزع القداسة عنه وتحويله من نص ديني مقدس له خصوصيته إلى نص قابل للنقد، والأمر الثاني: نزع ثبوت الدلالة عن النص نهائياً، وتحويله إلى نص متغير الدلالة حسب الظروف التاريخية للقارئ، وإذا كنا نتفق معه أن ثمة نصوصاً متغيرة الدلالة، فإن الحكم على جميع النصوص الدينية بأنها متغيرة الدلالة تحيل في محصلتها النهائية إلى نسخ الدين مع تعدد القراءات وتغير الوقائع التاريخية، والدين – بصفته ديناً- لا ينفك عن صفة الثبات في أصوله، وفي كثير من تعاليمه وأحكامه (19).


(*) عضو هيئة التدريس بجامعة القصيم.
(1) انظر: حامد نصر أبو زيد، نقد الفكر الديني:62 - 63).
(2) انظر كتبه: تثوير القرآن / الإسلام والعقلانية / الإسلام وحرية الفكر
(3) انظر كتابه: أصول الشريعة.
(4) انظر: علي حرب، الممنوع والممتنع ص 117، ونقد النص 69 وما بعدها.
(5) انظر: محمد أركون الفكر الإسلامي قراءة علمية: 32 فما بعدها.
(6) انظر كتابه: تاريخية الفكر العربي الإسلامي.
(7) انظر كتابه: الإسلام بين الرسالة والتاريخ 13، المقدمة: 13 - 15.
(8) انظر كتابه: العقيدة إلى الثورة، ونقد الخطاب الديني لنصر حامد أبو زيد: 140 فما بعدها.
(9) انظر كتبه: مفهوم النص دراسة في علوم القرآن/ النص والسلطة والحقيقة / نقد الخطاب الديني إشكاليات القراءة وآليات التأويل:13 فما بعدها.
(10) انظر كتابه: رؤية جديدة في الفكر العربي/ الجزء الرابع: النص القرآني أمام إشكالية البنية والقراءة.
(11) انظر كتابه: الكتاب والقرآن، قراءة معاصرة/ وانظر: تفسير القرآن الكريم بين القدامى والمحدثين لجمال البنا: ص 202 فما بعدها/ النص والسلطة والحقيقة لحامد نصر أبو زيد: 136 فما بعدها.
(12) محمد أركون الفكر الإسلامي قراءة علمية: 116.
(13) نصر أبو زيد، النص السلطة الحقيقة، الفكر الديني بين إرادة المعرفة وإرادة الهيمنة: 8
(14) المرجع السابق 87
(15) المرجع السابق: 92
(16) نصر أبو زيد، نقد الخطاب الديني: 118 - 119.
(17) نصر أبو زيد، الإمام الشافعي وتأسيس الأيديولوجية الوسطية: 198.
(18) نصر أبو زيد، النص السلطة الحقيقة، الفكر الديني بين إرادة المعرفة وإرادة الهيمنة: 75
(19) أبو الحسن الأشعري، مقالات الإسلاميين: 225

المصدر ( http://www.islamtoday.net/questions/show_articles_content.cfm?id=71&catid=73&artid=10336)

ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[30 Sep 2007, 01:11 ص]ـ
الصلة ضعيفة جداً بين الهامش التاسع عشر والمتن المحال إليه ... !
فالكلام للكاتب أو لغيره من المعاصرين فلماذا الرجوع إلى مقالات الإسلاميين للأشعري في هذه الإحالة؟
كان يمكن أن توضع الإحالة في نهاية هذا النص:

لأنهم يرون أن القول بأن القرآن ليس مخلوقاً الحكم له بالقدم وهذا يؤدي إلى تعدد القدماء، فلجؤوا إلى القول بخلقه لتنزيه الله وتقديسه، وفي الوقت نفسه ينسبون القرآن لله على جهة الخلق، ...

ليت الباحث أشار إلى المصادر الوسيطة التي استقى منها بحثه المضغوط بمصادر كثيرة.
وفقه الله لما فيه الخير

ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[30 Sep 2007, 09:28 م]ـ
لي ملاحظتان حول المقال:
1 - الموضوع بالغ الأهمية، ولكنه يبدو مبتورا بطريقة مخلة. ولو فصّل في عرض منهج نصر أبو زيد، وجملة المؤاخذات عليه لكان أنفع. ولعل في قول الكاتب إن هذا (البحث مختصر) إشارة إلى أنه محرر في عدة صفحات، وليس صفحة أو صفحتين فقط.
2 - وصف الكاتب نظرية نصر أبو زيد بأنها: (أهم القراءات الحديثة التي طُرحت لقراءة النص الديني في المحيط الثقافي العربي، وهي قراءة تتسم بالعمق والجدة والثراء والتماسك، والخطورة في الوقت نفسه.) .. وهذا الوصف يستدعي أن يعرض الجوانب المفيدة والإيجابية والثرية في طرح أبو زيد، حتى يتم الاستفادة منها، وتمييزها عما هو خطير في طرحه. وهذا المنهج في تقديري أكثر عدلا في نقد الطروحات المخالفة كي لا نحرم من بعض ثمارها الطيبة بحجة فساد البعض الآخر.
أقول هذا والحال أني لم أطلع في السابق على كتابات أبو زيد، ولعلي أستدرك ذلك بإذن الله.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير