تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وعندما قرأت الكتاب أول مرة أثارتني كثرة الاستدلالات المضحكة، لكن بعد قليل ساورني الشك في أن سبب هذه المضحكات يخرج عن باب الجهل والكذب المعروفين عن القساوسة، كما لاحظت أنه يورد المقطع من الآية لا يغيره قط، فلا يخطئ مرة فيذكر لفظًا قبله أو بعده، ومع قرائن أخرى ترجح لديّ أنه لا يرجع للمصحف أبدًا، وأنه يكتفي بكتاب آخر لا يذكر إلا أبعاض الآيات، فهداني الله لهذا، ثم راجعت كل نصوصه على (المعجم المفهرس) فوجدته مطابقًا لما ترجح لديّ بفضل الله. وبقيت في عجب من شدة كسل القساوسة!

><

والقس من طائفة الكاثوليك، وهم الطائفة الأكثر أموالاً وإمكانيات بين طوائف النصرانية. فلا أشك لحظة أنه امتلك الوقت والمال والإمكانيات اللازمة لإتمام كتابه.

فإذا كان مع كل هذا بهذه الهمة المتدنية، فالعزاء واجب لمتبرعي النصرانية في أموالهم الطائلة التي ينفقونها على هذه الهمم السافلة.

قال تعالى في سورة الأنفال: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ (36) لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعًا فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (37)}.

وفيما يلي أقدم بعض النماذج التي تدلنا على الهمة العالية للقس الهمام ..

><

1 - لا أحزاب إلا أحزاب النصارى!

قال القس: عُرِف عن النصارى من بنى إسرائيل الضاربين فى مكة والحجاز انقسامهم فيما بينهم إلى " شيع " و"فرق" و"أحزاب ". وأشار القرآن العربى بوضوح إلى هذه الخلافات ... ولا يعجب أتباع النبى من كثرة الأحزاب هذه لأنهم حُذروا منها مسبقًا وأُعلموا بوجودها: "ولما رأى المؤمنون (من أتباع محمد) الأحزاب (عند النصارى) قالوا: هذا ما وعدنا الله ورسوله" (الأحزاب 22). ويخشى النبى فيما يخشى أن يكون انتمى إلى حزب منها، أو يكون ساهم فى توسيع رقعة الخلاف بينها، فيقول: "إنى خشيت أن تقول فرقت بين بنى إسرائيل" (طه 94). كما يرفض أن يفرق بين الأحزاب، بل يريد لها السلم، ويبغى توحيدها: "لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون" (البقرة 136). اهـ.

أ - قال: ولا يعجب أتباع النبى من كثرة الأحزاب هذه لأنهم حُذروا منها مسبقًا وأُعلموا بوجودها: "ولما رأى المؤمنون (من أتباع محمد) الأحزاب (عند النصارى) قالوا: هذا ما وعدنا الله ورسوله" (الأحزاب 22). اهـ.

لو رجع إلى المصحف لعلم أن الأحزاب المقصودة في الآية التي استشهد بها، هي أحزاب العرب التي تألفت من قبائل متفرقة لتحارب الإسلام، وليست هي أحزابًا نصرانية كما تسفه القس، ويعلم ما جهل القس كثير من طلاب المسلمين الذين لم يبلغوا الحلم، حتى الفاشلون منهم.

قال تعالى: {وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا (22)}. وفي (التفسير الميسر): "ولمَّا شاهد المؤمنون الأحزاب الذين تحزَّبوا حول "المدينة" وأحاطوا بها، تذكروا أن موعد النصر قد قرب، فقالوا: هذا ما وعدنا الله ورسوله، من الابتلاء والمحنة والنصر، فأنجز الله وعده، وصدق رسوله فيما بشَّر به، وما زادهم النظر إلى الأحزاب إلا إيمانًا بالله وتسليمًا لقضائه وانقيادًا لأمره.

قال تعالى: {وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا (25)} [الأحزاب/25]. وفي (التفسير الميسر): "وردَّ الله أحزاب الكفر عن "المدينة" خائبين خاسرين مغتاظين، لم ينالوا خيرًا في الدنيا ولا في الآخرة، وكفى الله المؤمنين القتال بما أيدهم به من الأسباب. وكان الله قويًا لا يُغالَب ولا يُقْهَر، عزيزًا في ملكه وسلطانه".

ب - قال: ويخشى النبى فيما يخشى أن يكون انتمى إلى حزب منها، أو يكون ساهم فى توسيع رقعة الخلاف بينها، فيقول: "إنى خشيت أن تقول فرقت بين بنى إسرائيل" (طه 94). اهـ.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير