والحذف في الآية الكريمة من القس، لأن النص الكامل للآية يكشف تدليسه، إذ يبين أن الآية ليست في تحديد مواقيت الصلاة، بل في تحديد أوقات العورات التي يجب فيها أن يستأذن العبيد والإماء والأطفال غير البالغين إذا أرادوا الدخول، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لَكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلَا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُمْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآَيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (58)} [النور/58].
وكذلك لم أتعرض لجهالات القس المضحكة وما أكثرها، يكفي أن يعلم القارئ أن القس المحترم يقرر أن جبريل نزل بالوحي ستين سنة ونيفًا على النبي عليه الصلاة والسلام! .. وأن هاروت وماروت ملاكان يحضران عن يمين الميت وشماله بعد قبض روحه! .. وأن نبينا عليه الصلاة والسلام وعد الفقراء "بالقضاء التام على أصحاب الثروة والمال «كى لا يكون دولة بين الأغنياء» (الحشر 7) "! .. إلى آخر جهالاته التي تضحك الحزين!
ولم أتعرض لغباواته الشديدة في فهم النصوص، وقد مر بك أمثلة لها في كلامي.
وكذلك لم أتعرض لمواطن (الاستعباط) في استدلالاته، وهي كثيرة بثيرة، ومنها تقريره بأنه لا ضحك في الجنة حسب القرآن لأن «كل صغير وكبير مستطر»! .. كما يرى أن الأفضل للمسلمين عدم القول بنزول جبريل بوحي الله، لأن أكثر البشر تنكر الملائكة! .. ويقرر أن العرب كانوا مؤمنين فعلاً قبل بعثة النبي عليه الصلاة والسلام، وأن القرآن لم يأمرهم بالإيمان، لكن كل ما ينقصهم مجرد الانضواء تحت لواء الإسلام .. هذا كل ما هنالك! .. إلى هنا والأمر لا يتعدى الجهل أو الغباء، أما الذي يجعلك تصنفه تحت نوع الاستعباط باستحقاق، فهو أن القس يستدل على هذه الهراءات بقوله تعالى: {قَالَتِ الْأَعْرَابُ آَمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا} [الحجرات/14]!!
فلم أتعرض لشيء من كذبات القس ولا تدليساته ولا جهالاته ولا غباواته ولا مواطن (الاستعباط) ولا ما شاكل ذلك، وإنما عرضت فقط لشيء من كسله وسفالة همته، إلا ما اضطررت إليه أثناء ذلك عرضًا لا قصدًا.
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[03 Nov 2007, 10:55 م]ـ
أخي محب جزاك الله خيراً على ما تكرمت به وجعلك الله من المحبوبين في الدنيا والآخرة
هذاالبحث قيّم وقد بذل فيه صاحبه من الجهد الشيء الكثير أسأل الله عز وجل أن يجعل ذلك في ميزان حسناتكم
أرجو توضيح من هو صاحب البحث ...
بالاسم الحقيقي الكامل والتخصص والبلد و الجامعة
وفقكم الله وحماكم
ـ[محمد كالو]ــــــــ[04 Nov 2007, 01:49 ص]ـ
الأخ محب جزاك الله خيراً على هذا الجهد المبارك
ولكن من هذا (إسكندر شديد) الذي قال: «أبونا قزي مصنع للفرح المتواصل»؟
بارك الله فيك.
ـ[مرهف]ــــــــ[04 Nov 2007, 08:20 م]ـ
جهد مبارك وبحث ممتع جعله الله مقبولاً ونفع به آمين.
ولكن لكي تعليق أرجو أن أكون صائباً فيه، وإني - وإن كنت أوافق من حيث المبدأ على فكرة الكسل عند القوم - لكن أر أن هؤلاء يجتهدون في اختلاق الافتراءات والتأويلات الفاسدة على طريقة (الحشاشة) - مع المعذرة في استخدام هذه الكلمة ولكني وجدتها أنسب مفهوم لهؤلاء - وعلى سبيل المثال في إحدى القنوات التنصيرية التي خصصت وقتاً كبير من برامجها للكلام على الإسلام ظهرت حلقات متتابعة وما تزال عن تأملات في القرآن، المتابع لهذه الحلقات أو لحلقة واحدة منها يجد أنها تركز على مبدأ التثليث أو الإشراك، وكأنهم يقولون: إن كنتم تعيبون علينا التثليث والإشراك فأنتم أيضاً تشركون والدليل من القرآن هذا باختصار، ومثال ذلك: كان التركيز في إحدى الحلقات على أن الله لا يستطيع - حاشا الله ولكن هكذا قالوا - لا يستطيع أن يقبل أي عمل إلا إذا وافق محمد صلى الله عليه وسلم عليه أو كان صاحبه يتعبد فيه محمداً صلى الله عليه وسلم، واستدلوا لذلك بآيات منها: (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعون يحببكم الله .. ) الآية، والمنهج المتبع في هذه الحلقات وأمثالها في القناة التنصيرية هذه هو نفس الأسلوب المتبع في كلامك أخي الحبيب (المحب)، بل وزادت هذه القناة تمثيلية مضحكة بأن يجعلوا في الحلقة رجلاً بزي عربي خليجي (كما تعرضه أفلام هوليود بكوفية وعباءة ولحية فيها شيب غير مشذبة) على أساس أن هذا مسلم يوافقهم في الكلام، والعجيب أن هذا الممثل لا يقدر على الكلام بالعربية إلا بلكنة واضحة تذكرني بلكنة الناطق باسم وزارة خارجية بريطانيا، ولا يستطيع أن يقرأ آية من القرآن كما أخطأ في قراءة إنا أعطيناك الكوثر مع قصرها.
وهذا يجعلنا نستشف بوجود اتجاه مجند إعلامياً عند هؤلاء القوم وجهد جديد لإعادة عهدهم في بداية القرن العشرين في إعاقة الصحوة الإسلامية والتشويش والتشكيك لأن المتابع لمقالاتهم وافتراءاتهم يجدها تمشي كلها بنسق واحد وبإسلوب واحد وبإيراد للأدلة والحجج على طريقة واحدة، فهم كما قلت أكسل من أن يقرأوا في كتب التفسير والعلوم الإسلامية، نعم ولكنهم مجتهدون في الافتراء وبتر النصوص والتدجيل والتمثيل.
¥