تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

الثالث عشر من ذلك الإنجيل يطلق على المرأة العجوز التى بسط لها، بمعجزة من معجزاته، ظهرها المقوَّس: "ابنة إبراهيم". ولن أتكلم عن النصوص الإنجيلية التى تجعل يوسف النجار أبا للمسيح بقول صريح لا مواربة فيه، مع ما فى ذلك من إساءة بالغة إليه وإلى أمه الطهور! والمترجم نفسه يشير فى الهامش إلى موضعين من إنجيل يوحنا يجد القارئ فيهما هذه التسمية المسيئة! فإذا كان هذا هو حال الأناجيل القانونية، فما بالنا بالأناجيل التى لا تعترف بها الكنيسة، تلك الأناجيل التى يعتمد عليها من يثيرون الزوابع فى وجه القرآن بخصوص عبارة "يا أخت هارون"؟ من هنا نعود فنقول إنه كان ينبغى ألا يلمز المترجم النص القرآنى تلك اللمزة الخفية مكتفيا بوضع المسألة فى حيادية علمية لأنه لا يملك شيئا يقينيا يركن إليه فى إثارة مثل تلك الشكوك فى كتاب الله.

كذلك ذكر المترجم فى كل من هامش الآية رقم 39 وهامش الآية رقم 75 وهامش الآية رقم 84 من سورتنا هذه أن ما تحبّذه مِنْ تَرْك المشرك للحساب الإلهى يوم القيامة وعدم التعرض له فى الدنيا بشىء قد نسخته آية السيف، فما حكاية آية السيف هذه؟ المقصود بآية السيف هو قوله تعالى فى سورة "التوبة": "فَإِذَا انْسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (5) "، الذى يظن البعض أنه يستوجب اطّراح المسلمين سياسة التسامح، وانتهاج سبيل العنف والقتال والإكراه بديلا عنها حتى لو لم يعتدِ عليهم معتدٍ. وهو فهم خاطئ، إذ القتال فى الإسلام مشروط بوقوع العدوان علينا كما هو معروف. وحتى حين يكون هناك قتال ثم يجنح العدو إلى السلام فعلى المسلمين أن يجنحوا هم أيضا نحوه، إلا إذا شعروا أن هناك نية غدر مبيته. وفى هذه الحالة عليهم أن يعلنوا موقفهم واضحا وأن يبينوا أنهم لا يقبلون مثل ذلك السلام الخادع الغادر. ولا أدرى ماذا فى آية سورة"التوبة" بالذات حتى يقال إنها ترسم سياسة جديدة للمسلمين فى تعاملهم مع الأمم الأخرى. إن الأمر بالقتل والقتال غير مقصور على تلك الآية، بل إنها ليست أول آية حملت ذلك الأمر، فلدينا مثلا: "وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (190) وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ وَلا تُقَاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِنْ قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ (191) فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (192) وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَلا عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِينَ (193) الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ (194: البقرة) "، "فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللَّهُ أَرْكَسَهُمْ بِمَا كَسَبُوا أَتُرِيدُونَ أَنْ تَهْدُوا مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلا (88) وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً فَلا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ أَوْلِيَاءَ حَتَّى يُهَاجِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَلا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ وَلِيًّا وَلا نَصِيرًا (89) إِلاَّ الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ أَوْ جَاءُوكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ أَنْ يُقَاتِلُوكُمْ أَوْ يُقَاتِلُوا قَوْمَهُمْ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَسَلَّطَهُمْ عَلَيْكُمْ فَلَقَاتَلُوكُمْ فَإِنِ اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقَاتِلُوكُمْ وَأَلْقَوْا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ فَمَا جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلا

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير