تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

هذا طرف من بداية الطعن في القرآن الكريم، وهو قد جاء وصفه والرد عليه في القرآن الكريم نفسه، ومنه ما جاء في السنة النبوية المطهرة من حديث المغيرة بن شعبة قال: ((لما قدمت نجران سألوني، فقالوا: إنكم تقرؤون: {يَا أُخْتَ هَارُونَ}، وموسى قبل عيسى بكذا وكذا، فلما قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم سألته عن ذلك، فقال: (إنهم كانوا يسمون بأنبيائهم والصالحين قبلهم)) (مسلم: 213)، ويا لله العجب، من يسمع قول هؤلاء، ويرى ترجمات بعض المستشرقين للقرآن الكريم وإثارتهم للشبهة عينها، لا يسعه إلا أن يسبح الملك العلام إذ قال: {وَقَالَ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ لَوْلاَ يُكَلِّمُنَا اللّهُ أَوْ تَأْتِينَا آيَةٌ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم مِّثْلَ قَوْلِهِمْ تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ قَدْ بَيَّنَّا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (118) إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلاَ تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ (119)} (البقرة).

مراحل الهجوم إجمالاً:

فتاريخ الطعون تاريخ طويل وحافل، نجمله اختصاراً في الخط الزمني التالي، ونقف في آخره على آخر المحطات التي جمعت هذه الطعون ولخصتها وصاغتها بعبارة جديدة، نشرتها في آخر ما تفتق عنه الذهن البشر من تقنيات ووسائل اتصال:

- الكفار من أهل الكتاب، والمشركون، والمنافقون عند نزول القرآن الكريم.

وفي دار السلم عاش بين ظهراني المسلمين النصارى السريان، لم يجبروا على ترك دينهم بل وكفلت لهم جميع الحقوق التي أقرها لهم دين السماحة، وتركوا ليكتشفوا محاسن الإسلام بأنفسهم، إلا أن هذا لم يرق لعدد من رجال دينهم فانبروا لتولي كبر صد قومهم عن الإسلام، وكانت لهم جهود في هذا الباب، من أبرزها: حوار طيموتاوس مع المهدي أمير المؤمنين في القرن الثاني الهجري، ومقال «الرد على العرب» لديونسيوس يعقوب بن الصليبي في القرن الخامس الهجري، وكتاب «منارة الأقداس» لأبي الفرج بن العبري في القرن السادس الهجري، وجميعها تشمل ترجمات جدلية نقضية لمقتطفات من القرآن الكريم، تتشابه كثيراً مع أعمال أخرى من هذا النوع من أبرزها ترجمة الإيطالي لودوفيكو مراتشي الصادرة في روما الباباوية عام 1698م.

- المستشرقون:

ومراحل تطور العمل الاستشراقي منذ ترجمة معاني القرآن الكريم الأولى إلى اللغة اللاتينية عام 1143م. واتسمت هذه المرحلة بالنقد المقذع الذي لا يقبله عقل بشري سليم، واستعرت ناره إبان حملات الفرنجة على المشرق العربي، وزاد تأججه عندما دكت مدافع العثمانيين الحصون على باب أوربا الشرقي، مما شكل هاجساً مؤرقاً، وكابوساً مزعجاً للعقل الجمعي الأوربي، لا يزال يتردد رجع صداه حتى اليوم ظاهراً وباطناً، كما تؤكد المستشرقة الألمانية آن ماري شيمل. وبلغ هذا النوع من العمل الاستشراقي ذروته عندما أقدم كل من قوتهلف بيرقشتريسر ( Gotthelf Bergstraesser) تلميذ المسشترق نولدكة، وأوتو برتسل ( Otto Pretzl) الذين جمعا ما يعرف بأرشيف ميونخ ( Munich Archives)، وهو عبارة عن مجموعة من المخطوطات القرآنية القديمة (أقدمها يعود لعام 700م)، أرادا دراستها عملاً على إصدار ما سموه بـ «نسخة نقدية محققة» من القرآن الكريم، ورأى المستشرقون في هذا العمل فتحاً مبيناً في سبيل إخراج نسخة «صائبة تاريخياً» -بحسب زعمهم- من القرآن الكريم، ونشر جزء منه عام 1938 م، ولكنهما أفلا قبل أن يتماه، قضى أولهما نحبه عندما تسلق جبال الألب وسقط منها، والثاني سقطت به طائرته، وأما مجموعتهما من المخطوطات فقد دكت طائرات الإنكليز إبان الحرب العالمية الثانية عام 1944م مبنى أكاديمية العلوم البافارية التي كان يعمل هؤلاء تحت مظلتها، منذ ذلك الحين ساد اعتقاد أن هذه المخطوطات عدمت تحت الأنقاض. وقضت الحرب العالمية وألمانيا النازية على أي أمل في إحياء هذا المشروع.

* خبر خطير:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير