نشرت جريدة وول ستريت جورنال ( Wall Street Journal) ذات الصيت، في عددها الصادر يوم 12 يناير 2008م (أي قبل يومين) (1)، تقريراً صحفياً مطولاً، يتحدث عن العثور على أرشيف ميونخ، ويذكر أن المستشرق أنتون شبيتالر ( Anton Spitaler) أخفى هذه المخطوطات في بيته طيلة نصف قرن، وتكتم على الموضوع ولم يشأ في إخراجه، إلا أنه بعد موته عام 2003م، أخرجه بعض طلابه ومنهم أنجيلكا نويورت ( Angelika Neuwirth)، وهي تشرف على إحياء هذا المشروع، وقد شكلت فريق عمل، يحظى بدعم من الحكومة الألمانية طيلة (18) عاماً، يهدف إلى إصدار «نسخة نقدية منقحة» من القرآن الكريم يكون أقرب نسخة لما كان في عهد محمد صلى الله عليه وسلم -بحسب زعمهم-، وتقول نويورت أن نولدكة: «هو حجر الأساس في كنيستنا»، في إشارة إلى اعتمادهم على أطروحاته حول تاريخ القرآن الكريم في كتابه الذي يحمل العنوان نفسه (تاريخ القرآن)، ويلمح التقرير إلى مشروع مشابه يقوم به فريق عمل تونسي يشرف عليهم شخص يدعى منصف بن عبدالجليل.
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/64793111a08b27.jpg
أرشيف المخطوطات القرآنية في 450 لفافة ميكروفلم
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/64793111a04ca8.jpg
مبنى أكاديمية العلوم البافارية مهدماً
• قد ندخل تجاوزاً في جملة هؤلاء الفرق الضالة، ونشاطهم في مجال ترجمة معاني القرآن الكريم، ومن أبرز هذه الفرق وأنشطها في هذا المجال: القاديانيون، والشيعة، وجهدهم حثيث لا يفتر، حيث أصدر القاديانيون حتى الآن (54) ترجمة كاملة لمعاني القرآن الكريم في سبيل نشر عقائدهم، كان آخرها ترجمات بثلاث لغات محلية من لغات دولة غامبيا الإفريقية، وأما الشيعة فيقومون بدراسة ترجمة معاني القرآن الكريم دراسة علمة بحثية مقننة ولهم في هذا اهتمام ملحوظ من أجل تطوير منتج الترجمة، ولهم مركز ملحوظ النشاط بمدينة قم موسوم بـ «مركز ترجمة القرآن المجيد»، يصدرون مجلة متخصصة بعنوان «ترجمان الوحي».
- المستعربون، والمدارس الاستشراقية الحديثة:
شهدت هذه المرحلة محاولة تقنين العمل الاستشراقي وصبغه بالصبغة العلمية، والاستفادة من مناهج البحث الأكاديمية التي وظفوها في أعمالهم، ورغم أن هذه المرحلة أهون بكثير من سابقتها إلا أنه تشوبها كثير من الشوائب، ومما يميز هذه المرحلة هو كثرة المؤسسات البحثية الاستشراقية، واتساع رقعتها، وغزارة أطروحاتها (2).
- وعلنا نفرد من هؤلاء أشدهم نقداً للقرآن الكريم وهم: جون وانزبرا ( John Wansbrough)، ومايكل كوك ( Michael Cook)، وباتريشيا كرون ( Patricia Crone)، وفرد دونر ( Fred Donner)، وأندرو ربن ( Andrew Rippin)، وقنثر لوينج ( Günter Lüling)، ومن ضئضئ هؤلاء خرج آخر رافعي ألوية الهجوم على القرآن، وأكثرهم جسارة وجرأة (وسنأتي على ذكرهم عما قريب).
- المستغربون ومحاولات الهدم من الداخل:
هم من بني جلدتنا وربما تحدثوا لغتنا، وقد يعيشون بين ظهرانينا، إلا أغلبهم وأعظمهم خطراً يعيش في كنف أعداء الدين، ولا تزال سهامهم تصلنا إلى يومنا هذا، ومن أبرزهم: محمد أركون، ونصر حامد أبو زيد، وإرشاد مانجي، وإيان هرسي علي.
- وبجهد مشترك بين المستعربين والمستغربين صدرت عن دار بريل ( Brill) الهولندية، بإشراف المستشرقة الكندية جين مك أولف ( Jane D. McAuliffe) صدرت موسوعة القرآن الكريم ( Encyclopedia of the Qur'an) الاستشراقية في ستة مجلدات، وهي أكبر جهد تم حتى الآن في هذا الباب، ويحل في طباته الكثير من الشبه والطعون، ومما يدلل على عدم موضوعية هذه الموسوعة أن القائمين عليها لم يدعوا أحداً من العلماء المسلمين للمشاركة فيها إلا من هو معروف بانجرافه الشديد وراء الطرواحات الاستشراقية وتبنيها. ويذكر الدكتور مصطفى الأعظمي أنه وصلته رسالة منهم يطلبون إليه فيها الحديث عن موضوع «الدماء» في القرآن (أي دم الحيض، وغيره)، فقال لهم أنتم تكتبون في الموضوعات المهمة، وتتردكون هذا لي، وما كان منه إلا أن اعتذر عن المشاركة.
الحرب على الإرهاب وتمخضاتها:
¥