وأشار في هذا الصدد إلى الاستخدام المختلف لآية السيف بين المتشددين والمعتدلين فالمتشددون يرون أنها نسخت كل آيات العفو والصفح بينما يرى غيرهم أنها لم تنسخ. وعموماً فقد كان المشركون واليهود وغيرهم يتذمرون من النسخ، وأشار إلى وجود بحوث معاصرة سلكت منهج التقليل من النسخ أو إنكاره وهي بنظره بحوث قيمة.
وأشار إلى بحوث للشيخ سعيد حوى في هذا الصدد.
وباحث باكستاني كنيته: إصلاحي له تفسير تدبري للقرآن الكريم استنتج فيه أن السور تشكل أزواجاً موضوعاتية، ويمكن اكتشاف نظرية إجمالية للنظم القرآني تقوم على التناظر.
... [/ align
] أما الدراسات الاستشراقية فقد سارت في الغالب وفق منهجية ثيودور نولدكه المتوفى سنة 1930 م وذلك في تطبيق النقد التاريخي للقرآن الكريم وإعادة تشكيل السور نشوءاً ونزولاً، ثم تابعه بلاشير وعدد آخر من المستشرقين، ثم ظهرت بعض الأعمال التي تتناول البنى البيانية لبعض السور مثل السور المكية، أو المدنية، بعض هذه الدراسات أرادت أن تحدد بنى السور من خلال إيقاع الآيات، والبعض الآخر حاول أن يفهم من خلال القوافي وشكلها وموضوعاتها، وقد نشرت الباحثة النشطة إنجيليكا نويرث دراسة تتعلق بالسور المدنية الطويلة رأت فيها أن فهم بنية السورة ليس بالأمر السهل.
ويشير كويرس إلى أن دراسات الغربيين في الغالب للقرآن الكريم لم تتطور إلا على غرار دراساتهم للكتاب المقدس، وعلى سبيل المثال مسألة التقطع والتبعثر كانت إحدى الإشكاليات التي واجهت الغربيين أثناء دراساتهم للكتب المقدسة، وقد تم نقل هذه الإشكالية إلى الدراسات القرآنية، كما أن المحاولات لتجاوز هذه الإشكالية عبر القراءات التزامنية كذلك تم نقله إلى الدراسات القرآنية، وعلى سبيل المثال فإن نظرية " المفاصل المتوازية " أصبحت نظرية كلاسيكية في الدراسات حول الكتاب المقدس.
وهناك بحوث أخرى تلاحظ أن هناك مركزاً محورياً تنطلق الآيات منه وتعود إليه: 1 - 2 - 3 أو 3 - 2 - 1 وفي القرآن الكريم طبعاً دائماً نجد أن المركز المحوري هو: التوحيد والإيمان.
وقد أشار هنا كويرس إلى أنه نشر كتاباً بعنوان: " قراءة في سورة المائدة " بالفرنسية وقد طبق علي القرآن ما كان قد طُبق على الكتاب المقدس فاكتشف أن النظريات الجديدة تكشف عن انسجام النص القرآني.
ثم عرض لنا كويرس نموذجاً تطبيقياً لسانياً على سورتي القارعة والفاتحة.
وذلك بكتابة الآيات أولاً كما هي في المصحف، ثم إعادة كتابتها متراتبة بشكل عمودي مثل القصيدة الحديثة، وهنا خاف كويرس من ردود الأفعال فقال: إن هذه عملية مؤقتة فقط وليس المقصود منها امتهان النص القرآني أبداً، وإنما محاولة لتدبر النص وفهمه.
ثم قام بتقسيم الآيات إلى مفاصل ومقاطع أو وحدات دلالية.
ليبحث عن المفاصل المتوازية أو المتعاكسة: 1 - 2 - 3 أو 3 - 2 – 1
وقد رأى أن هناك شحنات سلبية تحتوي عليها الآيات، كما أن هناك شحنات إيجابية.
ثم قدم تطبيقاً مماثلاً لسورة الفاتحة.
...
[ align=center] تعقيبات ومناقشات-
سؤال: إلى أي مدى تتبلور هذه الدراسات اللسانية في جهود أمين الخولي – عائشة عبد الرحمن – خلف الله – نصر حامد أبو زيد. ثم أضاف السائل ولعل هذا هو المقصد، والسؤال لم يكن مقصوداً بقدر ما هو مقصود التمهيد له: إن نصر حامد أبو زيد يتقدم خطوة جديدة باتجاه فهم النص فهو يتجاوز التحليل الأدبي، ويتجاوز التعامل مع القرآن الكريم بوصفه نصاً إلى التعامل معه بوصفه خطاباً، التعامل مع القرآن الكريم بوصفه نصاً أدى إلى معارك فكرية ففي بدايات الإسلام كان يُنظر إلى القرآن بوصفه خطاباً ثم مع الوقت وترتيب القرآن أدى ذلك إلى اختلاف التعامل مع القرآن الكريم، وبرأي أبي زيد يجب العودة إلى خطابة القرآن لأن ذلك يفتح المجال لـ:
- تعدد الأصوات.
- الحوار السجالي.
- الحوار التفاوضي.
وهو بداية منهج جديد يتجاوز تماماً التحليل الأدبي والبلاغي. ففي النسخ مثلاً: يصبح الموضوع مفتوح على اختيارات المؤمن بحسب السياق الظرفي والتاريخي؟!!. [إشارات التعجب مني].
تعقيب
¥