ـ[مصطفى علي]ــــــــ[03 Mar 2008, 09:29 م]ـ
وما أردت التنبيه إليه في مداخلتي هو ضرورة رؤية الأمر في إطاره العام، عوض الاكتفاء بدراسة نقطة محددة، منعزلة عن السياق الواقعي لها، ومنعزلة أيضا عن الحلول الأخرى التي قد يكون تكون أفضل في نفس السياق الواقعي. وهذا من الأمور الضرورية للفقيه، ولطالب العلم، وللمسلم العادي.
الأخ الفاضل الأستاذ / محمد بن جماعة
نُجِلُّ دائمًا عقلك القوي ونظرتك المتأنية والناظرة إلى الأفق البعيد
وفقك الله
ونحن من وراءك دُلَّ على الطريق، وارسم المنهج نكون لك عونًا.
وأرجو أنت تفتح موضوعًا جديدًا لذلك
ليكتب الأخوة وننتناقش بهدوء ولا يحزن أي أخ لأن لو تصورنا إن الأخ انفعل فهو لغيرته على ما يتصور أنه الحق.
ونحن إلى الموضوع الجديد بالأشواق
وأنصح أن يكون فيه لفتة لأهمية الموضوع
ثم السبيل العملي والخطوات
عدم التنصل من المسئولية للبعيد بل البعيد يستطيع أن يكون عن طريقة الشبكة قريب.
وأحسن الله لك وتحية إجلال لرؤيتكم وعقلكم
والسلام عليكم
تلميذكم / مصطفى علي
ـ[محمد كالو]ــــــــ[04 Mar 2008, 07:01 م]ـ
قال العلماء: لا يجوز تمثيل النبي صلى الله عليه وسلم ولا الأنبياء ولا الخلفاء الأربعة الراشدين ولا أمهات المؤمنين رضي الله عنهم، ويستعاض عن ذلك بأن تحكي بعض الشخصيات الأخرى أقوالهم.
وذلك لأمور:
1 - أن التمثيل أو الرسم أو التصوير لا يكون أبدًا مطابقًا تمام المطابقة للأصل فهو كذب بالفعل، إن لم يكن معه كذب بالقول، والكذب عليهم حرام بالنص، ففي حديث البخاري ومسلم: (من كذب عليَّ متعمدًا فليَتَبوأ مقعده من النار) وهذا إن كان في حق النبي صلى الله عليه وسلم فكلُّ الأنبياء والرسل في ذلك سواء.
2 - أن في عدم الدِّقة في تمثيلهم أو تصويرهم -وهي غير ممكنة - إيذاءً لهم، وبخاصة إذا كانت الصورة أقلَّ من الأصل، وإيذاؤهم حرام؛ بل أشدُّ حُرْمَةً من إيذاء شخص عادي، قال تعالى فيهم: (إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللهُ فِي الدُّنْيَا وَالآَخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُّهِينًا) [الأحزاب: 57]، وإيذاء أيّ رسول كإيذاء الرسول محمد عليه الصلاة والسلام.
3 - أنهم قُدْوَة للغَيْر، فالكذب عليهم بالتمثيل ونحوه تضليل لمن يقتدون بهم، قال تعالى لنبيه محمد -عليه الصلاة والسلام- بعد ذكر عدد من الأنبياء يَبْلُغون ثمانية عشر نبيًّا: (أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ) [الأنعام: 90]، وقال في حق النبي صلى الله عليه وسلم: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ) [الأحزاب: 21].
4 - أن التمثيل أو التصوير إذا لم يكن جيدًا ربما يهُز الصورة التي عند المشاهدين عن هذه القِمَم الشوامخ من احترامهم وتقْديسهم، وذلك مَدْعَاة للانصراف عنهم، وعدم حبهم أو الاقتداء بهم، والناس مأمورون بحبهم وباتباعهم.
لهذه الأمور ولغيرها كان تمثيل الأنبياء والرسل أو تصويرُهم أو التعْبِير عنهم بأية وسيلة من الوسائل حرامًا.
كما أن عِصْمَةَ الله لأنبيائه ورُسُله من أن يتمثل بهم شيطان مانعة من أن يمثل شخصياتهم إنسان.
قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من رآني في المنام فقد رآني فإن الشيطان لا يتمثل بي) رواه البخاري ومسلم.
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (تسموا باسمي ولا تكتنوا بكنيتي، ومن رآني في المنام فقد رآني فإن الشيطان لا يتمثل في صورتي). رواه البخاري.
وهذا واضح الدلالة فى أن الشيطان لا يظهر فى صورة النبي صلى الله عليه وسلم عياناً أو مناماً صوناً من الله تعالى لرسله وعصمة لسيرتهم، بعد أن عصم ذواتهم ونفوسهم.
وإذا كان هذا الحديث الشريف يقودنا إلى أن الله قد عصم خاتم الرسل عليه والصلاة والسلام من أن يتقمص صورته شيطان، فإن فقه هذا المعنى أنه يحرم على أى إنسان أن يتقمص شخصيته ويقوم بدوره.
ـ[الشبلي]ــــــــ[05 Mar 2008, 11:00 ص]ـ
السلام عليكم أخي الدكتور أحمد وأسأل الله ان يفتح عليك وأن يسدد خطاك إلى كل ماهو خير
كما لايسعني إلا أن أشكر الأخ محمد بن جماعة والدكتور محمد كالو على مابينوا من آراء حول الموضوع، ولعل الدكتور محمد قد تحدث ماكان بنفسي أن أقوله لا سيما فيما ذكره في البداية من الأدلة، على أنني أرى أن الدليل الأخير أقل ضعفا في الاستشهاد به من الأدلة السابقة له، بل ربما لا يصلح للاستشهاد به في هذا الموضع، ومع أنني لم أقع على دليل يحرم ذلك صراحة، إلا أنني أجد في قوله صلى الله عليه وسلم " من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار " مايكفي للتحريم لأن التمثيل منذ انطلاقته الأولى وهي اختيار الممثل هي مبنية على مايدخل في عموم الكذب، ولا شك أن ماسيتبعه من أحداث لايمكن أن تخلو منه وبالتالي سيجري على فاعله حكم الحديث وهو التحريم المشار إليه بالمآل في نار جهنم. والله أعلم. وأسأل الله أن يلهمنا الصواب وأن يرزقنا الإخلاص لوجهه الكريم
¥