أقول إذا أحببت أن أنقل ما أؤمن به، كيف أفعل.
أنا وجهت بلفظ: بين يدي الموضوع.
وفي ألفاظي لم أوجه أي كلمة غير أن هذا الموضوع أنني اختلف فيه مع من يحل، ولم أقل أنني الحكم فقلت يسأل لك أحد الإخوة المشرفين علماء كبار كالشيخ الفوزان أو ابن جبرين. وأحلت أن الشيخ القرضاوي يحرم ذلك أونقل تحريم ذلك عن علماء وأنا طبعًا لا أعني تقليدهم بل توجيه السؤال لهم.
ولأبين من قبيل ((أتحب أن تراها عارية)). وضعت بين يدي المتأمل أشياء هي:
هل الممثل هذا سيتكلم بشيء آخر غير الحديث الصحيح؟
فإن كانت الإجابة نعم، فستكون إجابة السؤال الأصلي بالتحريم واجبة لأنه سيكون أنطق النبي صلى الله عليه وسلم ما لم يقله، وهذا سيكون كذبًا وأن كذبًا عليه ليس ككذب على أحد.
وإن كانت لا، سنجعل ذلك الممثل صامتًا إلا في لفظ الحديث الصحيح فقط، فلا أرى إلا أن الذي أراد تمثيل النبي صلى الله عليه وسلم وجعله صامتًا ن جعل الأمر فيه سخرية، فطارق يطرق على الباب لا يستطيع الممثل أن يقول نعم، لأنه ليس عنده أمر مرفوع عن النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك.
ثم تطرقت إلى شيء آخر أن من أجاز ذلك سيجيز من باب الأدنى تمثيل نساء النبي صلى الله عليه وسلم، وطبعًا ليست بالضرورة أن تكون هي زوجة الممثل، فهل إذا لم تكن زوجة الممثل سينظر إليها، أرى ان هذا فجورًا أم في التمثيل سيغض البصر عنها، وسكون المر مضحكًا عند العوام.
فإذا كانت زوجة الممثل وستقوم بدور السيدة خديجة أو السيدة عائشة ستمشي في بيتها أمام من سيمثل دور النبي صلى الله عليه وسلم بنقابها فيكون عند العامي ما لها زوجة النبي صلى الله عليه وسلم لا تخلع النقاب أمامه وسيكون الأمر فيه سخرية كبيرة، أم سيجعل هذا الوجه عاريًا فينظر الفاسق وكأنه رأي أم المؤمنين خديجة أو عائشة.
يا شيخ هو ألم فقط لا تجعل الأمر شخصيًا.
وفيما ذكر الأستاذ محمد بن جماعة: ولعل أفضل من مثل هذا الفيلم السينمائي: إنتاج سلسلة من الأفلام الوثائقية الجيدة منهجيًا وتقنيًا. وقال: ولكن لا أعتقد ضرورة تجسيد دور الرسول صلى الله عليه وسلم.
فحول هذا ندندن.
وفي ختامي أرجو تحديد الكلمات التي في مشاركاي كانت خطًا فأغضبتكم لأعتذر عنها.
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[03 Mar 2008, 06:59 م]ـ
اللهم أصلح نياتنا وأعمالنا وتجاوز عن أخطاءنا وتقصيرنا يا رب العالمين.
آمين.
أذهب الله عنك الهم وسلم قلبك
وأحب أن أطمئنك عن حال بعض من يسلم
فعندنا الأخت رقية رحمها الله تعالى تزوجت بعد إسلامها من أخ ....
أخت أخرى كانت قبل إسلامها ...
أخ آخر بسم الله ما شاء الله تعالى ...
أخ آخر يعمل في الإمارات ...
أتدري ما الفرق بين الأمثلة التي حدثتكم عنها، والتي تريد أن تطمئنني بها؟
أنت تطلب مني أن أرضى وأنتشي ببعض حالات الدخول في الإسلام من خلال وصف موقف واحد من مواقفهم في حياتهم اليومية. ولنفترض أن هذا تعبير صادق عن سعادتهم بالدخول في الإسلام (وأرجو أن يكون الأمر كذلك).
أما أنا فقد طلبت أن نشعر بالمسئولية وأن نخاف من حساب يوم القيامة على احتمال تقصيرنا تجاه هؤلاء الذين يدخلون في الإسلام ثم يتعرضون لأزمة وجودية حادة تصبغ فترة طويلة من حياتهم نتيجة الخلافات التي يرونها في مجتمع المسلمين.
أنت تريدني أن أفرح بمن دخل في الإسلام، وأنا أريد أن تحزن على من لم يدخل الإسلام، أو خرج منه بعد دخوله إليه.
يا أخي،
من دخل الإسلام يفرحني كثيرا، غير أنني لا أريد لهذه السعادة أن تعمي بصري عن تقصيري وتعطيني شعورا مغلوطا بالرضى عن الذات، خصوصا عندما لا يكون لي دور في هداية الناس إلى الإسلام.
دخول إنسان إلى الإسلام قد يكون سهلا، غير أنه ليس نهاية المطاف مع المهتدي الجديد، بل هو إيذان ببداية طريق طويل وشاق، لأنني مسئول عن دله على منهجية واضحة وسليمة تغطي جوانب مختلفة من حاجياته:
1 - تعلم الدين تدريجيا،
2 - إيجاد حلول عملية لمشاكله الاجتماعية الشخصية، الناتجة عن تحوله إلى الإسلام (مشاكل في العائلة، في العمل، في دائرة الأصدقاء، ...
3 - مساعدته في تكوين صداقات جديدة في مجتمع المسلمين
4 - فهم الخلافات الاجتماعية والثقافية والفقهية والعقائدية في مجتمع المسلمين (وهو مجتمع متعدد الثقافات، متعدد المذاهب، متعدد الأعراق ... )
5 - مساعدته في إقامة الحياة الإسلامية
6 - ...
بعبارة أخرى: من المنطقي أن أفرح آنيا بدخول هؤلاء إلى الإسلام، غير أنني لا أدع لهذا الفرح أن يطول وأن يقلل في نفسي من حجم الشعور بالمسئولية تجاه إبقاء هؤلاء في دائرة الإسلام في ما بعد، وأن يصبح عذرا لتبرير التقصير.
كان عمر بن الخطاب يقول: (لو أن بغلة بالعراق عثرت لظننت أن الله يسألني لم لم تمهد لها الطريق).
والله عز وجل نبهنا إلى أنه خلق الموت والحياة ليبلونا أينا أحسن عملا. فلم يقل (أينا يعمل) بل قال: (أيكم أحسن عملا)، أي أن الله عز وجل لا يريد منا الاكتفاء بأداء الواجب أيا كان الأسلوب، وإنما يريد منا أداءه على أكمل وجه.
بعبارة أخرى: عندما أقدر على (أداء حسن) و (أداء أحسن) فيجب علي أن أختار (الأداء الأحسن).
وأعود لموضوع د. أحمد:
قلتُ إن الفيلم السينمائي قد يكون مفيدا غير أن تجسيد شخص النبي (ص) قد لا يكون ضروريا. وقد ذكر الأخ مصطفى بعض المحاذير في ذلك، وقد يكون محقا في ذلك.
وما أردت التنبيه إليه في مداخلتي هو ضرورة رؤية الأمر في إطاره العام، عوض الاكتفاء بدراسة نقطة محددة، منعزلة عن السياق الواقعي لها، ومنعزلة أيضا عن الحلول الأخرى التي قد يكون تكون أفضل في نفس السياق الواقعي. وهذا من الأمور الضرورية للفقيه، ولطالب العلم، وللمسلم العادي.
¥