تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

• ? يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم ... ? المائدة 6

• ? يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون ? الحج 77

• ? إن الذين آمنوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة لهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون ? 277

وأما المؤمنون فكما في قوله:

• ? إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا ? النساء 103

• ? قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون ?

وكان الأمر بتقوى الله من أوجب الواجبات إذ قد كلف به النبيون وكلف به الذين آمنوا والمؤمنون ومن دونهم رتبة.

وكان الأمر بالصوم مما خوطب به الذين آمنوا كما في قوله ? يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون ? البقرة 183 فهو أكبر وجوبا مما خوطب به المؤمنون.

وكان الأمر بغض البصر وحفظ الفرج أقل درجة مما تقدم إذ قد خوطب به المؤمنون.

وكان الأمر بالأكل مما في الأرض من المباح أقل درجات الامتثال لخطاب الناس به.

الأصل الثاني: مدلول سنة النبي ?

إن النبيين قد كلفوا بتكاليف هي سنتهم التي لا يسع غيرهم من أتباعهم الخروج عنها إلا من رغب منهم عن سنة نبيه، وسواء كانت التكاليف أمر امتثال أو أمر نهي.

وحسب التراث الإسلامي أن سنة النبي هي مأمورات لم تبلغ درجة الوجوب وإنما الاستحباب والندب، وفاتهم أن سنة النبي هي ما كلف به النبي ? في الكتاب المنزل عليه كقوله ? وما كان لنبي أن يغلّ ? عمران 161 ويعني أن من سنة النبي ترك الغلول فمن غلّ فقد رغب عن سنة نبيه، وهكذا غضب النبي ? أن طلق رجل من أصحابه امرأته وهي حائض ولم يقره بل غيّر إذ قد خالف سنة النبي كما في قوله ? يا أيها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن وأحصوا العدة ? بداية سورة الطلاق وأعلن النبي ? براءته من سلوك النفر الذين رغبوا عن سنته إذ أجمعوا على قيام اليل وترك النوم، وعلى الصوم وترك الفطر، وعلى التبتل وترك النكاح، ولا يخفى أن النبي ? قد كلف بجميع ما رغب عنه أولئك النفر إذ قد كلف بالقيام والنوم كما في قوله ? إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثي اليل ونصفه وثلثه ? المزمل 20 وقوله ? إن ناشئة اليل هي أشد وطئا وأقوم قيلا ? المزمل 6 وهو ما أحدثه النائم من القيام بعد نوم، ولا يخفى أن النكاح هو سنة النبي ? لقوله ? يا أيها النبي إنا أحللنا لك أزواجك ? الأحزاب 50، ولا يخفى أن الني ? قد صام وأفطر ونهى عن صوم الدهر.

ولعل من الفقه وأصوله أن النبي ? لم يخاطب في الكتاب المنزل عليه بالنهي عن شرب الخمر وتعاطي الميسر كما في قوله ? يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون ? المائدة 90.

ولم يخاطب بالنهي عن التولي يوم الزحف كما في قوله ? يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحفا فلا تولوهم الأدبار ? الأنفال 15.

ولم يخاطب بالنهي عن السخرية من الناس واللمز والتنابز بالألقاب والظن والتجسس والغيبة وإنما خوطب به الذين آمنوا كما في قوله ? يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم ? الآيتان من الحجرات 11 ـ 12

وإنما يعني خطاب الذين آمنوا أنه أقل رتبة في الحرمة مما نهي عنه النبي ? ومما يعني أن مرتكب ما اختص بالنهي عنه الذين آمنوا دون من فوقهم لا يخرج من الملة أي غير مرتد ولم يرغب عن سنة نبيه ولم يبرأ منه النبي ?.

وهكذا كان النهي عن أكل أموال الناس بالباطل من الكبائر كما في قوله ? إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما ? النساء 31 ولا يخفى أنه رد على قوله ? يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل ? النساء 29.

وهكذا أقر النبي ? أن من أمته من يسرق ومن يزني، إذ وقع النهي في الكتاب المنزل عن السرقة وعن الزنا على المؤمنين أو على الناس وهم أقل رتبة في هذا السياق.

وهكذا كان الكاذب ليس من أمته لأن النهي عن الكذب قد خوطب به النبي ? كما في قوله ? ولا تقف ما ليس لك به علم ? الإسراء 36 والكذب مما اقتفاه أي اتبعه الكاذب من القول وليس له به علم، وكما في قوله ? ولو تقول علينا بعض الأقاويل ? الحاقة 44 ولأن الله إنما وصف به الأمم المكذبة من قبل وقال في شأنه ? إنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون بآيات الله ? النحل 105

الأصل الثالث: دلالة النهي في الكتاب المنزل

وإن من تفصيل الكتاب وأصول الخطاب أن الله علام الغيوب لم ينه إلا عمّا علم أن سينتهك وهكذا أكل آدم وزوجه من الشجرة التي نهاهما ربهما عنها، وفتن الشيطان من بني آدم رغم قوله ? يا بني آدم لا يفتننكم الشيطان ? الأعراف 27 ووقع من الناس الشرك بالله وقتل النفس التي حرم الله قتلها فقتلوها بغير حق وقتلوا أولادهم خشية إملاق وأكلوا مال اليتيم ووقع بعضهم في الزنا وفي ما ظهر وبطن من الفواحش وأكلوا الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهلّ به لغير الله وسائر المحرم أكله وشربه رغم النهي عنه في الكتاب المنزل.

وهكذا غلا أهل الكتاب في دينهم غير الحق واتبعوا أهواء قوم قد ضلوا من قبل، وقال أهل الكتاب على الله غير الحق رغم نهيهم عنه في الكتاب المنزل.

أما ما نهي عنه النبي ? فإنما للدلالة على أن امتثال النهي هو سنته التي كلف بها ولا يسع الذين آمنوا فمن دونهم رتبة الرغبة عن سنة نبيهم وهكذا كان من سنة النبي ? قوله ? يا أيها النبي اتق الله ولا تطع الكافرين والمنافقين ? بداية الأحزاب ولم يطع النبي ? الكافرين ولا المنافقين ولكن من أطاع واحدا منهما فقد رغب عن سنة نبيه.

وسيأتي تفصيل جميع ذلك في تفصيل الكتاب في قسم الفقه وأصوله من تفصيل الكتاب إن شاء الله.

الحسن محمد ماديك

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير