ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[20 Jun 2008, 01:29 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
مهلا يا شيخ حاتم!
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه ومن أحبه واتبع هديه، وبعد:ـ
قسَّم الشيخ حاتم الشريف الرافضين للحوار بين الأديان إلى خائفين منه ورافضين له ـ الحوار أعني ـ إلا أن يقام للدعوة إلى دين الله مبيناً أن هناك أهدافاً أخرى للحوار غير الدعوة إلى الله، مستدلاً بصلح الحديبية.
واشتد الشيخ حاتم الشريف على المتوجسين خِيفة ـ على حد تعبيره ـ من الحوار مع الكافرين أو المبتدعين، وراح يصفهم بأنهم بلا إرادة قد سقطوا في (فكرة المؤامرة)، ليس عندهم سوى (النواح والعويل) ـ وهي من صفات النساء، غفر الله له ـ، وأنْ ليس عندهم إلا الدعوة لمنهجهم والعمل على إيجاد نسخ مماثلة لهم (من مسلوبي الإرادة، وأُسَراء التوجّس الْمُقَيَّدين بسوء الظن) .. يتكلم عن إخوانه!!
وحقيقة لا أدري عمن يتكلم الشيخ تحديداً، عيني تبصر جيداً ولا أرى من يتكلم عنهم هذا الشريف، فعلمي أن النواح والعويل من صفات النساء لا الرجال، ولم أسمع أحداً من الرافضين ـ أو المتوجسين الخائفين ـ للحوار بين الأديان يعوي أو ينوح.!!
وعلمي بأن المتوجسين خيفة من (الحوار بين الأديان) هم ممن كانوا ينظرون له، بل ويمارسونه، وليسوا ممن لا يحسنون الحوار وبالتالي يخافون أن يتحاوروا فلذا توجسوا وخافوا ومن ثَمَّ أدبروا، إن الخائفين المتوجسين قد جربوا أو درسوا تجارب مَن جربوا، وعادوا يشكون من لؤم القوم وخبثهم.
وهي تجربة استمرت لقرنٍ أو يزيد من الزمان، وعاد من سلك طريقها يقول الطريق مقطوعٌ مسدودٌ. فعلمَ تريد منا أن نسلك طريقاً مقطوعاً .. مسدوداً؟!
هذا منطقهم، وقد أصابوا.
وظلماً حصرَ الشيخ حاتم الشريف حجة الرافضين (للحوار بين الأديان) في القول بأن الحوار مع (الآخر) من الكافرين أو المبتدعين في الدين لا يكون إلا لهدف الدعوة إلى الله ثم حَمَلَ عليهم وراح يردهم عن رأيهم يريد أن يوردهم موائد (الحوار)، واستحضر صلحَ النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ مع قريش، يقول حوار لشيء آخر غير الدعوة .. يقول استثمر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ المشترك بينه وبين قريش (الكفار) يومها. . . يقول اتفق معهم ـ صلى الله عليه وسلم ـ على تعظيم الحرمات، ويغمز مخالفيه بأنهم من أتباع رأس الخوارج الذي نادى على النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالعدل. وقبح الله الخوارج. وغفر الله له غمزه إخوانه.
ثم .. راح الشيخ يعرض وجهة نظره والأهداف التي ينبغي علينا أن ننشدها من (الحوار بين الأديان)،
يقول نتحاور لـ (نَفْهَمَ المخالفين فهمًا عميقًا) ونتحاور (ليفهمنا الآخرون) كي يحترموا حضارتنا وقيمنا.!!
وكأن (الحوار بين الأديان) ـ بوضعه الحالي ـ مناظرة أو عرضاً للإسلام وعرضاً للكفر ـ أو البدعة ـ وكأنْ لا سبيل لمعرفة الآخر (من الكافرين أو المبتدعين) إلا من خلال الحوار، وكأن من يتحاور يأتينا بقلب صافٍ يعرض ما عنده ويسمع ما عندنا.
يا شيخ!
إنهم الأفاكون، الذين يعرفون الحق وهم له منكرون، إنهم الذين يلبسون الحق بالباطل ويكتمون الحق وهم يعلمون،إنهم الملأ، لم يأتوك ولن يأتوك ليعرفوا ما عندك، لم يجهلوا دينك ولذا جاءوا يتعلموا، ولا أنك حين تجلس إليهم تتكلم إليهم بدينك أو تناقش دينهم، إنهم جاءوا للمشترك .. لتعديل الثوابت ومِن ثم الالتقاء عليها، أو قل لتوسيع المشترك. فالحوارات لا تعقد لشرح الإسلام وبيان فساد غيره من (الأديان)، ومادة الحوارات هي ثوابت الإسلام (الجهاد) (المرأة) (أهل الذمة) (الخلافة) (الحاكمية) .. الخ.
إن معرفة الآخر يا شيخ لا تأتي من موائد الحوار، وإنما دونك حديثهم لأقوامهم ولمن (يبشرونهم) بدينهم عن دينك وجَدِّكَ ـ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ـ، يقولون ما كان نبياً، ويقولون زنا، ويقولون حملت به آمنة من الزنا، وليس قول السفهاء بل قول المقدمين فيهم. . أهل (العلم) و (الورع)!
فجدك جدُّك .. ويدنك دينك.
ويقول الشيخ نتحاور (للوصول إلى صلح يحفظ الدين والأعراض والأموال)، إي والله هكذا يقول!!
¥