تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وقد أكثر النقّاش من القول بأن أحدا لم ير التقرير الذى كتبه بعض علماء الأزهر ضد الرواية عند نشرها على حلقات فى جريدة "الأهرام" سنة 1959م، وأن الأزهر لم يستجب لدعوة محفوظ إلى إبداء رأيه فى الرواية، ومن ثم فقد ظل كاتبنا على موقفه القديم المتمثل فى أنه لن يقوم بطبعها فى مصر دون موافقة تلك المؤسسة الدينية. إلا أن مجلة "أخبار الأدب" قد نشرت تقريرين عن الرواية صادرين عن مجمع البحوث الإسلامية، وذلك فى مقال بعنوان "عن "أولاد حارتنا" من جديد- عفوا فضيلة الشيخ: لتتحرَّ الدقة فقط، وها هما التقريران أمامك! " يجده القارئ فى العدد 656 بتاريخ الأحد 5 فبراير 2006م، الموافق 6 محرم 1427هـ، لمحمود الوردانى، وفيه نقرأ ما يلى: "في العدد الماضي من "أخبار الأدب" كتب الزميل محمد شعير تقريرا حول موقف نجيب محفوظ من روايته: "أولاد حارتنا"، وسأل الشيخ عبد الظاهر عبد الرازق مدير عام إدارة البحوث والنشر عما إذا كان هناك قرار رسمي من مجمع البحوث الإسلامية صدر في الستينيات يقضي بمنع تداول الرواية، وأجاب فضيلته بأن هناك بالفعل تقريرين يتضمنان قرارا بمنع تداول "أولاد حارتنا". إلى هنا وليست هناك أي مشكلة. المشكلة بدأت عندما طلب الزميل شعير أن يطّلع على التقرير، فرفض الشيخ عبد الظاهر قائلا بالحرف: لا. هناك قواعد تحرّم علينا أن نُطْلِع أحدا على هذه التقارير، وعلينا أن نحترم قواعد العمل. سأكتفي في السطور التالية بنشر نص التقريرين اللذين قال فضيلة الشيخ إنه يحترم قواعد العمل، ولن أكشف عن مصدري الآن، لكنني أطلب من الشيخ عبد الظاهر أن يتحرى الدقة فقط، أو فليقل لي إذا كان هذان التقريران غير صحيحين! لن أناقش بطبيعة الحال ما تضمنه التقريران من عدوان على حرية التعبير من جهة لا يحق لها مناقشة عمل روائي، ولن أناقش أن مرور 20 عاما بين التقرير الأول والثاني لم يغير القرار الجائر. فقط أنشر التقريرين وأضعهما أمام القارئ قبل كل شيء.

التقرير الأول:

"1 - القصة تقع في خمسمائة واثنتين وخمسين صفحة من القطع الكبير. وهي من القصص الرمزية التي تتناول تاريخ البشرية ابتداء من آدم وما وقع له ولابنيه، وبعثة الرسل: موسى وعيسى ومحمد إلي وقتنا هذا، وما يظهر كل يوم من جديد في التقدم العلمي

2 - وقد رمز الكاتب إلي كل حادثة مشهورة وشخصية معروفة، وأضفي عليها من التصوير ما يحدد معالمها ويدل عليها، وإن لم تكن في الإطار التاريخي لها. فرمز للإله "بالجبلاوي"، والجنة "بحديقة القصر"، وآدم "بأدهم"، وإبليس "بإدريس"، وموسى "بجبل"، وعيسى "برفاعة"، ومحمد "بقاسم" ... إلى آخر الرموز التي استخدمهما في تصوير الأحداث.

3 - وقد أخطأ التوفيق الكاتب في تناوله للإله والرسل.

أ- فبالنسبة للإله: جسّد الإله ونعته بصفات مفزعة سواء على لسان إبليس أو قدري الابن العاصي من ولدَيْ آدم أو الفتوات، وفي بعض الأحيان على لسان الرسل، والبعض الآخر عند تصويره هو لبعض المواقف. وصفه علي لسان إبليس بأنه قاطع طريق في القديم، وعربيد أثيم في المستقبل، ووصف تقاليد أسرته بالسخف والجبن المهين، وأنه يغير ويبدل في كتابه كيف شاء له الغضب والفشل. ووصفه على لسان قدري ابن آدم بأنه لعنة من لعنات الدهر، وأنه البلطجي الأكبر. ووصفه على لسان أحد الفتوات بأنه ميت أو في حكم الميت. ووصفه على لسان ناظر الوقف بأنه قعيد حجرته، ولا يفتح بابه إلا عندما تُحْمَل إليه حوائجه. ووصفه على لسان أحد تلاميذ عيسى بأنه عاجز وأنه لو كان في قوّته الأولى لسارت الأمور كما يشاء. ووصفه على لسان عرفه رَمْز العلم بأنه نائم غير دارٍ بجريمته. ثم يختم قصة الرسالات بموت الجبلاوي. يراجَع في ذلك الصفحات التالية من الكتاب: 23، 25، 29، 51، 55، 56، 65، 66، 71، 86، 95، 230، 237، 274، 289، 410، 484، 492، 497، 499.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير