تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

المطالبة بنصيب المحرومين من الوقف، أى من خيرات الدنيا وثروة البلاد. لكن هذا ليس إلا أحد المطالب التى يحتاج إليها البشر وجاء بها النبى محمد عليه السلام، وإلا فهناك العلاقات الطيبة بين الناس والخلق الكريم وطلب العلم والتحلى بالذوق السليم ومراعاة قواعد اللياقة وغرس قيم الجمال والخير فى النفس والحرص على عدم تعريض الصحة لأى أذى وتربية الفرد والأمة على التطلع إلى الحرية والكرامة وتجهيز الأمة للدفاع عن نفسها ومكتسباتها والخيرات التى أفاضها الله عليها من أن يغتصبها مغتصب ... إلخ.

الحق أننى، رغم سعة صدرى وإعجابى بفن نجيب محفوظ، الذى أرى أنه يتفوق على كثير من الروائيين الموصوفين بالعالمية، وأن بعضا ممن أحرز جائزة نوبل لا يسامت قامته الفنية، لا أستطيع مع هذا أن أبتلع منه تلك الإهانات الموجهة للشخصيات التى ترمز لله وأنبيائه. نعم إنها رموز، لكننى أنظر فى الرواية فلا أستطيع أن أجد مسوغا واحدا يبرر هذا الذى صنعه محفوظ. ذلك أن النبى محمدا وصحابته مثلا لم يكونوا يتعاطَوْن قط شيئا من مغيِّبات العقل، فدين سيد المرسلين هو دين الصحو العقلى والأخلاقى الصارم، والمسكِرات فيه مجرَّمة تجريما لم تُجَرَّمْه فى أى دين أو مذهب آخر قديما أو حديثا. فما معنى الإصرار على تصويرهم بصورة الحشاشين؟ وحتى لو غضضنا النظر عن أن تلك الشخصيات إنما ترمز إلى النبى محمد وصحابته وقلنا إنهم مجرد مصلحين، فالواقع أنه لا يوجد رغم هذا ما يسوغ إدمانها للحشيش. ذلك أن الحشيش يتناقض مع الإصلاح والكفاح فى سبيل القيم والمبادئ الرفيعة. كذلك لم يكن يصح النيل من تلك الشخصيات النبيلة السامقة بكل هذا القدر من البذاءة المفحشة. لقد كان بإمكان محفوظ أن يورد رأى أعدائهم فيهم، لكنْ بغير هذا الأسلوب، وبخاصة أن أعداء النبى وأصحابه لم يلجأوا يوما إلى هذه اللغة الأوباشية. فهل يكون محفوظ ملكيا أكثر من الملك؟

لقد كان محفوظ، كما قرأنا، من الذين يتعاطَوْن الحشيش ويرتادون بيوت الدعارة ويدمنون التحلق حول موائد القمار يوما من الأيام، مثلما كان معروفا بنكاته وقفشاته العارية التى لاتوقر أحدا ولا شيئا، وكان عند كتابة "أولاد حارتنا" حديث عهد بذلك كله. وهذا هو السبب، فيما أرجِّح، لشيوع البذاءة وانتشار التحشيش وشرب البوظة فى الرواية. لكن كان يجب عليه أن ينسى حياته الشخصية ويراعى طبيعة الموضوع الذى يعالجه. بَيْدَ أنه لم يصنع شيئا من ذلك للأسف، وهى سقطة خطيرة. أما كلام الوردانى عن مجمع البحوث الإسلامية، وفيه مفكرون وكتّاب وأساتذة جامعيون ونقاد كبار كان ينبغى أن يجلس أمام كل منهم مجلس التلميذ ويقبّل يديه ظَهْرًا لبَطْنٍ، وبطنًا لظَهْر شكرًا لله أن أنعم عليه بتلك النعمة، ووَصْفُه ذلك المجمع بأنه "جهة لا يحق لها مناقشة عمل روائي" فلا أدرى من أين له كل تلك الثقة للنطق به. لكن نرجع ونقول إنه حقا زمن العجائب!

[email protected]

http://awad.phpnet.us/

http://www.maktoobblog.com/ibrahim_awad9

ـ[إبراهيم عوض]ــــــــ[07 Aug 2008, 03:21 م]ـ

هذه أول مرة فى حياتى أنجح فيها فى دخول هذا المنتدى. وقد فوجئت بأن فى بريدى الخاص عددا من الرسائل التى تفضل أصحابها بكتابتها منذ زمن. وأحب أن أقول إن كل كتاب أو دراسة طلبها هذا الشخص أو ذاك موجود فى هذا المنتدى: المستشرقون والقرآن، ومحمد أسد، والمرايا المشوهة. ولكم تحياتى وشكرى واعتذارى عن عدم الرد طوال تلك الفترة للسبب السالف ذكره

ـ[نعيمان]ــــــــ[27 Dec 2008, 11:49 ص]ـ

(هذه أول مرة فى حياتى أنجح فيها فى دخول هذا المنتدى.)

لكل شيء بداية أيها الأستاذ المتميّز؛ حفظك الله ونفع بعلمك

وفتح عليك ونوّر بصيرتك، وكل جديد له رهبة، فإذا ما ألفناه زالت الرهبة عنه، وتحولت إلى رغبة آسرة لا تنفك عن صاحبها إذ وجد فيها بغيته

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير