تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

إنه لمن المؤلم جداً أن نلاحظ الإصرار لدى الحلف العلماني / الغنوصي على جرنا إلى متاهة مظلمة مجهولة باسم التنوير والتحرير في الوقت الذي نرى فيه أمامنا طريقاً مُعبَّداً مُنوَّراً يحتاج منا فقط أن نحثّ الخُطا فيه.

وأخيراً: لا بد أن ألفت النظر إلى أن هذه الدراسة هي دعوة لمتابعة البحث في هذه الزاوية فهناك أبعاد أعمق يمكن اكتشافها، وآفاق أوسع يمكن ارتيادها، وليس هذا المقال إلا نواة لاكتناه الحقل الرمزي والغموضي بشكل عام، والبحث عن الصلات المجدولة بين التيارات الرمزية المختلفة كالأفلوطينية والقبالة اليهودية وأوجه التأثير والتأثر بينها وبين الفكر الإسلامي من جهة وبينها وبين الخطاب العلماني من جهة أخرى.

وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم

والحمد لله رب العالمين


([1]) للتواصل مع الباحث: [email protected] جامعة دمشق – كلية الشريعة.

([2]) الهرمسية لفظة أطلقت في الأصل على الكيمياء السحرية لاعتقاد اليونان أن هرمس هو مبدع هذا العلم الخاص بنخبة قليلة من نوابغ الفلاسفة، ومن هنا اتسع مدلول الكلمة فشمل كل علم أو فن لا يدرك سره إلا الموهوبون من البشر. وأم أدبيا: فقد تضمنت الكلمة معنى الإغلاق والإبهام والغموض وفرضت على القارئ التآلف القسري مع عالم خفي من الصور والأفكار، عالم سحري يحتفظ الأديب بسره. انظر: جبور عبد النور " المعجم الأدبي " ط 1/ 1979 دار العلم للملايين ص 286. وانظر: د. كميل الحاج " الموسوعة الميسرة في الفكر الفلسفي والاجتماعي " مكتبة لبنان ناشرون \ ط 1/ 2000 م ص 630.

ملاحظة: الهرمسية والغنوصية تتماهيان في مبادئ جوهرية هي: النخبوية أي أن علومهما خاصة بنخبة متميزة من البشر والغموضية: أي أنهما تعولان كثيراً على الحدس والرموز والأسرار.

[3] الأفلوطينية نسبة إلى أفلوطين 205 – 270 م وهو فيلسوف مثالي ولد في مصر وعاش في روما وقد ضاعفت تعاليمه من نزعة التصوف في فلسفة أفلاطون، وعنده عملية تطور العالم تبدأ من الإلهي الذي لا يمكن الإحاطة به والتعبير عنه وموضوع الحياة الإنسانية عند أفلوطين هو الصعود إلى الواحد ويمكن تحقيق هذا بنظره بتقييد الميول الجسدية وترقية الميول الروحية وقد كان لفلسفته دوراً كبيراً في تطوير الفكر الصوفي الجدلي. انظر: " الموسوعة الفلسفية " بإشراف روزنتال – يودين – ترجمة سمير كرم – دار الطليعة –بيروت ط2/ 1980 ص 42.

([4]) الغنوصية شيعة دينية فلسفية متعددة الصور، واللفظ اليوناني " غنوسيس " يعني معرفة، فمبدؤها أن العرفان الحق ليس العلم بوساطة المعاني المجردة والاستدلال كالفلسفة، وإنما هو العرفان الحدسي التجريبي الحاصل عن اتحاد العارف بالمعروف، وأما غايتها فهي الوصول إلى عرفان الله عز وجل على هذا النحو بكل ما في النفس من قوة حدس وعاطفة وخيال، وتعد مريديها بكشف الأسرار الإلهية وتحقيق النجاة. وأصول هذا المذهب أفلاطونية، لأن أصحابه أفلاطونيون في جملتهم انظر: يوسف كرم " تاريخ الفلسفة اليونانية " مطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر – القاهرة ط2/ 1946م / ص 244، 245 وانظر: الجابري " بنية العقل العربي " ص 258 المركز الثقافي العربي – بيروت – ط 2/ 1991والغنوصية هي التي يطلق عليها الجابري " العرفان " و " العرفانية " والغنوصية والهرمسية " نسبة إلى هرمس " المثلث بالحكمة " كما هو شائع في المؤلفات العربية الإسلامية انظر: الجابري " تكوين العقل العربي " ص 155 المركز الثقافي العربي – بيروت – ط 4/ 1991 ومبروكة الشريف جبريل " الخطاب النقدي في المشروع النهضوي العربي. العروي والجابري نموذجاً " رسالة دكتوراة مقدمة في شعبة الفلسفة وعلم الاجتماع وعلم النفس – جامعة محمد الخامس – كلية الآداب والعلوم الإنسانية – الرباط – 1997 / ص 346 والغنوصية والهرمسية تسيران في نفس الاتجاه العرفاني انظر: الجابري السابق نفسه. وانظر: إمبرتو إيكو " التأويل بين السيميائيات والتفكيكية " ترجمة: سعيد بنكراد – المركز الثقافي العربي – بيروت ط 1/ 2000م ص 15، 37.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير