تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [البقرة: 217].

إنه لم يمض عهد مقاتلة الظالمين، وإنما تغيرت وسائل سلاحه؛ فالمواجهة أصبحت مواجهةً حضاريَّة، أضحت فيها الكلمة لقوَّة الحُجَّة والبرهان؛ لتخلُد العقول للتفكير الرصين، بعيدًا عن كل تهييج وخفَّة وطَيش.

"لا" لِقوة السيف والسلطان في بلداننا؛ حيث أصبح السيف وسيلةَ إرهاب، تتسلط به الدولة على المستضعفين، ابتزازًا لأموالهم، وتسخيرًا لرجال القمع في إذلالهم، ولم يَعُدْ سيف الدولة وسيلة لدحض الكافرين والنيل منهم، ولو كانوا للأرض مستعمرين.

وأما غير الصادقين، فتزيَّنوا بالمناصب؛ لهثًا وراء سراب الدنيا والجاه والمكانة، ولم يزيَّنوها بزينة الإيمان والمواقف الصادقة، التي لا تَخشَى في الله لومة لائم.

مع العلم بأن: التشريع الربانيَّ جاء ليرفع التحدِّيَ في وجه كل المخالفين، ولكل الأنظمة والقوانين؛ {وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُواْ السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [التوبة: 40]، وتحدى أهل الكتاب بقوله: {قُلْ فَأْتُوا بِكِتَابٍ مِّنْ عِندِ اللَّهِ هُوَ أَهْدَى مِنْهُمَا أَتَّبِعْهُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} [القصص: 49]، ورفع التحدي للبشرية جمعاء؛ {اِئْتُونِي بِكِتَابٍ مِّن قَبْلِ هَذَا أَوْ أَثَارَةٍ مِّنْ عِلْمٍ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} [الأحقاف: 4].

كما بيَّن بأن: القرآن جاء مفصلاً على علمٍ هدًى ورحمةً؛ {وَلَقَدْ جِئْنَاهُم بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} [الأعراف: 52]، بل ما جاء القرآن إلا ليُرْفَعَ عاليًا فوق كل تشريع، وفوق كل دين؛ {إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُواْ السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [التوبة: 40].

وما أرسل رسوله؛ إلا ليظهره على القوانين الوضعية السائدة في كل زمان وأوان؛ {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} [التوبة: 33]، و {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا} [الفتح: 28]، و {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} [الصف: 9].

فهل لنا مِن رجال أفذاذٍ، يذودون عن الحمى بفقه منهجيٍّ، علميٍّ، رصين، نيابةً عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في مُهمَّةِ التبليغِ؟!!


[1] في مقدمة كتابه "القرآن وإعجازه العلمي".
[2] "الكليات"، لأبي البقاء، ص29.

ـ[محمد جابري]ــــــــ[15 Sep 2008, 09:10 م]ـ
ما حقيقة الإعجاز العلمي للقرآن؟

1. سر روحه وقوة تأثيره؛

مدخل: القرآن الكريم كتاب علم بامتياز

وتتالى الكتابات في مجال الإعجاز القرآني، وهكذا كلما عنت نكتة علمية وإشارة خفية أو جلية جاءت تستند لدلالة شرعية إلا وتجد من يأخذ القلم ليحيط قراءه علما بما تختزنه تلك الإشارة من إعجاز قرآني أو من سر لإخبار نبوي. ومن هذا القبيل كتابات د. زغلول النجار حفظه الله وغيره، وموقع إعجاز القرآن الكريم للجنة العالمية للإعجاز ....
¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير