تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

في فترة ما من حرب العراق، كانت المقاومة شيعية أساسًا قبل أن يقرر الصدر أن يحقن دماء رجاله، وكنت في تلك الآونة أتلقى سيلاً من الرسائل على بريدي الالكتروني خاصة بإحدى مجموعات الأخبار، وبالطبع كان اسم المرسل مستعارًا لكنه اسم (أصولي) جدًا .. كان محتوى الرسائل واحدًا تقريبًا .. الشيعة كفرة .. الشيعة خارجون على الملة .. البرهنة بالأدلة على فساد عقيدة الشيعة .. كل رسالة طويلة جدًا تحتاج إلى ساعة في قراءتها، ومعها عدد لا بأس به من الصور تظهر الشيعة وهم يمزقون أجسادهم بالجنازير أو السياط في الاحتفالات .. أو احد الأئمة يقبل طفلاً في شفتيه مع تعليق يقول: الشذوذ الجنسي ضرورة عند الشيعة .. الخ ...

يومًا بعد يوم تنهمر على الرسائل، ويمتلأ بريدي عدة مرات في اليوم .. هذا رجل كرس حياته لقضية واحدة يهون من أجلها كل مرتخص وغال ألا وهي أن الشيعة (موش تمام) ..

في النهاية لم يعد الأمر محتملاً فكتبت ردًا على ذلك المخبول بحيث يُتاح للجميع في ذلك المنتدى قراءته .. قلت في هذا الرد: "عزيزي .. في الآونة الحالية التي ينتهك فيها الأمريكيون أعراض العراقيين، ويذبح شارون الفلسطينيين، لا يبدو أن هناك طرفًا قادرًا على القتال راغبًا فيه إلا حزب الله في لبنان وشيعة العراق، أي أن الشيعة هي الفئة الوحيدة التي تحارب الأمريكان والصهاينة في العالم الإسلامي كله .. فهل تعتقد بحق أن هذا أنسب وقت لإثبات أنهم كفرة فاسدو العقيدة؟ .. معنى كلامك أن من يحارب الأمريكان والصهاينة اليوم كافر .. وهي لعمري رسالة مريبة .. أنا لا أعتقد أنك عميل للمخابرات المركزية .. فقط أنا أعتبرك مجرد متعصب أحمق آخر."

بالطبع لا أقول بصحة وجهة نظر هذا الكاتب. لكن أقول إن ألف مقال " علمي " لن ينجح في إقناعه، وهذا حال أكثر الناس.

الناس تحتاج من علمائنا شيئًا غير الكتب والمقالات والرسائل الأكاديمية!

ونفس ما قلناه عن المواجهة مع العلمانيين، ومع " الجراد الشرقي "، يُقال أيضًا مع مشكلة " التفجيرات " والتطرف.

نفس المشكلة قائمة .. مؤلفات كثيرة وكتب ومقالات .. لكن الشباب يحتاج شيئًا فوق هذا.

متى ندرك إحساس الشاب المتحمس لدينه، وهو يسمع أطنان الخطب من علمائه عن " طاعة أولي الأمر " وعن " فقه إنكار المنكر "، في نفس الوقت الذي يشاهد فيه على الفضائيات الأمير السعودي بعينين ملؤها الوله والاشتياق يراقص " بوش " منتشيًا رقصة السيف! .. المصيبة الأكبر عند هذا الشاب، أن عالمًا واحدًا لم يبين له كيف يطبق " فقه إنكار المنكر " حيال هذه " الرقصة "!

هذا الشاب يسمع دومًا علماءه ينصحون " المتطرفين " أو من يخشون أن يكونوا كذلك .. لكنه لا يراهم مرة واحدة يقولون كلمة حق عند سلطان جائر .. وعندما يسأل عن السبب يُقال له: لعلهم .. لعلهم .. أكرر: لعلهم فعلوا ولكن مثل هذه الأمور لا تصل إليك!

إنها نفس المشكلة .. مؤلفات .. كتب .. صوتيات .. مرئيات ..

لكن أين النماذج العملية ..

أين؟!

ـ[زهير هاشم ريالات]ــــــــ[11 Nov 2008, 10:49 ص]ـ

جزاك الله خيرا أخي محب

ـ[عبد الحي محمد]ــــــــ[11 Nov 2008, 05:48 م]ـ

بارك الله لكم جميعاً

ـ[محمد شلبي]ــــــــ[12 Nov 2008, 02:12 م]ـ

جزى الله الجميع خيرا، وأضيف أني استمعت إلى طرف من برنامج على قناة الحياة، من يومين عنوانه: (الحياة اليوم) يتحدث عن رفع دعوى قضائية ضد الأزهر لإلغاء 24 ألف حديث نبوي شريف، وقد تحدث أحد الحضور حديثا مفاده أن أحاديث كثيرة في البخاري ومسلم ليست بصحيحة وإنما وضعت على أسس سياسية محضة وأن رواتها وضعوها خوفا من بطش بني أمية، ومن هؤلاء الرواة- على زعم القائل -لا سامحه الله-: عروة بن الزبير، وابن شهاب الزهري - رحمهما الله تعالى- فقد ذكر أنهما نشآ يومئذ والدولة لبني أمية وسلطانهم مبسوط على رقعة الدولة الإسلامية وأن الذين دونوا الحديث إنما وضعوه على أهواء بني أمية، فعروة لم يزل ذاكرا ما حدث لأخيه عبد الله، ويخاف إن تكلم بما يغضبهم أن يحدث له ما حدث لأخيه، وابن شهاب الزهري عالم يتأكل من بلاطهم ومما يغدقونه عليه من هبات وعطايا فأنى لهذين أن يضعا أحاديث تهاجم حكم الأمويين أو تبين خطأ من أخطائهم؟!

لكني لشدة غضبي لم أواصل استماع هذه التفاهات وحولت إلى قناة أخرى

ولا يزال الموضوع يحز في نفسي جدا، وأرجو من أحد الإخوة ممن لهم باع في علم الحديث أن يذكر لنا ولو نبذا يسيرة من سيرة هذين الجليلين الذين رماهما ذلك الأفاك بالسوء - شلت يمينه-وأن يرد على تلك التهمة الشنعاء، وقد ذهبت إلى ملتقى أهل الحديث لأستطيع عرض هذا الكلام هناك لكني للأسف غير مسجل والتسجيل مغلق لإشعار آخر، ولذلك عرضت الموضوع عليكم

وسلمتم جميعا

ـ[شمس الدين]ــــــــ[15 Nov 2008, 10:11 م]ـ

بل هو طعن صريح في صحيح الإمام البخاري رضي الله عنه، هذا السفر الذي تلقته أمة محمد صلى الله عليه وسلم بالقبول إجماعا خلفا عن سلفا، جيلا بعد جيل، وقد عرضه المصنف رضي الله عنه على جهابذة علم الحديث كأحمد وبن المديني وبن معين وغيرهم، رحمهم الله تعالى ورضي عنهم، والطاعن في صحيح البخاري إما أنه ضال جاهل لا يدري ما يخرج من رأسه متكلم في دين الله بغير علم، أو أنه زنديق كافر يريد الطعن في نصوص الوحي الثابتة وإسقاطها من عيون عامة الناس.

ثم إن هذا الكاتب قد قرأت ردا عليه -أظن الراد هو الدكتور محمد عمارة- فقد فند شبهه الباطلة شبهة شبهة، وقد بين في الرد أن الكاتب اعتمد على روايات ضعيفة وأسانيدها عليلة جدا في مقابل الصحيح الثابت الذي رواه الإمام البخاري.

والوجه الآخر من الرد كان على طريقة الحساب (الخنفشارية) التي قام بها هذا الكاتب، وأنها خطأ كبير لا يصح.

لعل الله أن ييسر لي الوقوف على بحث الدكتور -أظن اسمه محمد عمارة ولست متأكدا- ولكنه منشور على الشبكة.

والله المستعان.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير