تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

الموضع من الكتاب الحالىّ.

ومرة أخرى يعود كاتبنا إلى الحديث عن العلاقة بين الإسلام واليهودية فيقول إن القرآن كثيرا ما يصب لعنته على اليهود. وسبب ذلك فى نظره هو رفضهم الانضواء تحت رايته. وهذا غير صحيح، فإن القرآن المكى، أى قبل أن يتصل بهم الرسول فى المدينة بعد هجرته إليها، لا يعطينا أبدا صورة مشرقة عنهم. ومعنى ذلك أن هذا هو رأى الإسلام فى اليهود على الدوام. إنه رأى مبدئى لا صلة بينه وبين الأحداث التى وقعت بين الطرفين فى المدينة. كما أن لعن القرآن لهم إنما سببه تطاولهم على الله سبحانه لا مجرد كفرهم به، كقولهم: "إن الله فقير ونحن أغنياء"، أو "يد الله مغلولة"، أو قولهم عن كفار قريش وما هم عليه من وثنية: "هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلا". وإذا كان الشىء بالشىء يُذْكَر فلم يحدث قط أن حَمِدَ شعب من الشعوب أمة اليهود بعدما بَلاَ أخلاقها وسلوكها وعقيدتها فى نفسها وفى الآخرين. ويكفى أنهم ينظرون إلى غيرهم نظرتهم إلى حيوانات لا قيمة لها ولا حق، وأنهم يعدون الله ربا خاصا بهم دون سواهم من العالمين.

ولماذا نذهب بعيدا، وها هو ذا العهد القديم يجلجل فى كثير من صفحاته تقريبا بلعن بنى إسرائيل وسبهم ووصفهم بأشنع الصفات؟ ترى أكان لمحمد عليه السلاوة والسلام دخل فى ذلك؟ أبدا، ذلك أن اللاعنين أو موصّلى اللعنة الإلهية إلى بنى إسرائيل إنما هم أنبياء بنى إسرائيل أنفسهم وليس أى شخص آخر. ثم جاء عيسى عليه السلام، فلم يكن حظهم معه أفضل من حظهم مع من سبقه من أنبياء، فها هى ذى الأناجيل الأربعة تدمدم بكلمات الغضب النارى المنصب من فمه الطاهر الشريف صلى الله عليه وسلم على يوافيخهم الصلبة المتمردة؟ أولا يعرف الكاتب ذلك كله؟ بلى يعرف ذلك وأكثر من ذلك، إلا أنه يظن بنفسه الذكاء واللوذعية والمقدرة على خداع الناس، ولكن هيهات، فحقائق التاريخ والحياة لا يمكن التعفية عليها مهما تكلف فى ذلك المتكلفون!

وهذه هى بعض النصوص التى ترينا ماذا يقول الكتاب المقدس ذاته بعهديه القديم والجديد عنهم: "9فَكَلَّمَ مُوسَى بَنِي إِسْرَائِيلَ هكَذَا (أى كما أمره ربه لاستنقاذهم من استعباد فرعون)، وَلكِنْ لَمْ يَسْمَعُوا لِمُوسَى مِنْ صِغَرِ النَّفْسِ، وَمِنَ الْعُبُودِيَّةِ الْقَاسِيَةِ" (خروج/ 6)، "9وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «رَأَيْتُ هذَا الشَّعْبَ وَإِذَا هُوَ شَعْبٌ صُلْبُ الرَّقَبَةِ. 10فَالآنَ اتْرُكْنِي لِيَحْمَى غَضَبِي عَلَيْهِمْ وَأُفْنِيَهُمْ، فَأُصَيِّرَكَ شَعْبًا عَظِيمًا» " (خروج/ 32)، "5وَكَانَ الرَّبُّ قَدْ قَالَ لِمُوسَى: «قُلْ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: أَنْتُمْ شَعْبٌ صُلْبُ الرَّقَبَةُِ. إِنْ صَعِدْتُ لَحْظَةً وَاحِدَةً فِي وَسَطِكُمْ أَفْنَيْتُكُمْ ... » " (خروج/ 33)، "23فِي تِلْكَ الأَيَّامِ أَيْضًا رَأَيْتُ الْيَهُودَ الَّذِينَ سَاكَنُوا نِسَاءً أَشْدُودِيَّاتٍ وَعَمُّونِيَّاتٍ وَمُوآبِيَّاتٍ. 24وَنِصْفُ كَلاَمِ بَنِيهِمْ بِاللِّسَانِ الأَشْدُودِيِّ، وَلَمْ يَكُونُوا يُحْسِنُونَ التَّكَلُّمَ بِاللِّسَانِ الْيَهُودِيِّ، بَلْ بِلِسَانِ شَعْبٍ وَشَعْبٍ. 25فَخَاصَمْتُهُمْ وَلَعَنْتُهُمْ وَضَرَبْتُ مِنْهُمْ أُنَاسًا وَنَتَفْتُ شُعُورَهُمْ" (نحميا/ 13)، "1رُؤْيَا إِشَعْيَاءَ بْنِ آمُوصَ، الَّتِي رَآهَا عَلَى يَهُوذَا وَأُورُشَلِيمَ، فِي أَيَّامِ عُزِّيَّا وَيُوثَامَ وَآحَازَ وَحِزْقِيَّا مُلُوكِ يَهُوذَا: 2اِسْمَعِي أَيَّتُهَا السَّمَاوَاتُ وَأَصْغِي أَيَّتُهَا الأَرْضُ، لأَنَّ الرَّبَّ يَتَكَلَّمُ: «رَبَّيْتُ بَنِينَ وَنَشَّأْتُهُمْ، أَمَّا هُمْ فَعَصَوْا عَلَيَّ. 3اَلثَّوْرُ يَعْرِفُ قَانِيَهُ وَالْحِمَارُ مِعْلَفَ صَاحِبِهِ، أَمَّا إِسْرَائِيلُ فَلاَ يَعْرِفُ. شَعْبِي لاَ يَفْهَمُ». 4وَيْلٌ لِلأُمَّةِ الْخَاطِئَةِ، الشَّعْبِ الثَّقِيلِ الإِثْمِ، نَسْلِ فَاعِلِي الشَّرِّ، أَوْلاَدِ مُفْسِدِينَ! تَرَكُوا الرَّبَّ، اسْتَهَانُوا بِقُدُّوسِ إِسْرَائِيلَ، ارْتَدُّوا إِلَى وَرَاءٍ ... » " (إشعيا/ 1)، "1 «قَائِلاً: إِذَا طَلَّقَ رَجُلٌ امْرَأَتَهُ فَانْطَلَقَتْ مِنْ عِنْدِهِ وَصَارَتْ لِرَجُل آخَرَ، فَهَلْ يَرْجعُ إِلَيْهَا بَعْدُ؟ أَلاَ تَتَنَجَّسُ تِلْكَ الأَرْضُ نَجَاسَةً؟ أَمَّا أَنْتِ فَقَدْ

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير