تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

هذه المسألة يكون عن طريق التخلص من اليهود: إما عن طريق تهجيرهم إلى وطنهم القومي اليهودي، وهذا هو (الحل الصهيوني)، أو عن طريق طردهم (الحل المعادي لليهود)، أو إبادتهم (الحل النازى) ".

صحيح أن د. المسيرى سرعان ما يضيف بعد قليل قوله: "لكل هذا يكون مصطلح "المسألة اليهودية" الذي يَفترض أن هناك مسألة يهودية واحدة، عالمية وعامة، مصطلحا منافيا تماما للحقائق المتعيِّنة للتاريخ، ومن ثم فإن قيمته التصنيفية والتفسيرية ضعيفة إلى أقصى حد. ومن الأفضل استخدام صيغة الجمع والتحدث عن "مسائل يهودية". وحين يُسْتَخْدَم المصطلح في صيغة المفرد فإنه يشير، في واقع الأمر، إلى المشاكل التي واجهها أعضاء الجماعات اليهودية (في القرن التاسع عشر) في أوربا، وبخاصة في شرقها، وبذلك تُستبعَد الجماعات اليهودية الأخرى كافة. وهذا التحديد الزماني المكاني يعطي المصطلح مضمونا حقيقيا ودلالة ومقدرة تفسيرية وتصنيفية عالية". إلا أن هذا لا ينفى رغم ذلك أن تكون هناك مسألة يهودية واحدة عامة تصدق على اليهود أينما ومتى وُجِد اليهود، إذ هى ذات صلة فى المقام الأول بنفسيتهم الملتوية الشاذة أيا ما كانت الظروف السياسية والاجتماعية المتغيرة التى تحيط بهم. فهم دائما ما يثيرون القلاقل والفتن ويتلذذون بشقاء الآخرين متصورين أنهم شعب الله المختار مهما ارتكبوا من كفر وعصيان، وأن الله إلههم هم وحدهم، وأن بقية البشر حيوانات أوأقل من الحيوانات. وهم سريعو الخنوع إذا ما وجدوا ضعفا فى أنفسهم، لكنهم سرعان ما يتحولون وحوشا مفترسة حالما يأنسون من أنفسهم قوة وبأسا، وهما قوة وبأس مستعاران عادة، إن لم نقل: دائما. وهم لا يتعلمون الدرس أبدا، ولهذا يحيق بهم النكال كل حين من الدهر منذ أن كان لهم كيان فى التاريخ حتى وقت قريب، إذ لا يمكن لمن كان فى مثل ظروفهم وقلة عددهم وكراهيتهم للبشر وكراهية البشر من ثَمَّ لهم أن يحوز لفترة طويلة ود الآخرين، فضلا عن إمكان حيازته أسباب الانتصار عليهم. وإذا كانوا الآن فى أوج قوتهم وبطشهم فلسوف يتغير الميزان آجلا أو عاجلا وتعود الأمور إلى ما كانت طول الدهر عليه فينتقم المظلومون من ظالميهم الجبناء الذين ينتفشون كلما شاموا من حولهم معونة وتعضيدا، ناسين أن ذلك كله إلى زوال وأن تصرفاتهم وأفكارهم البشعة التى تستفز الحقد فى النفوس لن تتأخر طويلا فى إعطاء ثمرتها السامة.

وقد يدلّ على صدق ما نشير إليه ذلك المقال الذى ترجمه ونشره "المركز الدولى لدراسات أمريكا والغرب" ( ICAWS ) بتاريخ 25/ 1/ 1430هـ، وأعاد عدد من الجرائد العربية والمواقع المشباكية نشره، وهو بقلم دانيال شوفنتال، وهذا نصه: "اليهود في غرب أوروبا أصبحوا يتعرضون للمزيد من الهجمات بعد أن بدأت إسرائيل في شن هجومها العسكري على قطاع غزة المحاصَر الذي يعيش سكانه البؤس والشقاء. تركزت هذه الهجمات على المعابد اليهودية في بريطانيا وبلجيكا وألمانيا. وقد اعتقلت الشرطة البلجيكية عددا من المتظاهرين الذين أرادوا دخول الحي اليهودي في مدينة أنتويرب. وقد اعتذرت بعض المدارس الدنماركية عن تسجيل طلاب يهود قائلة إنها لا تضمن سلامتهم. وفي فرنسا هاجمت مجموعة من المراهقين فتاة يهودية تبلغ من العمر 15 عاما وأشبعوها ركلا ووصفوها بأنها «يهودية قذرة». وقد ارتفعت هتافات غير مألوفة في ألمانيا وهولندا مثل «حماس، حماس. وليذهب اليهود إلى أفران الغاز». وفي أمستردام شارك عضوان في البرلمان الهولندي منهما زوجة أول رئيس للبيت المركزي الأوروبي في تظاهرة كانت تهتف باسم الانتفاضة الفلسطينية و «لفلسطين الحرة». وتعد هذه التظاهرة هادئة إذا ما قورنت بتظاهرات أخرى ارتفعت فيها هتافات تدعو إلى محرقة يهودية جديدة.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير