تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

العداء لليهود في أوروبا بدأ يلفت الأنظار حيث أعدت محطة «سي. إن. إن» تقريرا حول تنامي هذه الظاهرة في أوروبا وفي الدول العربية والإسلامية. فرنسا أيضا لم تنج من هذه الظاهرة حيث شهدت مدينة تولوز حرق سيارة أمام معبد يهودي مما دعا الرئيس الفرنسي لإصدار بيان تطرق فيه للأوضاع المأساوية القائمة في قطاع غزة. وقد استنكر ساركوزي «الإرهاب» الذي تمارسه حماس والاستخدام المفرط للقوة الذي تقوم به إسرائيل ضد سكان القطاع. وأشار الرئيس الفرنسي إلى أن العنف في فرنسا ليس سببه المسلمون فقط بل اليهود أيضا. من بيان ساركوزي يمكن الاستنتاج أن ينسب تنامي المشاعر المقاومة للسامية في أوروبا إلى الصراع الدائر في الشرق الأوسط. وتفجرت مشاعر الكراهية لليهود في الشرق الأوسط مع قيام دولة إسرائيل وما صاحبه من تشريد وطرد للسكان الفلسطينيين.

مع تنامي الوعي الإسلامي ظهر إلى الوجود الكثير من المنظمات والحركات الإسلامية مثل حماس وحزب الله، وغيرهما الكثير. وهي حركات تستخدم الخطاب الديني ولا تخفي كراهيتها لإسرائيل على اعتبار أنها قامت على وطن لشعب عربي مسلم. الثورة الإعلامية ساهمت بدورها في توصيل الآراء المتعارفة إلى عامة الشعب الفلسطيني الذين يعانون بدورهم مشاكل حياتية لا عد لها من غلاء للمعيشة وبطالة وتضييق على الحريات المدنية. أصبح البث التليفزيوني ذو الخطاب الإسلامي يصل إلى كافة أرجاء المعمورة. وقد ردت بعض الدول الأوروبية بمنع بث قنوات مثل «المنار» التابعة لحزب الله وتلك التابعة لحماس على اعتبار أنها تعمل على بث المشاعر المعادية لليهود. ولا يزال باستطاعة المشاهدين العرب والمسلمين متابعة برامج هذه القنوات التي تبث عبر أقمار صناعية لا يسيطر عليها الأوروبيون. أوردت دراسة نشرها معهد «بيو» في سبتمبر الماضي مجموعة مذهلة من الحقائق التي لم تكن معروفة للكثيرين، فحوالي 25% من الألمان و20% من الفرنسيين يكنون مشاعر الكراهية لليهود. أما في إسبانيا فإن هذه النسبة تصل الى 46%.

وهناك جماعات يهودية تتهم الإعلام الإسباني الخاص والحكومي على حد سواء بالعداء لليهود. وكانت إسبانيا قد شهدت أكبر تظاهرة في أوروبا الأسبوع الماضي للاحتجاج على الهجمات الاسرائيلية على غزة، وشارك فيها ما يزيد على 100 ألف متظاهر. ومع استمرار حرب غزة وما يصاحبها من طوفان من المناظر المؤلمة لمعاناة المدنيين استمرت المشاعر المقاومة لإسرائيل واليهود في التنامي. وسيواجه اليهود في أوروبا أوقاتا صعبة في المستقبل القريب. فهل تتعظ إسرائيل؟ ".

على أن كاتب الموسوعة اليهودية، بدلا من الإقرار بأن مسؤولية الكراهية التى يلقاها اليهود من المسلمين، مثلما يَلْقَوْنها من كل الشعوب فى كل زمان ومكان، إنما ترجع إليهم، يزعم أن المسلمين إنما يبغضون اليهود على الدوام دون أى سبب من جانبهم وأنهم مأمورون بنص القرآن ألا يوالوهم أبدا. وهو بهذا يتجاهل السياق الذى نزل فيه مثل ذلك النهى. ولو قرأنا الآيات التالية لاتضح لنا السر فى ذلك: "لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا وَقَتْلَهُمُ الأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ (181) ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلاَّمٍ لِلْعَبِيدِ (182) الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ عَهِدَ إِلَيْنَا أَلاَّ نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حَتَّى يَأْتِيَنَا بِقُرْبَانٍ تَأْكُلُهُ النَّارُ قُلْ قَدْ جَاءَكُمْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِي بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالَّذِي قُلْتُمْ فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (183) فَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ جَاءُوا بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَالْكِتَابِ الْمُنِيرِ (184) " (آل عمران)، "وَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آَمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آَخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (72) وَلا تُؤْمِنُوا إِلاَّ لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ قُلْ إِنَّ الْهُدَى هُدَى اللَّهِ أَنْ يُؤْتَى أَحَدٌ مِثْلَ مَا أُوتِيتُمْ أَوْ يُحَاجُّوكُمْ عِنْدَ رَبِّكُمْ قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير